رياضة

رسالة إلى بوتفليقة.. هل نشاهد كأس العالم؟

ياسين معلومي
  • 5705
  • 13

سعدت كغيري من الجزائريين، بانتهاء الانتخابات الجزائرية بسلام، وعودة النشاط الرياضي بعد توقف اضطراري دام أكثر من أسبوعين، حتم على الأندية الجزائرية الاستعداد للمرحلة الأخيرة من البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني، لتمكين أصحاب الريادة من المحافظة على أماكنهم وفسح الفرصة أمام الفرق التي تلعب من أجل البقاء من تصحيح أوضاعها قبل فوات الأوان والسماح أيضا للمنتخب الجزائري في الدخول بعد أسبوعين في تربص مغلق بسيدي موسى تحضيرا لكأس العالم، هذه المنافسة العالمية التي لازال أنصار ومحبو المنتخب الوطني في حيرة من أمرهم بسبب السكوت غير المفهوم للقناة التلفزيونية العمومية، التي لازالت إلى يومنا هذا لم تؤكد شراءها لحقوق بث مبارايات الخضر في المونديال، هذه المنافسة الكروية العالمية ستنطلق بعد أقل من خمسة وأربعين يوما.

 السبات العميق لمسؤولي التلفزيون الجزائري ورفضهم الكشف علانية عن فشلهم في شراء مباريات الخضر في البرازيل من القناة المالكة للحقوق بعد ارتكابهم لخطإ لا يغتفر بعد قرصنة “اليتيمة” للمباراة الفاصلة للتأهل لمونديال البرازيل بين الجزائر وبوركينا فاسو، واشترط القطريون يومها تعويضات تصل إلى مليار سنتيم قبل التفاوض على حقوق نقل مواجهات مونديال البرازيل للتلفزيون الجزائري.. قضية وصلت إلى المحاكم الجزائرية بسبب لا مبالاة مسؤولين همهم الوحيد هو عدم إرضاء المشاهد الجزائري، الذي يريد أن يتابع فريقه الوطني وهو يخطو آخر مباراة مؤهلة للمونديال… هل يجرؤ هؤلاء، أشباه “المسؤولين” على عدم تغطية أي نشاط رئاسي أو حزبي مهم في نشرات الثامنة؟ وكيف سيقابلون مسؤوليهم “هاتفيا”، وما هي حججهم وبراهينهم؟ لأني أعرف أنهم  سيطأطئون رؤوسهم في آخر المطاف ويشترون حقوق البث في الدقائق الأخيرة لأنها سمة رسمها ورسخها اللاعب الدولي السابق عمر بتروني منذ منتصف السبعينيات تحت أعين الرئيس هواري بومدين رحمه الله.

إذا كان المسؤولون في التلفزيون الجزائري ينتظرون صناع القرار في الدولة لشراء حقوق بث مباريات الخضر في البرازيل، فهم مخطئون لأن الأربعين مليون جزائري سيجلسون أمام شاشة التلفاز في السابع عشر من جوان لمتابعة الخضر أمام المنتخب البلجيكي، ولا أظن أن الدولة الجزائرية ستقول يومها إننا عجزنا عن دفع مبلغ مالي من أجل مشاهدة أبنائنا في البرازيل، منافسة يتابعها ملايير المشاهدين في العالم.

ربما قد يلجأ البعض إلى اختيار بعض القنوات الأجنبية لمتابعة لقاءات الخضر، سواء كانت فرنسية وألمانية أم حتى قنوات من أوروبا الشرقية، لكن لا أتصور ولو لحظة واحدة عدم بث مباريات الخضر في أكبر محفل كروي عالمي! وهل دولتنا عاجزة عن دفع مبلغ مالي من أجل متابعة فريقها في كأس العالم؟

سيدي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لم يمر على انتخابكم رئيسا للمرة الرابعة على التوالي أسبوع واحد، وأعرف أن ملفات كبيرة تنتظركم، وهناك التي هي حبيسة الأدراج ربما لأسابيع أو شهور، وأعرف أنكم تعكفون حاليا على تشكيل حكومتكم وأمور أخرى قد لا نعرف أنها تشغل بالكم، ولكني سيدي الرئيس أعرف أن قرار مشاهدة مباريات الخضر في المونديال بين أيديكم، لأن هؤلاء المسؤولين ينتظرون إشارة منكم، في وقت ضمنت المنتخبات الإفريقية المتأهلة للمونديال، على غرار نيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار وغانا حقوق نقل المونديال ولم تبق إلا الجزائر.

مقالات ذات صلة