رمضان…هل هلاله

هذا هو العام الأول من تقشف الحكومة على الشعب المغلوب بعد المصادقة على قانون المالية الأخير، وهذا هو رمضان الأول في حياة المتقشفين.

التجار الذين يكشرون عن أنيابهم وأظافرهم لسلخ الصائمين كعادتهم لم يجدوا من يوقف زحفهم، وعلى رأي الراحل القذافي فهم “مصممون الى الأمام” في غياب تام “لهيبة الدولة” ولا أثر لأعوان مكافحة الغش في السلع.

نعمة ادراكنا لرمضان هي عبادة وليست طعاما، وقد كان الصحابة يتخذون نهارهم صياما، وليلهم قياما بتمرات معدودة فقط.

آخر التقارير أفادت أن الشعب الجزائري رمى أكثر من 40 مليون خبزة في المزابل..أي بنفس عدد سكان الجمهورية..وأكثر من سكان المغرب وتونس، وأكثر من سكان دول الخليج مجتمعة.

إذا شعب يرمي “نعمة الله” في المزابل كحجم عدد الملايين من سكانه لباطن الأرض خير له من ظهرها.

فلمن نحمل مسؤولية هذه “المعيبة والنقيصة”؟

لا يمكن للدولة أن تضع أمام كل بائع مراقبا أو شرطيا، فالضمير الحي أهم من هؤلاء جميعا، والتوعية يجب أن تجد من يصغي اليها.

الملايين من الخبز ترمى في المزابل وشعوب تموت بالجوع، أذكر أن نفرا من الفقراء سألوا مفتيا: “هل يقبل الله صومنا اذا لم نتسحر ولم نفطر؟ لأننا لا نملك شيئا لا في السحور ولا في الفطور” بكى المفتي ولم يرد عليهم..والحكمة تقول :”ما جاع فقير الا بتخمة غني!”..وصح رمضانكم جميعا.