رياضة
تصريحاته على هامش الجمعية العامة حملت عدة مغالطات وتناقضات

زطشي يواصل انتهاج الخطاب “العدائي” الشعبوي تجاه معارضيه

مسعود علال
  • 809
  • 4
ح.م

واصل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي انتهاج خطابه العدائي تجاه كل من يعارض طريقة تسييره للاتحاد، كما تميز خطاب زطشي على هامش الجمعية العامة الاستثنائية بكثير من “الشعبوية” والتناقضات والمغالطات في كل المواضيع المتعلقة بالمنظومة الكروية.

سبق لزطشي أن صرح بعد نهاية الجمعية العامة العادية للفاف في شهر أفريل الماضي بأن تمرير حصيلته المالية والأدبية يعد “ردا على أعداء الجزائر”، رغم أن الحصيلة كانت “كارثية” بأتم المقاييس وتطرقت إليها “الشروق” بالتفصيل وقتها، ولا يمس ذلك التصريح فقط بصورة زطشي كرئيس للاتحاد وإنما المنظومة الكروية كاملة، التي ترزح أصلا تحت مشاكل لا حصر لها، وعاود زطشي الكرّة هذه المرة أيضا حيث خرج بتصريحات لا تقل عدائية عن سابقتها، بعدما قال بـ”الفم المليان” بأن المصادقة على مشاريع مراكز التكوين “ضربة قاضية لمعارضي التكوين في الجزائر”، وكأن زطشي يحاول الترويج عبثا إلى أن كل من لا يوافق طريقته في التسيير ونظرته إلى الأمور هو “العدو” أو “الخائن” الذي يجب محاربته والرد عليه بتلك الطريقة الفظّة، التي كان قد استعملها أيضا خلال رده على تصريحات المدير الفني المستقيل رابح سعدان حيث وصفه بالكاذب والخائن.

ولم يقل زطشي كل الحقيقة في رده على سؤال يخص إصرار الفاف على اللجوء إلى خيار بناء مراكز جديدة بدلا من الاعتماد على تهيئة المراكز التي كانت الدولة قد بنتها منذ عدة سنوات، حيث قال: “المراكز التحضيرية التي بنتها الدولة غير مملوكة للفاف، وليست موجهة فقط إلى رياضة كرة القدم”، لكن الحقيقة التي رفض زطشي قولها هي أنه حتى المركز التقني لسيدي موسى غير مملوك للفاف أيضا، وإنما الدولة هي التي قامت ببنائه، وكان عبارة عن مدرسة لكرة القدم قبل أن يتم منحه للفاف عام 2010 في عهد المكتب السابق قصد تجهيزه واستغلاله بعقود قابلة للتجديد لفائدة المنتخبات الوطنية.

ورغم اعتراف زطشي بأن تكوين اللاعبين الشبان هو مهمة الأندية، إلا أنه قال بأن هذا الأمر “ليس قرآنا منزّلا”، مشيرا إلى أن الفاف تملك الإمكانيات للمساهمة في التكوين، كما أكد أيضا أن الفاف ستشجع الأندية وتساعدها على تكوين اللاعبين، لكن ما لم يقله رئيس الفاف، كيف سيتم التصرف في مستقبل مئات اللاعبين الذين سيتم تكوينهم في المستقبل على مستوى مراكز التكوين التي ستبنيها، موازاة مع قيام الأندية أيضا بتكوين اللاعبين الشبان، علما بأن الكثير من الشبان الذين يصلون إلى فئة الأكابر يجدون أنفسهم غالبا من دون فريق لوفرة اللاعبين في الفريق الأول واعتماد الأندية على التعاقد مع “النجوم” وجلب لاعبين من أندية أخرى، فضلا عن كون هذه الأندية عاجزة أصلا بل وتقترب من الإفلاس بسبب المبالغ المالية الكبيرة التي تمنحها للاعبي الفريق الأول، فما بالك ضم لاعبين شبان جدد سيتخرجون من مراكز تكوين الفاف.

وغرق زطشي في تناقض آخر، وهو قوله بأنه يرفض طرد الصحفيين ومنعهم من مهامهم، لكنه لم يتوان عن توجيه الأوامر بإخلاء القاعة التي جرت فيها الجمعية العامة يوم أمس من الصحفيين حتى يتم المصادقة على مشاريعه في “شفافية” تامة!!

ولم يجد زطشي ما يقوله بخصوص قيام الرابطة بالإعلان عن تأجيل الجولة الـ12 من الرابطة الأولى والثانية في وقت متأخر من الليل وما تبعه من تداعيات سلبية على الأندية والجماهير، سوى عبارة: “سامحونا”، بدلا من أن يمنح مبررات واضحة بخصوص هذه السابقة.كما لم تخل تصريحات زطشي من دفاعه عن “حليفه” الجديد عبد الكريم مدوار رئيس الرابطة المحترفة، في أعقاب الانتقادات التي يتعرض لها، حيث حاول عبثا أن يغالط الرأي العام بأنه غير مسؤول عن العقوبات الصادرة في حق الأندية واللاعبين، وحاول إبعاد المسؤولية عن مدوار، وقال بأن لجنة الانضباط هيئة مستقلة وغير تابعة للرابطة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما، بدليل أن مدوار استعرض عضلاته أمام الجميع مع مطلع الموسم الحالي عندما كال بمكيالين بين الأندية، حيث استولى على صلاحيات لجنتي الانضباط والنزاعات بعدما نصب نفسه قاضيا ومحاميا وجلادا في نفس الوقت، قبل أن يتقمص أخيرا دور الضحية.

كما تحاشى زطشي خلال ندوته الصحفية، الحديث بإسهاب عن التقارير الكثيرة التي أكدت وجود فساد في الكرة الجزائرية، وبدلا من أن يتحمل مسؤولياته كرئيس لأكبر هيئة كروية في البلاد، أو يعلن عن خطط أو برامج لمكافحة هذه الظاهرة، راح يجتر الأسطوانة القديمة: “لا يوجد أي دليل عن وجود فساد في الكرة الجزائرية”، رغم أنه اعترف في تصريحات نقلتها عنه إذاعة “بي بي سي” في شهر سبتمبر الماضي بوجود الفساد فعلا في الكرة الجزائرية، ملمّحا إلى مسؤولية تفشي ذلك إلى المكتب السابق للفاف.

مقالات ذات صلة