الرأي

زهايمر حمس وفوبيا الأفلان!

الشروق أونلاين
  • 2292
  • 3

زلزال العاشر ماي الذي ضرب الطبقة السياسية، مازالت هزاته الإرتدادية متواصلة عبر أغلب الأحزاب، ولعل أهمها التسونامي الذي عصف بحمس أو الذي سيعصف بها قريبا، وكذا الطوفان الذي قد يزحف باتجاه الأفلان، الأولى لأن مجلس الشورى وجد نفسه بين خيارين أحلاهما مرّ، والثانية لأن اللجنة المركزية لم تعد تحت سيطرة الأمين العام للحزب!

قرار حركة الراحل محفوظ نحناح، بالخروج من الحكومة والبقاء في البرلمان، هو قرار صريح بالعودة إلى “المعارضة”، وحتى إن نقلت الكواليس، أن هذا القرار الاستعراضي، زرع بذور الفتنة بين الراغبين في إبقاء رجل في السلطة وأخرى في المعارضة، وبين أنصار “شلخ العرف” بالسلطة انتقاما منها عن “الكوطة” الهزيلة التي حصدتها في التشريعيات رغم تكتلها مع حزبين آخرين!

بالمقابل، إعلان خصوم عبد العزيز بلخادم، عن موافقته للتنحّي من الأمانة العامة لجبهة التحرير الوطني، يفتح الباب لطرح تساؤلات حول ما إذا كان الطرفان توصلا إلى “صفقة” تمكن بلخادم من الخروج كالشعرة من العجين، والحفاظ على مكاسب الأفلان في التشريعيات التي قال المناوئون أنها انتصار للجبهة وليس لبلخادم!

إن الزهايمر الذي تتعرض له حمس نتيجة “الهزيمة” والسقوط الشاقولي والفوبيا الذي تعيشه الأفلان نتيجة “الانتصار” والصعود المفرط، يعطي الانطباع أن المرحلة القادمة ستكون ساخنة سياسيا سواء داخل البرلمان أو الحكومة، فالهيئة التشريعية يُرتقب أن تكون حلبة للتناطح والتنابز بالألقاب، بين أحزاب تشعر بأنها صاحبة “الشرعية الشعبية” وأحزاب أخرى تعتقد أنها ضحية تزوير”، فيما سيكون الجهاز التنفيذي، في مواجهة رياح سيروكو قد تهبّ من تحت أجنحة “معارضين” سيعملون على قلب الطاولة ودغدغة مشاعر المواطنين!

مثلما يبحث غاضبون داخل اللجنة المركزية عن الإطاحة ببلخادم رغم فوز الأفلان بالأغلبية البرلمانية، فإن مستائين داخل مجلس الشورى يريدون رأس سلطاني الذي أفقد حمس توازنها داخل البرلمان والحكومة معا.. وبين غالب ومغلوب في تشريعيات العاشر ماي، لم تنجح الطبقة السياسية سلطة ومعارضة، في تجاوز شبهة البرلمان المضروب في مصداقيته والمهزوز في شرعيته الشعبية، وهو رهان آخر سيجعل من النواب الجُدد أهدافا سهلة للسياسيين والمواطنين مستقبلا!

الأفلان التي فازت بالأغلبية، وحمس التي خسرت رهان الأغلبية.. هما خطان مستقيمان لم يلتقيا في التشريعيات من حيث النتائج والأرقام والترتيب، لكنهما التقيا في الصراعات والخلافات الداخلية، ومثلما جمعتهما الحكومة والبرلمان، فإن هذين السببين فرّقا جمعهما وشملهما وأيقظا الفتنة بين أحشائهما!

كان بالإمكان أن يستريح بلخادم وسلطاني، من وجع الدماغ و”تكسار الرّاس”، لكن لا انتصار الأفلان ولا انهزام حمس، جنـّبا الرجلين متاعب ومصائب النصر والهزيمة، فمن الصعب على الأول أن يتنازل بسهولة عن “تركة” يعتقد أنه السبب في تحصيلها، ومن الصعب على الثاني أيضا أن يتخلى عن “إرث” يعتقد أنه صاحب الفضل في تجميعه!

الأكيد، أن الحزبين سيعرفان خلال المرحلة القادمة، تطورات ومتغيرات ومفاجآت لا يُمكن ضرب خطّ الرمل للتنبّؤ بتفاصيلها..والخبر يجيبوه التوالى!

مقالات ذات صلة