جواهر
العلاقات لم تعد في السر والأخصائيون يدقون ناقوس الخطر

زوجات خائنات.. الوجه الآخر للعشق الممنوع في الجزائر!

نادية شريف
  • 218419
  • 35
ح.م

في كل ليلة تتسلل من فراشها باتجاه غرفة أخرى كي تبدأ طقوس خيانتها خلف الأبواب الموصدة.. تأخذ معها رضيعها بعد أن يشتد صراخه موهمة زوجها بأنها ستتركه يرتاح فيشكرها على اهتمامها!!

تقضي معظم وقتها وحيدة تدردش بالساعات مع عشيقها ولا تتحرج في فتح الكاميرا كي تريه نفسها وهي بملابس النوم المثيرة وبكامل زينتها، ثم ترجع لمخدعها وكأن قواها قد خارت من التعب والإرهاق، فتنام وهي تمني نفسها بلحظة الخلاص من أسرها!!

هي متزوجة وأم ومع ذلك أباحت لنفسها الدخول في علاقة مع رجل آخر كانت لها معه ذكريات كثيرة في ماضيها.. تعرفت عليه قبل زواجها وأحبته بجنون ولكنه لم يتقدم لخطبتها بحجة قلة ذات اليد فتركته وقررت مصيرها، ثم ما لبثت أن عادت إليه.. ربما أعادها الشوق أو الحنين أو الحب الضائع من حياتها.. عادت لتنسج فصول علاقة آثمة تعري أخلاقها يوما بعد يوم وتكشف عن معدنها..

هذه ليست لقطات مهربة من مسلسل درامي أو مجرد تمثيلية للتعاطف معها، إنما هي عينة تخفي وراءها حقائق صادمة باتت تعشش في عمق مجتمعنا، وفرضت وجودها لدرجة أنها أضحت ظاهرة غير مستهجنة لدى الكثيرين وفي محاكمنا، خاصة بعد أن تغيرت الذهنيات وأوجدت المسلسلات التركية مبررات لها..

الخائنات كثيرات والقانون يشترط حالة التلبّس!

قصص النساء الخائنات لأزواجهن كثيرة وعواقبها على أسرنا ومجتمعنا أصبحت وخيمة، خاصة بعد أن خرجت أغلب العلاقات عن إطار السرية وأضحت تهددها مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل التكنولوجية، وصارت قاعات المحاكم تعج بالأزواج المختصمين لفك رباط الزوجية..

تقول خولة أن “إحدى قريباتها كانت تخون زوجها مع حبيبها السابق، ولما تورطت معه كثيرا طلبت الخلع وتزوجت به”.. وتضيف: “هو يحبها لكنه لا يثق بها مطلقا وحياتها معه جحيم.. هي تدفع ثمن غدرها يوميا وتتجرع المر وهو جزاء كل خائنة”، أما وردة فتقول: “زوجة أخي خانته بأبشع طريقة ولم نتمكن من إقامة الحجة عليها.. أخي خسر كثيرا في زواجه وطلاقه وطالبته في المحكمة بتعويض على ما أسمته بالطلاق التعسفي ولما أفصح بأنها خانته في الفيسبوك قال له المحامي بأن القانون لا يعتد بهذا النوع ولا بد من حالة التلبس”.. تتنهد وردة وتضيف: “صحيح القانون أنصفها لكن في السماء رب عادل لن يتركها تهنأ بحياتها وقد كسرت قلب أخي ولوثت شرفه واستنزفت ماله.. حسبنا الله ونعم الوكيل”..

هند بن كحيلة، مقيمة بإحدى دول الخليج: أحيانا تكون خيانة الزوجة انتقاما وتشفيا!

تقول السيدة هند: “أكاد أجزم أن سبب لجوء النساء إلى إقامة علاقات خارج إطار الزواج أو بالأحرى الخيانة الزوجية لا يكون إلا بتوافر سببين:

السبب الأول: تلجأ له الزوجة التي تفتقر للمال وملذات الحياة فتقوم بمصاحبة شخص آخر لكي يغدق عليها بما لم يتوفر لدى زوجها، وبالتالي قد تعتقد أن التخلي عن بعض عفتها مقابل ما تحصل عليه لن يغير في الأمر شيئا ولكن هيهات.

أما السبب الثاني فهو لجوء زوجة موسرة تملك من ملذات الحياة الكثير ولكنها تتحجج بجفاف زوجها العاطفي فتنساق وراء نزواتها وتعطشها لهذه العبارات الرومنسية والاهتمام فتقع في قبضة أول مغازل ولا تتعجبي إن قلت أنها ستصير ممولة لهذا الرجل مقابل ما تحصل عليه من حنان!”

وتضيف: “البعض من النساء قد لا يرقين أن يدرجن ضمن هذا العذر -غير المقبول طبعا- وهن من لا يرتبطن بعالم الأخلاق والمثل بأي صة ولا يعرفن لرادع الدين  طريق وهن الباحثات عن المتعة خارج أسوار الزوجية  تحت غطاء الانتقام من الزواج بشخص كبير في السن أو من تزوجن زواجا قسريا فيلجأن لهذه العلاقات انتقاما وتشفيا والبعض منهن  يكملن ما ألفنه من قبل ارتباطهن بهذا الرباط المقدس بحكم تأصل هذه العادات فيهن منذ الصغر بحكم التنشئة.”

