رياضة
فيغولي ومبولحي يقودان "حركة تصحيحية" داخل المنتخب الوطني

زطشي يتحالف مع “نجوم الخضر” لدفع ماجر إلى الرحيل

مسعود علال
  • 30572
  • 40
ح.م

يخوض رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي “حربا خفية” ضد مدرب المنتخب الوطني رابح ماجر قصد دفعه إلى الرحيل، حرب وقودها “نجوم” المنتخب الوطني الذين قام زطشي باستغلال تذمرهم من صاحب الكعب الذهبي، وتمرد بعضهم عليه، فضلا عن ضغط وسائل الإعلام والشحن الجماهيري، لتنفيذ مخططه بـ”التخلص” منه دون أن يتسبب ذلك في إحراجه مع من “فرض” ماجر مدربا في شهر أكتوبر الماضي.
وتجسد مخطط الإطاحة بماجر خلال إعلان الفاف في وقت متأخر من مساء الأربعاء في بيان رسمي عن غياب سفيان فيغولي ورايس وهاب مبولحي عن التربص القادم للخضر الذي سيجري في الفترة ما بين 28 ماي الحالي والسابع من شهر جوان المقبل، وتتخلله مبارتان وديتين أمام منتخب الرأس الأخضر بالجزائر في الفاتح من شهر جوان وأخرى أمام البرتغال في العاصمة لشبونة في السابع من نفس الشهر.
وقبلها كانت الفاف قد أعلنت في بيان رسمي أيضا عن إعفاء ماجر من تدريب منتخب اللاعبين المحليين، بعد لقاء جمع الرئيس خير الدين زطشي ورابح ماجر، وكان ذلك بمثابة أول خطوة لانقطاع حبل الود بين الطرفين، في ظل الأزمات الكثيرة التي اندلعت بين المدرب و”نجوم” المنتخب بقيادة رياض محرز الذي كان قد عبر علانية عن غضبه من ماجر بعد استبداله في مباراة إيران حيث رفض مصافحته رغم أن المدرب مد يده إليه، وبعدها تأزمت العلاقة بين ماجر ولاعبيه الذين لم يتقبلوا الطريقة التي ينتهجها في تدريب المنتخب، وسط أنباء عن عزم عدد منهم على طلب الإعفاء من التربص القادم كرسالة واضحة منهم تؤكد عدم رغبتهم في التعامل مع النجم الأسبق لنادي بورتو البرتغالي، بالتزامن مع تراجع مستوى المنتخب الذي تعرض لخسارتين متتاليتين أمام إيران والسعودية، وسط انتقادات لاذعة إلى ماجر من وسائل الإعلام ومن مسؤولي الفاف أنفسهم حيث طالب بعضهم مرارا بضرورة إيجاد صيغة لإعفاء ماجر من منصبه نهائيا، وهو الأمر الذي يبدو وشيكا خاصة أن الفاف بدأت أولى خطواتها لدفع ماجر إلى الرحيل بينما يبدو الأخير متشبثا بمنصبه، لكن نتيجة المباراتين الوديتين أمام الرأس الأخضر والبرتغال ستكونان حاسمتين لمستقبله على رأس الخضر.
وتسبب سفيان فيغولي مهاجم نادي غالاتسراي التركي ورايس وهاب مبولحي حارس نادي الاتفاق السعودي في حرج شديد لرابح ماجر، بعد أن أكدت الفاف غيابهما عن التربص القادم، وأفرز “الغياب” المفاجئ لفيغولي ومبولحي عن أزمة وسط الطاقم الفني وفي كواليس الفاف، كما أحدث لغطا وجدلا كبيرين في الساحة الكروية الجزائرية، حيث تأكد أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى “مقاطعة” من اللاعبين للمدرب، ردا على تهميشه وتجاهله لهما دون مبرر مقنع منذ تقلده منصب المدرب في شهر أكتوبر الماضي.

الفاف تقدّم مبررات واهية
وقالت الفاف في بيانها بشأن مبولحي وفيغولي: “سفيان فيغولي ورايس وهاب مبولحي لن يكونا ضمن قائمة اللاعبين الذين سيخوضون المباراتين الوديتين أمام الرأس الأخضر والبرتغال، وبالتالي فقد تم إعفاؤهما رسميا من خوض المعسكر واللقائين.. فيغولي أخبر الفاف بأنه مصاب على مستوى وتر القدم ولن يكون جاهزا للعب، بينما أرسل مبولحي رسالة يطلب فيها إعفاءه من خوض التربص لأنه متوقف عن اللعب منذ شهر أفريل الماضي بعد نهاية الدوري السعودي، وبالتالي فهو غير جاهز من الناحية البدنية”، وختم البيان: “مبولحي لا يرى نفسه جاهزا للمنافسة في مباراتي الرأس الأخضر والبرتغال، وهو يرغب في تأجيل عودته إلى صفوف المنتخب في المواعيد المقبلة”.
ورغم المبررات التي ذكرتها الفاف في بيانها بشأن غياب فيغولي ومبولحي، إلا أن ذلك لا يبدو مقنعا تماما لكون مبولحي واظب على تلبية نداء المنتخب، حتى عندما كان في أسوإ أحواله، إذ إنه كثيرا ما بقي دون منافسة لعدة أشهر إما لوجوده على دكة احتياط الأندية الكثيرة التي لعب لها في السنوات الأخيرة، أو لوجوده دون فريق، وكان يحضر دائما تربصات المنتخب ويتدرب بجد كي يحاول تدارك تأخره في التحضير البدني، وغالبا ما كان يؤدي مباريات كبيرة، وبالتالي فإن الحجج التي قدمها لطلب الإعفاء من التربص القادم لعدم جاهزيته، غير مقنعة تماما، وبالمقابل أنهى فيغولي الموسم بأفضل طريقة عندما قاد فريقه إلى لقب الدوري التركي دون أن تظهر عليه أعراض أي إصابة، كما أنه ظهر يحتفل بطريقة “جنونية” رفقة نجله وزملائه في الفريق بعد التتويج باللقب، وبالتالي فإنه رد بطريقته الخاصة على ماجر الذي كان قد “انتقم” منه بعد تعيينه مدربا في شهر أكتوبر الماضي، بعد حرب كلامية نشبت بينهما عندما كان ماجر يمتهن “التحليل التلفزيوني”.
وثمة أمر محيّر آخر، يتعلق بالطريقة التي تعاطت بها الفاف مع “غياب” فيغولي ومبولحي، حيث لم تكشف أن فيغولي مثلا، أرسل ملفا طبيا يثبت إصابته ولم تطلب “مثلما جرت العادة” أن يحضر لاعب غالاتسراي إلى المركز التقني لسيدي موسى قصد إخضاعه للفحوص اللازمة التي تثبت إصابته، كما لم تعلن عن إيفاد طبيب المنتخب إلى تركيا لمعاينة حالة اللاعب، مثلما قامت به إثر إعلان لاعب نابولي الإيطالي فوزي غولام عدم قدرته على حضور مباراة الكاميرون في تصفيات مونديال روسيا في شهر أكتوبر الماضي.

مقالات ذات صلة