الجزائر
وزارتا الداخلية والصحة تحذران من سيناريوهات كارثية في حال التهاون

رفع درجة الاستنفار لمواجهة فيروس كورونا

كريمة خلاص
  • 3460
  • 3
الشروق أونلاين

رفعت السلطات في الجزائر من درجة الاستنفار والتجند لمواجهة انتشار وباء كورونا، بعد حالة التراخي التي أدت إلى ارتفاع ملحوظ في الحصيلة اليومية للإصابات والتي تجاوزت عتبة الـ200 حالة بعد ان كانت تشهد تراجعا يوميا في الأيام الأخيرة.

حالة التراخي الملاحظة جعلت العديد من الجهات ذات العلاقة بالملف الصحي تتحرك، إذ وجهت كل من وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تحذيرات وتنبيهات للمواطنين من خلال بيانين منفصلين يذكران بمخاطر وتهديدات الفيروس الشرس الذي لا يزال متربصا بالجزائريين، خاصة في ظل المستجدات الدولية والقارية التي تؤكد تسجيل موجة ثانية دفعت بتلك الدول إلى مراجعة وتعزيز التدابير المتخذة.

تحذيرات وزارة الداخلية والصحة تأتي عشية الدخول الاجتماعي والمدرسي، إذ تزداد المخاوف في ظل الإجراءات التخفيفية التي شهدتها بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية والخدماتية، ما يجعل التوقعات مفتوحة على كافة الاحتمالات في حال استمرت الوضعية الوبائية في اكتساح مزيد من التوسع الجغرافي والمنحى التصاعدي، والتراخي الملاحظ عند المواطنين.

وطالبت وزارة الداخلية في بيان لها، المواطنين والمتعاملين الاقتصاديين والتجاريين بالتزام روح المسؤولية والتقيد بالتدابير الوقائية، خاصة مع الإجراءات التخفيفية المتخذة لاسيما المرتبطة بالاستئناف التدريجي للنشاطات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية.

وأورد بيان الداخلية أنّ البروتوكولات الصحية المعتمدة والمرتكزة بالأساس على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وتجنب التجمعات، تبقى الحل الأنجع والأول لتفادي سيناريوهات كارثية لا تحمد عقباها عاشتها وتعيشها بعض الدول المتقدمة، مذكرة بالإجراءات الاستباقية المعتمدة في هذا السياق منذ بداية ظهور الوباء ببلادنا وتجنيد كل الوسائل البشرية والمادية الضرورية لاحتواء الوباء ومكافحة انتشاره بالاعتماد الصارم على تدابير احترازية، وهو ما مكّن من تحقيق استقرار ملحوظ للوضعية الصحية العامة.

ولفت البيان الانتباه إلى الضريبة الغالية المسجلة في مواجهة الوباء والتي دفع ثمنها ابناء الجزائر والمنتمون لمختلف الأسلاك المتواجدة في الصفوف الأمامية للمواجهة، خاصة من الأسلاك الصحية والأمنية.

من جانبها، وزارة الصحة سارعت، السبت، لإصدار بيان معزز ومساند لبيان وزارة الداخلية تجدد فيه التذكير بخطورة الوضع الصحي الوبائي للفيروس وتحذر من مغبة الاستهانة والتراخي في الإعلان عن الإصابة او الاستخفاف بإجراءات الوقاية.

وورد في بيان وزارة الصحة أن “الوضع الوبائي العالمي الحالي لوباء كوفيد-19 والزيادة النسبية للحالات في بلادنا تستدعي من جميع المواطنين احترام التوصيات المتعلقة بالتدابير الوقائية حتى لا تعرض صحتهم للخطر وصحة عائلاتهم والمجتمع”.

ودعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مرة أخرى جميع المواطنين إلى دعم الجهود المبذولة للحد من انتشار هذا الوباء في بلادنا من خلال الاحترام الصارم لإجراءات الوقاية المتمثلة بالأساس في نظافة اليدين والتباعد الاجتماعي وارتداء القناع الإجباري في أي مكان وتحت أي ظرف من الظروف.

وفي السياق ذاته، أعلن رياض مهياوي عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي وباء كورونا أن المخاوف من انتشار مجدد للوباء لاتزال قائمة بقوّة، خاصة مع اقتراب الدخول الاجتماعي والمدرسي، ما قد ينذر بارتفاع اكيد إذا لم تحترم البروتوكولات الصحية.
وألح المختص على أهمية الفحص والتعامل مع الإصابة بجدية تامة في بداياتها وعدم ترك الأمور إلى غاية تعقدها، مستندا في حديثه إلى تزايد الحالات التي تصل إلى مصالح العناية المركزة والإنعاش، وأضاف مهياوي “الفيروس لا يزال موجودا والخطر لا يزال قائما فاحذروه”.

بدوره، أفاد مشاط سعيد، المدير العام لمستشفى رويبة شرق العاصمة أن أغلب حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تصل مؤسسته الاستشفائية في الآونة الأخيرة تكون في حالة متقدمة بعد تعقدها وبلوغها مرحلة العناية المركزة.

ودقّ مشّاط ناقوس الخطر، محذرا المواطنين من التهاون في التعامل مع هذا الفيروس القاتل، حيث دعا إلى أهمية الفحص والكشف المبكر في بداية الإصابة وعدم تجاهلها أو التهاون في التعامل معها، مركزا على ضرورة أخذها على محمل الجد، خاصة في ظل الارتفاع المحسوس للحصيلة خلال الساعات الأخيرة.

مقالات ذات صلة