سمية سعادة، صحفية مختصة في قضايا المجتمع: المرأة الخائنة جاذبة أو مجذوبة!

تقول سمية: “المرأة المتزوجة التي تورط نفسها في علاقة محرمة هي امرأة جاذبة أو مجذوبة، فالجاذبة، هي التي فقدت كل قيمها الدينية والأخلاقية وصارت لا ترتدع أو تخجل من إتيان سلوك يرفضه الدين والمجتمع، وكل ما يهمها أن تستجيب لرغبة “حيوانية” تحقق لها السعادة الزائفة، وأما المجذوبة، فهي المرأة التي فقدت الثقة بنفسها من ناحية زوجها، حيث أصبحت تعتقد أنها لم تعد مهمة في حياته، ولم تعد مغرية له كما كانت في السابق،  وهي المرأة الضعيفة أيضا التي تستسلم أمام رجل مخادع بلا أخلاق يوهمها أنه أفضل من زوجها وأنه سيمنحها ما فقدته مع زوجها”.

وتضيف: “جدير بالذكر، أن المرأة الخائنة لا تشعر أبدا بالسلام مع نفسها، بل هي في صراع دائم يجعلها تذم نفسها وتحتقرها قبل أن يذمها المجتمع ويحتقرها.”

المختصة النفسانية العيادية الدكتورة عطاء الله أمينة: المرأة الخائنة أنواع وهذه مبرراتها؟

تقول الدكتورة عطاء الله: ” الخيانة في حياة المرأة  تعتبر عرضا استثنائيا، فتكوينها النفسي الذي خلقت عليه جعلها معدة لتكوين أسرة وبناء مجتمع، فالمرأة تميل بطبيعتها للعلاقة الأحادية الحصرية  مع رجل واحد تجد فيه الحب والاطمئنان والسكينة وغياب هذه الأمور في علاقتها بزوجها يؤدي إلى تبعات منها الخيانة.

وتضيف: “لا يمكن الحديث عن أسباب الخيانة دون التعريج عن شخصية المرأة، فالمرأة الخائنة أنواع:

– الخائنة الراغبة: وغالبا تكون ذات شخصية نرجسية، كاملة الأنوثة ومغرورة بجمالها لا تكتفي برجل واحد بل تسعى لإشباع غرورها من كلام معسول ومدح من قبل الجميع.

– الخائنة الطامعة: شخصية المرأة هنا ذات تقدير منخفض وتسعى لرفعه من خلال تعارف برجل قوي ذو نفوذ وسلطة، خاصة إذا أحست بضعف شخصية ومكانة زوجها، فهي تبحث لاشعوريا عن شيء ينقصها يكمله شخص آخر.

– الخائنة الهاربة: تمتلك شخصية مزاجية تكره الروتين وترفض الهدوء، ونتيجة الملل وتكرار الأحداث الذي تعيشه في حياتها الزوجية تتجه للبحث عما يثير ويغير هذه الحياة فتتفاعل مع الرجل النشط والمحب للحياة.

– الخائنة المنتقمة: غالبا هي ذات شخصية سيكوباتية مضادة للمجتمع، متمردة ع التقاليد و حين تجبر على شيء تنتقم ،كزواج الغصب أو خيانة الزوج لها.”

هاجر دحماني، باحثة ومختصة في علم اجتماع العائلة والطفولة: خيانة الزوجات من أمراض المجتمعات! 

تقول الأخصائية دحماني: “تعتبر خيانة الزوجة للزوج نقض للميثاق الغليظ.. هي مرض اجتماعي وظاهرة تهدد كيان واستقرار العلاقة الزوجية التي تبنى أساسا على المودة والوفاء والإخلاص.. هي سبب رئيسي في تزايد نسبة الطلاق في مجتمعنا خاصة ونحن في عصر التكنولوجيا وتعدد وسائل ومواقع الاتصال.”

وتضيف: “عادة أهم سبب يدفع المرأة للخيانة هو عدم الرضا،  وعدم التوافق مع الزوج في الجانب الفكري والاجتماعي، وكذلك فتور العلاقة بين الزوجين، سوء تقدير المرأة وحرمانها عاطفيا يجعلها تلجأ لطرف آخر يشبع رغباتها وطبعا هذا ليس مبررا.”

بعد النقاش المفتوح والذي سلطت من خلاله الضوء على ظاهرة صارت تزحف نحو البيوت، رست على السطح مبررات كثيرة أما النتيجة فهي واحدة “الخسران المبين”.. من النساء من فقدت حياتها بعد أن اكتشف أمرها ومنهن من خرب بيتها ومنهن من سقط حقها في حضانة أطفالها، هذا فضلا عن الثقة التي تذهب في مهب الريح سواء من قبل زوجها أو عشيقها.. وهكذا تضيع أشياء كثيرة بسبب نزوة تعصف بكل المشاعر على رأسها الحب والاحترام.

مقالات ذات صلة