الشروق العربي

زهية بن عروس: هذه أسوء ذكرى تطاردني منذ أكثر من 30 سنة..

الشروق أونلاين
  • 65088
  • 32

نقف اليوم في ركن “تحت الظل” مع وجه أنثوي كان مشرقا في سنوات التسعينيات في حقل الإعلام، رغم السواد الذي غطى بريق الأمل في تلك الفترة، كان الاسم النسوي الأول الذي نافس جنس الذكور في التميّز وكسر حاجز الاحتكار، فأردناه أن يكون الوجه الأول في ركننا للسنة الجديدة، هي “زهية بن عروس” في مساحة زمنية وقفنا على محطات دقيقة من حياتها.

أين السيد زهية بن عروس اليوم؟

كثيرا ما يُطرح عليّ هذا السؤال من قبل الكثير من الناس والإعلاميين خاصة، أنا اليوم متقاعدة، أديت ما عليّ في مساري المهني وأنا راضية إلى حد ما عليه. أنا ماكثة بالبيت وهذا لا يمنع من أن أستقبل زملائي في البيت خاصة في مجال الإعلام، ولكن أنشط خارج العمل السياسي اليوم في أعمال أخرى وهي الأعمال الخيرية والإنسانية.

 حدثينا عنها؟

 ربما بحكم تربيتي الأسرية كنت أميل كثيرا إلى هذه الأعمال منذ الصغر، أتابع باهتمام كبير ذوي الاحتياجات الخاصة، الطفولة، المساعدات لوجه الله، الرد على بعض الانشغالات، كنت دائما وسيطا بين رموز الدولة والمواطن، واليوم أتوسط لأهل الخير ومن هم في حاجة إلى المساعدات، بقي دائما دوري هو مد هذا الجسر للمحبة وجلب الخير.

بعد التجربة السياسية واليوم أنت ماكثة بالبيت.. ماذا أضافت هذه التجربة لشخصك؟

هذا السؤال دائما يلاحقني سواء ماذا قدمت أنا أو ما قدمه لي العمل في السياسة، أولا، حاولت قدر المستطاع أن أحمل رسالة نبيلة وهي رسالة إسماع الصوت لمن لا صوت له، لأننا قبل كل شيء نحن مواطنون لنا أهل وأقارب، كذلك بحكم التعامل مع الساسة سوف تصبح بطريقة أو بأخرى واحدا من الصناع فيه. 

ماذا ميّز مسارك المهني في الإعلام؟

تزامن حضوري في حقل الإعلام العشرية السوداء، خاصة 1997 التي شهدت الكثير من المجازر، سنوات كانت الأولوية فيها هي الحفاظ على الحياة، لأنه كان لا يفصلنا بين الموت والحياة إلا خطا رفيعا، الأمر كان صعبا جدا وتحدّيا كبيرا للخروج سالمين، و200 ألف ضحية بالإضافة إلى الأرامل والثكالى شاهدة على ذلك، لذا يجب على جيل اليوم الحفاظ على هذا المكسب، هو الاستقرار بالعمل والجدية في العمل وعدم التكبّر على العمل.

بالحديث عن العمل نستطيع أن نتصوّر السيدة بن عروس من دون عمل؟

أبدا، لا أقزّم أي عمل، وأعمل أي شيء تكون فيه خدمة للوطن وفي كل مجال، ولا أتصوّر نفسي من دون عمل، ولازلت أحس أن لي طاقة وممكن أن العمل 5 سنوات أخرى أو أكثر لأن التقاعد عندي هو في الفكر، ولأنني أؤمن أن العمل هو الحياة، تقاعدت في سن 42 سنة وبكيت كثيرا، عكس من يفرح بالتقاعد كما نلاحظه اليوم في التقاعد المسبق.

ما الفرق بين السيدة بن عروس العاملة والماكثة في البيت؟

أعمل أي شيء، وهو ما سمح لي في الأيام الأخيرة بالمشاركة في الكثير من الفعاليات والمناسبات والدعوات التي أتلقاها، ودعم الشباب الصاعد لتحقيق التواصل ولا يمكن أن أرفض أي دعوة، لا أنشط في مجال حزبي، لكن المجال الإنساني واسع.

طلب منك العودة من بوابة الشاشة كوجه إعلامي؟

لا أتكبر عن العمل، وإذا أشخاص رأوا في السيدة بن عروس أنها مازالت قادرة على العطاء فمرحبا بالفكرة، وإذا تطلب حضوري في مجال الإعلام والصحافة، نعم أنا هنا، على الرغم من أنني دائما أنادي وأؤمن بالتشبيب في هذا الميدان.

الوجوه الإعلامية النسوية الجديدة في الإعلام الجزائري كيف ترينها؟

والله أقدر كل الزميلات في هذا المجال، الإحصائيات تتحدث عن أكثر من 60 بالمائة نساء وهو تأنيث للإعلام والصحافة، هناك أصوات وأقلام وحضور قوي سواء في القنوات الخاصة أو الوطنية، المدرسة الجزائرية كونت ومازالت إلى حد الساعة، المهم والمشرف أن المشاهد أصبح يتوجه إلى هذه القنوات بحثا عن مواضيع ووجوه جزائرية بحتة خطفت الأضواء، وهو مكسب لنا وجب الافتخار به.

