رمضان في شعبان

ما إن بدأ رمضان يقترب حتى كنت قد حضرت نفسي لاستقبال هذا الشهر الكريم! اشتريت”عولة” شهر، حيث بقيت 15 يوما وأنا أقتنص الفرص! “واش من لحم كونجلي نيوزلاندي.. وواش من حليب وواش من توافه سخفت عليها”، وأنا في عز أشهر”الصيام” فما بالك بشهر الأكل! كل هذا لأتفرغ خلال شهر رمضان للنوم نهارا وقيام الليل ساهرا في المقاهي!: قيام النهار نائما، هي من أكبر العبادات عندي في رمضان! لهذا، كنت عادة ما آخذ عطلتي في رمضان، وإن لم تمنح لي العطلة في رمضان، أعمل، لكن بالنوم في مقر العمل!

في رمضان، لا شيء يعوض النوم نهارا ولا شيء يلغي السهر ليلا: حتى غرفتي أعدت تأثيثها بما يتناسب مع هذا الشهر الكريم: صبغت غرفتي من الداخل بلون داكن، ومنعت الضوء والشمس من أن “تطلع عليها” أو أن تتسرب إلى داخلها. اشتريت بالكريدي “كليماتيزور” وغيّرت أستار النافذة بستار بلون قاتم، هم يعرفونني في البيت: إذا حضر رمضان، لا يبطل التيمم وحده، بل الوضوء، والصلاة: “ماعنديش الوقت بزاف” لأني أسهر إلى ما قبل صلاة الصبح بعشر دقائق، أتسحر بما وجدت، وإن لم يوجد شيء.. أوجدته! ولو بمداهمة غذاء الأطفال غير البالغين لنهار الغد!..أمسح ما على الطاولة وأغزو ما بداخل الثلاجة، ثم ألف على ما خزن في الخزانة وما لم يؤكل على الفور ودس في”الفور”! لا شفقة ولا راحمة! آكل، ثم أنام قبل أن أصلي الصبح “سأصليه قبيل المغرب إن شاء الله.. جمع تأخير وتقصير! الوقت ما عنديش! لهذا أقصر”، أقصر في كل الصلوات التي أصليها مجتمعة قبل ثلاث دقائق من آذان المغرب، بما في ذلك الصبح والمغرب! الصبح أصليه ركعة واحدة والمغرب ركعة ونص! من الركوع الثاني مباشرة إلى التشهد!”.. أنا على سفر في رمضان! لأني عندما أغمض أعيني وأغلق آذاني وأسد نافذتي حتى لا ينفذ لعلبتي السوداء لا ضوء ولا هواء، أصم آذاني بسدادة، ثم أنام قرير العين ولا أستيقظ إلا على جرس منبه هاتفي الذي ينبهني إلى أن”آذان الأكل” قد قرب! فأقوم لأصلي اليوم بكامله في ثلاث دقائق: أحمد الله وأشكره وأدعو للمسلمين بالخير والبركات وأستغفر الله لهم من شرور أعمالهم وأدعو للتابعين وتابع التابعين بالرحمة والغفران..وأوزع أجر وثواب هذا اليوم على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

عندما أفقت، وجدت نفسي قد نمت!