منوعات
رمضان وتغيير الحياة

رمضان ونداء العودة إلى القرآن؟

سلطان بركاني
  • 400
  • 1
أرشيف

يعود رمضان، شهر القرآن، كلّ عام، ليذكّرنا بأنّ عزّ هذه الأمّة لا ولن يُستردّ إلا بالعودة إلى كتاب الله، حكاما ومحكومين، إلا بتحكيم كتاب الله في أنفسنا وبيوتنا وأهلينا، وفي مؤسّساتنا وقوانيننا ودساتيرنا. إنّه ما ذلّت الأمّة ولا هانت، وما تسلّطت شياطين الإنس والجنّ على كثير من المسلمين فجعلتهم عبيدا للأهواء والشّهوات، إلا حينما هجروا القرآن وألقوه وراءهم ظهريا، حينما قرأوه على الأموات ولم يحكّموه على الأحياء، حينما تبرّكوا بتلاوته وتركوا العمل بأحكامه، حينما زخرفوا به الرّفوف والمساجد ولم يزيّنوا به القلوب والأخلاق والعوائد.
إنّه ما انتشرت الفواحش والمنكرات وصار كلّ فرد لا يأمن على نفسه ولا على عرضه ولا على ماله ولا على دمه، إلا حينما أُبعد القرآن عن الحياة، وحكّمت قوانين ونظم من وضع البشر، قوانين تنظر إلى حقّ المجرم ولا تنظر إلى حقّ الضّحية، أو تنظر إلى حقّ الضحيّة ولا تنظر إلى حقّ المجتمع.
الأمم من حولنا تتّجه نحو القرآن والإسلام؛ خبراء غربيون ينادون بتطبيق مبادئ الاقتصاد الإسلاميّ، وكتّاب نصرانيون يدعون القساوسة للنّظر في القرآن لإنقاذ العالم ممّا هو فيه. دول غربية بدأت تشجّع فتح مصارف إسلاميّة جديدة بعد تزايد الإقبال عليها، وتسمح بفتح محاكم إسلاميّة بعد أن رأت كيف أصبح بعض الأوروبيين من غير المسلمين يفضّلونها على المحاكم الأخرى… فإلى متى سيظلّ المسؤولون في بلاد المسلمين يتنكّرون للقرآن ولشرع الواحد الديّانّ؟ إلى متى وهم لا يعرفون القرآن إلا عند أداء القسم، وفي المآتم؟ إلى متى وهم ذاهلون عنه ولا يتذكّرونه إلا في ليلة الـ27 من رمضان؟
مع عودة رمضان شهر القرآن ينبغي لكلّ منّا أن يتذكّر أنّه من واجبه أن يحكّم القرآن في نفسه؛ في باطنه وظاهره، في عباداته ومعاملاته وأخلاقه. واجب عليه أن يحكّم القرآن في بيته، على زوجته وأبنائه بناته. واجب عليه أن يحكّم القرآن في مطعمه وملبسه ومشربه وهاتفه وتلفاز بيته، وواجب عليه أن يسعى لتحكيم القرآن في مكان عمله، وفي بلده، بل واجب عليه أن يسعى ليكون القرآن حاكما لأهل الأرض كما هو حاكم لأهل السّماء.

مقالات ذات صلة