تجيدين الطبخ أو من هواة الأكلات الجاهزة؟

أحب الطبخ لأنه ينبع من قلبي، كل ما هو جزائري من العدس والبطاطا، “الطبيخة” بالفول والقرنون، الطعام، شربة فريك، ولا أشتري الأكل الجاهز من السوق.

تجربة سعيدة عشتها؟

دعوتي للتلفزة وكنت صغيرة ودهشت كثيرا، لأنني كنت لا أرى الوجوه الإعلامية عن قرب مثل إبراهيم بلبحري، علي غراس، عبد الله مخلوف، وغيرهم، ثم أول نشرة في 1980، ثم تكريم الشاذلي بن جديد بعد 7 سنوات من العمل، بعدها التكريم في سن متقدمة وهو تكريم فخامة الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لأنه كان بعد 3 سنوات وأنا في البيت لا أحد يتذكرني.

 أسوأ تجربة؟

دائما في الحقل الإعلامي وتلاحقني منذ 30 سنة وهي أنني اتهمت بوصف الأساتذة بالجراثيم، والحقيقة أنه كان فيه تشبيه بحيث فيه سلة من الفاكهة فيها حبة واحدة فاسدة وهي جرثومة تفسد الآخرين، كان تعبيرا قاسيا، فيه كذلك كلمة أخرى في التلفزيون وهي “شرذمة”، ولو أستطيع التصحيح في مساري المهني سأشطبهما من قاموسي، وأحداث الإرهاب.

تمارسين الرياضة؟

لا، ماعدا السير والتسوق.

المطالعة؟

 أولا، أنا بصدد وضع الخطوط العريضة لتجربتي الخاصة ومساري المهني، كما أراجع اليوم بعض القصص، وما أطالعه الساعة هي مؤلفات “جاك بارك” الذي أهدى مكتبته الخاصة لمدينة “فرندة” في تيارت، كما أراجع بعض الكتب التي أهديت لي في مسيرتي المهنية دون أن انتبه إليها لكثرة الانشغالات.

في سنة 2012 قلت لا أرتدي الحجاب وجوابك اليوم؟

 نعم مازلت على الفكرة، وكل من يتواصل معي على صفحة “الفايس بوك” يقول لي بارك الله فيك، لكن ما ينقصك الحجاب، لكن أظن أنه مسألة شخصية وقناعة فردية وربما حين أعتمر.

لو يعرض عليك الذهاب للعمرة؟

يا ريت، وأتمنى عمرة، ولكن في ظروف جيدة ولا أريد الذهاب إليها وحدي، ممكن رفقة البنت والوالدة.

مداخيلك المادية اليوم؟

أعيش على مدخول التقاعد فقط.

متى تحصلت على رخصة السياقة؟

سنة 1983.

أول سيارة اشتريتها؟

كان في المعرض الجزائري الدولي، أخذت 2 مليون سنتيم كقرض من التلفزيون، اشتريت “باندا فيات” بقيمة 45 ألف دينار جزائري، أمّا اليوم لدي سيارة 308، وقع لي حادثان للمرور، واحد بسيارة الوالد وحرمني من تقديم النشرة في تلك الفترة، وثاني مرة من يومين فقط أصدمت بالرصيف.

 كأم ما هي معايير تزويج البنت؟

من يهتم بها ويتحابا هي وزوجها ونقوم بحفلة يلتقي فيها الأهل والأصدقاء فحسب.

السنة التي تزوجت فيه السيدة بن عروس؟

سنة 1987، حملت شهر أكتوبر 1988، رزقت بالبنت الوحيدة سنة 1989.

زواج حب أو تقليدي؟

 تقليدي.

 الموسيقى التي تفضلينها؟

 كل الطبوع.

لو لم تكون إعلامية ماذا كنت تودين؟

مخرجة في السينما، مثلت في فيلم “ما بعد البترول” وكذلك مثلت في “زوبعة رملية”.

عملك طلبا للمال؟

 لا، لم أطلب المال أبدا، كنت أريد الاشتغال للشعور بأني مفيدة للعائلة والمجتمع وكنت أساعد الوالد.

رفضت العمل في قنوات خارج الجزائر ما هو السبب؟

لم أكن أبحث عن المال، ولم أكن أريد الابتعاد عن العائلة، وأهداني الله محبة الناس لي، ولو سافرت خارج الجزائر كنت سوف أخذل نوعا ما محبي هنا، وأفتخر اليوم أنّ الكثير من الفتيات يرددن لي “سجلنا في كلية الإعلام من أجلك”، عرض عليّ إنشاء قناة موجهة للجالية العربية في كندا سنة 1984، وفي 1996 الجزيرة فرفضت.

كم هي منحة التقاعد من التلفزيون؟

30 ألف دينار جزائري، الحمد لله كانت تكفي في سنة 1997.

ما يبكيك؟

الصور الإنسانية وصورة الطفل السوري الذي حملته الأمواج فأمطرت عيناي. 

وصية للوجوه الإعلامية النسوية؟

 التواضع، كنا نستمع أكثر مما نتكلم، العمل بضمير والتقائية وعفوية.

تقييم سنة 2016؟

سنة 2016 كانت سيئة لي لأنني كنت ماكثة بالبيت وهي خسارة لي.

 آخر كلمة؟

 كل سنة والجزائر بخير.

مقالات ذات صلة