رياضة

روراوة – ماجر .. والصلح خير

ياسين معلومي
  • 20508
  • 6

لا زالت النتيجة السلبية التي سجلها المنتخب الجزائري أمام المنتخب الكاميروني في إطار الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم القادمة بروسيا، تلقي بظلالها على المحيط الكروي، الذي لم يتقبل تعثر رفقاء محرز الذين ضيعوا فوزا كان في متناولهم، ورهنوا ولو جزءا من حظوظهم في التأهل، وهم مجبرون الآن على العودة بنتيجة إيجابية من تنقلهم القادم إلى نيجيريا، وتحقيق تعادل على الأقل يبقي التشكيلة الوطنية في سباق المونديال..

على كل تبدو الأمور صعبة للغاية، خاصة بعد كل ما حدث مؤخرا، بداية من تمرد اللاعبين على الناخب الصربي وفسخ عقده ساعات بعد اللقاء، ورسالة “تبرئة الذمة” للاعب فيغولي، والملاسنات بين جيل الثمانينات ورئيس الفاف، وهو ما قد يفقد تشكيلتنا تركيزها في اللقاء المصيري القادم، الذي يحدد بنسبة كبيرة خارطة طريق الكرة الجزائرية التي وصلت إلى القمة، لكن من الصعب البقاء فيها لسنوات، ما لم تتضافر جهود الجميع، ويعود هؤلاء وبسرعة إلى صوابهم ورشدهم قبل فوات الأوان، لأن مصير الجزائر أكبر من الخلافات والاختلافات في الرأي، وسيكون الخاسر الأكبر فيها سمعة الجزائر، التي رفرف علمها في جنوب إفريقيا والبرازيل، ولم لا بعد سنتين في روسيا؟

الخرجة التلفزيونية الأخيرة لرئيس الفاف محمد روراوة، والتي دعا فيها، بصريح العبارة، لاعبا سابقا يتحدث في الاستوديوهات عن المنتخب، وهو الذي لم يضفر إلّا بنقطة واحدة في إحدى الدورات النهائية لكأس أمم إفريقيا عندما كان مدربًا لـ”الخضر”، على حد تعبيره، بـ”السكوت”، وأكد بأنّه لا يعترف سوى بالمدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، لأنّه المدرب الوحيد الذي أهدى الجزائر كأس أمم إفريقيا عام 1990..

رئيس الفاف كان يقصد دون مقدمات اللاعب الدولي السابق رابح ماجر، الذي راح بطريقته يرد الصاع الصاعين، ويطالب الرئيس روراوة بمغادرة مبنى دالي براهيم، لأنه لم يقدم –حسبه- أي شيء لكرة القدم الجزائرية، وأن الدوليين السابقين يحللون المباريات في القنوات التلفزيونية بفضل تاريخهم الطويل في كرة القدم، كما أنهم يقلقون البعض، لأنهم يكشفون عيوبهم، وجزئيات أخرى تحدث عنها الرجلان، رغم أن كلاهما قدم الكثير للمنتخب الوطني، ماجر كلاعب وروراوة كمسير، حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها مهما طال الزمن، وكم تمنينا لو يطل علينا “مصلح كروي”، ويتدخل للإصلاح بين الرجلين خدمة للكرة الجزائرية، لأنه لا أحد يستطيع أن يمحي تاريخهما الحافل.

ما يؤلمني هو أن ينشر الغسيل في العلن، ويصبح مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام، ووصل إلى مشارق الأرض ومغاربها، في مختلف القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية والجرائد ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أننا لسنا في حاجة إلى هذا الخلاف الذي يعود إلى أكثر من 13 سنة، والذي لم يستطع أي طرف أن يطوي صفحته، ويعود إلى عين الصواب، فكل شخص يفيد الجزائر بطريقته، ماجر كلاعب ومدرب، ورئيس الفاف كمسير ناجح استطاع أن يقدم الكثير للكرة الجزائرية، رغم بعض النقائص، التي لو وضع الثنائي اليد في اليد لاستطعنا أن نحقق ربما نتائج أحسن من التي حققناها.

أعلم أن كثيرين يريدون الاصطياد في المياه العكرة، فمنهم من يريد الدفاع عن روراوة ليس حبا فيه، ولا عن ماجر لكسب وده ومحبته، بل للإبقاء على الفتيل مشتعلا، لأنهم هم المستفيدون من الصراع الأبدي، وكم هم كثيرون، وأعلم أنهم منزعجون اليوم من فكرة الصلح خير، والله المستعان.

مقالات ذات صلة