رياضة
معلقون أبدعوا في مباريات أسطورية واليتيمة تبحث عن الخلف

زواوي حارب فرنسا تحت أنظار بومدين وصلاح أرّخ لملحمة ألمانيا

صالح سعودي
  • 4491
  • 7
الشروق أونلاين

اشتهرت المدرسة الإعلامية الجزائرية بعدة معلقين يجمعون بين الهدوء والحماس والثقافة الكروية العالية، مثل بن يوسف وعدية ولخضر حمدة ومحمد مرزوقي وصاحب التعليق الهادئ لحبيب بن علي، مرورا إلى جيل نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات الذي يقوده حفيظ دراجي الذي يعد حاليا أشهر من علق على مباريات المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، مثلما يجمع الكثير من الجزائريين على الثقل الذي تركه الجيل الأول من المعلقين الجزائريين، وفي مقدمة ذلك عبد الرزاق زواوي ومحمد صلاح وغيرها من الأسماء التي خلفت أثرا ايجابيا في هذا الجانب، في الوقت الذي يبقى الجيل الحالي من معلقي التلفزيون الجزائري أمام اختبار كبير وهام، أملا في ضمان وجوه جديدة تسير بنفس النجاح الذي حققه السلف.

زواوي حارب فرنسا بالميكروفون تحت أنظار بومدين

لا يزال جيل السبعينيات يتذكر خرجات وحماس الإعلامي الرياضي الشهير عبد الرزاق زواوي الذي علق على نهائي نسخة 1975 من منافسة العاب البحر الأبيض المتوسط، في ملعب 5 جويلية، بين المنتخب الوطني ونظيره الفرنسي، من خلال تفاعله مع مجريات المباراة التي كانت مفتوحة على كل الاحتمالات، وهذا قبل أن يحسمها زملاء بتروني بإنجاز تاريخي. وقد بدرت من عبد الرزاق زواوي عدة عبارات حماسية فاقت حدودها الكروية مثل “عرفناك يا حكم متحيزا.. كدو يا بني.. بن قادة حذار من التسلل”، وغيرها من الجمل التي جعلت حماسة المعلق عبد الرزاق زواوي لا تزال ترن في آذان الجمهور الرياضي الذي عايش تلك الفترة، أو سمعها بأثر رجعي، من خلال إعادة بث المباريات على التلفزيون الجزائري، أو تداولها على اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو النهائي الذي جرى تحت أنظار الرئيس الراحل هواري بومدين الذي ارغم على مغادرة المنصة الشرفية حين كان الفرنسيون متقدمون في النتيجة، قبل أن يعود مجددا بمجرد قلب اللاعب بتروني لموازين اللقاء لمصلحة “الخضر”.

هكذا دوت حنجرة صلاح على إيقاع “عصاد بلومي ماجر وزيدان معاهم”

من جانب آخر، فقد اشتهر المعلق الراحل محمد صلاح بلوحاته التعبيرية على أمواج التلفزيون والإذاعة الوطنية، ولعل أبرزها المباراة الشهيرة التي جمعت المنتخب الوطني أمام ألمانيا خلال مونديال اسبانيا 1982، حينها خطف محمد صلاح الأضواء بعبارته الشهيرة “عصاد بلومي ماجر ومعاهم زيدان”، علما أن محمد صلاح قد علق على المباراة لصالح الإذاعة الوطنية، لكنه تم ربط بعض عباراته بلقطات بثها التلفزيون الجزائري، بناء على تجانسها وخطابها الحماسي، في الوقت الذي علق على تلك المباراة لصالح التلفزيون كل من الراحل ربيع دعاس ومحمد مرزوقي. وقد تكرر المشهد مع المعلق حفيظ دراجي صائفة 2014 في أجواء رمضانية، خلال مباراة الدور الثاني من مونديال البرازيل بين الجزائر وألمانيا، حيث قدم “الخضر” أداء بطوليا أرغموا خلاله بطل العالم على المرور نحو الشوطين الإضافيين. وصنع حفيظ دراجي الحدث بمواكبته للكثير من مباريات المنتخب الوطني، سواء حين كان في التلفزيون الجزائري، أو بعد التحاقه بقنوات “بي يين سبورت”، آخرها مواكبته لمباريات “الخضر” في “كان 2019” الذي توج به أبناء بلماضي، حيث لا يزال الكثير يتذكر عبارته الشهيرة في لقاء نيجيريا “حطها في القول يا رياض”.

معلقون عرب يكسبون ود الجزائريين

والواضح أن المعلق الجزائري حفيظ دراجي قد خطف الأضواء على الصعيد العربي منذ التحاقه بقنوات “بي يين سبورت”، ما سمح له بتوسيع دائرة شهرته، وهذا بناء على القاعدة الشعبية التي صنعها في التلفزيون الجزائري، وهو ما يعكس حصوله على جائزة أحسن معلق رياضي عربي في عدة مناسبات، في المقابل هناك العديد من المعلقين العرب الذي عرفوا كيف يكسبون ود الجمهور الرياضي الجزائري ولو بصورة نسبية، بناء على تميزهم في وصف المباريات التي تبث على قنوات “بين سبورتس” على الخصوص، على غرار عصام الشوالي الذي تعلق به الجزائريون خلال تعليقه على مباريات وفاق سطيف في منافسة رابطة أبطال العرب، حيث كثيرا ما يردد عبارات حماسية وتلقائية بنكهة جزائرية أو شمال افريقية، منها “مُوش مُومكن مُوش معقول.. مُوش مَنطق مُوش مقبول” أو عبارة “خليني نعبر خليني نهدر”، كما يعترف الجزائريون بكفاءة التونسي الآخر رؤوف خليف الذي عندما ينطق كلمته الشهيرة “ويوووزززع” تهتز المقاهي وتنجذب الأنظار نحو الشاشة، كما نجد المعلق فهد العتيبي المعروف بعبارة “يا إلهي.. رووعة.. رووعة.. يَحلمون اللي فيك يفكرون ياخدوك أنت مني، والله لو يتجننون..”، وعلي سعيد الكعبي الذي يجمع بين الأسلوب المشوق والثقافة الكروية العالية، وغيرهم من المعلقين البارزين على الصعيد العربي، الذين كسبوا ود الجزائريين بصورة متفاوتة.

مقالات ذات صلة