الشروق العربي
اعتداءات وتحرشات المجانين والمتشردين

روايات مرعبة من الشارع الجزائري أبطالها شخصيات بلا عقل

نسيبة علال
  • 3836
  • 7
بريشة: فاتح بارة

تصلنا باستمرار عديد الروايات عن التحرش والاعتداء على المختلين عقليا، الذين يتخذون من محطات النقل ومن العراء مأوى دائما لهم.. بالمقابل، ترتفع حالات المواطنين والمواطنات الذين تعرضوا للضرب، والشتم وحتى التحرش الجنسي على مرأى الملإ من قبل مجانين، أو متسولين ومتشردين مع قواهم العقلية، لسبب أو م دونه.

الحاجة تدفعهم إلى العنف

أثناء بحثنا عن ضحايا اعتداءات المجانين، التقينا بمنى، ممرضة في قسم الاستعجالات، لتروي لنا تفاصيل مفزعة عن حادثة مرت بها خلال مزاولة عملها، وظلت راسخة في ذهنها، تقول: “بينما أقف لتحضير عربة الدواء، أحسست بدخول شخص ما إلى القاعة، ظننته إحدى الزميلات، وانتظرت أن تكلمني أو تلقي التحية، ولم ألتفتت لأتحقق من الأمر،ففوجئت بقارورة كحول زجاجية تقع على رأسي، أغمي علي إثرها..”، بعد استفاقتها تم إعلام منى بأن المعتدي هو مختلة عقليا، دخلت خلسة إلى القاعة، مستغلة انشغال أعوان الأمن.. ولأنها كانت تبحث عن الأكل أو المال، قامت بإلحاق الأذى بالممرضة، وغادرت المكان.

مجانون حاقدون

في شارع 13 ماي بالبليدة، يجلس شاب مقرفصا قدميه، يدخن سيجارة، أو يمضغ علكة.. هذا المشهد، أصبح مألوفا للسكان وللمارة. يقال إن الشاب كان نابغة في صغره، ودرس الكيمياء ولإلكترونيك في أمريكا، قبل أن يعود إلى الجزائر ويصاب بالجنون. وحسب تحليل خبراء، فإن هذا الشاب أصبح يحمل غلّا تجاه المسؤولين وأصحاب النفوذ، فيقوم بالاعتداء على كل من يمر بالقرب منه،ممن يلبس بدلة كلاسيكية، أو يبدو عليه الوقار.. تقول السيدةعريبي.س محامية: “مررت بهذا الشاب، أحمل حقيبة ملفاتي، متوجهة صوب العمل، وإذا به يقف بكل هدوء من قعدته، ويخطف حقيبتي من يدي.. وقبل أن أستوعب الأمر وأصرخ، كان قد لطمني بها على وجهي مرات متعددة.. ولولا المارة الذين التفوا حولنا وحاولوا فكي من ضرباته، لألحق بوجهي تشوها..” مثل هذه الحالات عادة ما يكون لها ملفات طبية تتعلق بأمراض عقلية، ما يجعلها غير معنية بعقوبات القانون، إلا من ضرورة حجزها في مصحات عقلية.

التحرش الجنسي أبشع اعتداءات المجانين والمشردين

إن العنف الذي يمارسه المجانين والمشردون في الشوارع، الذي لا يحكمه قصاص ولا عقاب، تتفاوت خطورته على المواطنين، الذين بقدر ما يأمنون شر هؤلاء، يمكنهم التعرض إلى غدرهم. تقول ص. ل، صحفية تعمل بإحدى المؤسسات الإعلامية وسط العاصمة: “أحاول دائما الوصول إلى عملي في الصباح الباكر جدا، بينما لا يزال سكان العاصمة نياما، والشوارع فارغة من المارة. فلدي مهام يجب أن أقوم بها قبل مغادرة المقر للتغطيات، وقد لاحظ أحد المتشردين ممن يبيتون في عراء شارع عميروش وجودي في الساعة ذاتها كل يوم، فأخذ يتحرش بي، ويحاول التقرب مني، ما اضطرني إلى حمل مطارية لضربه، حتى إن لم تمطر..”. محاولات ص. ل لحماية نفسها لم تكن كافية، حتى وهي تحمل معها قارورة مبيد الحشرات للتخلص من مضايقات ذلك المتشرد، تضيف: “سعدت ذات صباح لعدم وجوده في المكان المعتاد، ولكنني صعقت به ينتظرني في قبو العمارة التي أعمل بها، ويحاول التحرش بي، فانطلقت راكضة إلى مركز الأمن لأشكوه، وكانت تلك آخر مرة قابلته فيها”.

عدا جرائم التحرشات الجنسية والسب والشتم والضرب، كثيرا ما تتسبب قلة العقل أو انعدام وظيفته لدى شريحة واسعة من المجتمع، في جرائم قتل نسمع عنها من فترة إلى أخرى، بدافع الرغبة في السطو على ممتلكات أو أشياء بسيطة كالطعام، وأحيانا بلا دافع واضح، ما يجعل مختصين يدقون ناقوس الخطر حيال الظاهرة، ويطالبون بالإجلاء الفوري لأي حالة جنون قد تشكل قنبلة موقوتة في المجتمع، إلى مراكز خاصة.

مقالات ذات صلة