جواهر
الظاهرة انتشرت بقوة بقرى ومداشر البويرة

زواج المسنين بصغيرات السن يتحول إلى موضة!

فاطمة عكوش
  • 25225
  • 64
أرشيف

من الظواهر الغريبة التي انتشرت مؤخرا بقرى ومداشر ولاية البويرة ظاهرة زواج الشيوخ في خريف أعمارهم، رغم أن الكثير يعتبر ذلك ببداية مرحلة الخرف والجنون، لأن الأولى والأجدر بهؤلاء ملازمة سجادة الصلاة والاعتكاف للعبادة، لا الزواج والحب والإنجاب في هذه السن المتأخرة، لكن الأقلية يشجعون زواج هؤلاء الشيوخ لكونهم يسهمون في القضاء على العنوسة التي انتشرت بقوة في المجتمع، رغم أنهم بالمقابل يهدمون أسرهم خاصة أنهم يختارون عرائس صغيرات وجميلات!

تزوج عشرينية وأنجب توأما وهو في السبعين

الحاج علي، رغم أنه أب لثمانية أبناء والعشرات من الأحفاد، إلا أنه قرر الزواج مرة أخرى بدعوى أنه لا يزال يتمتع بالصحة والعافية وبأنه في حاجة إلى سيدة تهتم به وترتّب أموره وسط انشغالات زوجته وأبنائه وبناته، وبعد طول إلحاح في البحث له عن زوجة مناسبة وعدم تجاوب أبنائه وبناته مع مطالبه، فضل الحاج علي نشر إعلان بأحد المواقع الإلكترونية الخاصة بالتعارف والزواج للبحث بنفسه، حيث وضع أبناءه تحت أمر الواقع وتزوج من شابة في العشرينيات، وكانت الصدمة الأعنف حملها بتوأم بعد بضعة أشهر من الزواج، وأبناؤه يرون بذهول سعادة والدهم الغامرة بذلك، وكأنه يُنجب للمرة الأولى وبعد ثلاث سنوات على هذا الزواج، وقع الطلاق إثر خلافات معقّدة ومزمنة لعدم التكافؤ واستحالة الوفاق، وتركت لهم زوجة والدهم التوأم ورحلت، أما الضربة القاضية فكانت حين تبيّن لهم أن رغبة والدهم في الزواج لم تنطفئ بعدُ وما زال يبحث عن عروس جديدة بمواقع التعارف.

تزوج صغيرة فاستولت على شقته ثم خلعته

لم يكن عمي (س) يتشاءم كلما رزقه الله بصبية، لا يفرق بين الذكر والأنثى، رزقه الله بثلاث بنات وهو كهل يسارع الخطى إلى الشيخوخة، تخطت بناته مرحلة المراهقة إلا أنهن يعانين من البطالة وذقن مرارة الفقر لأن معاش الوالد لا يغطي مصاريف المعيشة، وتحصلت البنت الكبيرة على وظيفة كأستاذة في اللغة الأمازيغية بإحدى المؤسسات التربوية بالبويرة ودخلت أشعة الأمل في قلب الشيخ، ولكن زوجته ألحت عليه بالزواج من امرأة أخرى عسى أن يرزقه الله بولد ذكر، ولكيلا يقال له “أبو البنات” وبعد إلحاح رضخ لأمر زوجته بعد أن اشترط عليها أن تبادر هي بالبحث عن الزوجة الملائمة، حلت الزوجة الثانية بالبيت، ودب النشاط في البيت، ديكور جديد مزهريات متنوعة داخل البيت وخارجه، نظافة بادية للعيان، وفرح بها الجميع، الزوجة الأولى ارتاحت كثيرا، والزوج عاد إلى مرحلة الشباب، ملابس مكوية بإتقان، الوجه يلمع من الحلاقة المستمرة، ودامت الحال على هذا المنوال ما يقارب السنة، وبدأ الشيخ يهمل زوجته الأولى وبناته، يوما بعد يوم، اشتعلت نيران الكراهية في المنزل السعيد، الشيخ يكره بناته وأمهن، تركت الأم البيت مع بناتها والتجأت إلى أخيها وأسكنها في بيت قديم، أما الشيخ فبقي مع زوجته الجديدة التي اقترحت عليه أن يبيع البيت والأرض ليسكنا في شقة بالمدينة، وبالفائض من المال سيعيشان في بحبوحة فضلا عن معاشه الشهري.
انتقل الشيخ إلى المدينة بعد أن أرسل ورقة الطلاق إلى زوجته الأولى، وعاش في سعادة مع زوجته الجديدة قرابة خمس سنوات، والبنات غير مسموح لهن بزيارة الأب، وحتى هو لا يسمح لهن بذلك، ثم أصيب بمرض أقعده الفراش وأهملته الزوجة والأموال تتناقص ثم دب الخصام بينهما فقررت خلعه وطردته من الشقة لأنها كانت باسمها، وتكفلت به البنات إلا أن الأم رفضت الرجوع إليه.

طلق زوجته بعد عشرة دامت 60 سنة وهرب دون رجعة

عاد السيد (ع) المغترب بفرنسا منذ أربعين سنة ليستقر نهائيا بقريته بأعالي البويرة بعد أن أدى فريضة الحج وزوج ابنه الوحيد وهيأ له سبل العيش حيث جهز له محلا تجاريا ضخما، وتوسعت تجارة ابنه وأصبح من أثرياء المنطقة، وتفرغ الحاج للعبادة، يساعد الأرامل والأيتام وكل ذي حاجة ويقوم بذلك لوجه الله، كما زود المساجد المعروفة بالمنطقة بالغاز للتدفئة شتاء وبمكيفات الهواء، وكل يوم خميس يقوم بتنظيف المسجد، ولا نراه إلا مسبحا ويتحدث بلطف مع الصبيان والشيوخ، أهل القرية يحترمون الحاج ويحبونه، ولكن، فجأة أصبحت سيرة الحاج على كل لسان لأنه طلق زوجته وطردها من منزله بعد عشرة دامت ستين سنة، تدخل أهل الخير لدرء الصدع ولكن دون جدوى وأقسم بأغلظ الأيمان على الطلاق، فقط لأن زوجته اتهمته بتهمة التحرش بكنته، وهذه التهمة أصابت الحاج في الصميم، فمن الناس من قال إن الحاج يتظاهر بالتدين فقط ومنهم من أنكر ذلك، وكان أن غادر القرية إلى مكان غير معروف ولم يظهر له أثر منذ أكثر من 10 سنوات.

مقالات ذات صلة