جواهر
ابحثي عن الأسباب وعالجي المشكل

زوجك صامت داخل المنزل.. ما الحل؟!

جواهر الشروق
  • 16101
  • 27
ح.م

بداية لابد من التفريق بين نوعين من صمت الرجل: الرجل الصامت دائماً، أي من سماته الصمت داخل وخارج المنزل، والرجل الصامت مع زوجته أو داخل المنزل..

“الرجل الصامت دائماً” لا يدخل ضمن معالجتنا في هذا البحث: فهذا النوع يحتاج لاستشارة متخصصة لمعالجة ذلك، أما النوع الثاني، الصامت داخل المنزل فهو موضوع حديثنا..

لماذا يصمت الرجل في المنزل؟؟

– عندما يواجه الرجل مشكلة أو مسألة معقدّة أو يمّر بظروف صعبة فغالباً ما يلجأ إلى الصمت.

يصمت لأنه يفكر بهدوء، يختلي بنفسه حتى يحلّ هذه المشكلة.. يعتبر أنه المسؤول عن حلّ مشاكله بنفسه ولا يحب أن يشاركه أحد في هذا التفكير. فنراه يصمت لساعات طويلة لحلّ مشكلة ما بنفسه، ومن بعد أن يجد لها حلاً يعود إلى الحوار والتواصل مع الآخرين.

كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟؟

من الخطأ أن تصرّ الزوجة على أن يتكلم الزوج عما يزعجه، فهذا يزيد من توتره لعدّم تفهّم زوجته حاجته النفسية للصمت والتفكير الذاتي.

وهنا عندما تطرح عليه الأسئلة الزوجة مثلاً:

“ما بالك هل أنت متضايق؟ ماذا يشغلك؟؟”

يردّ الزوج قائلاً: لا شيء..

تصرّ الزوجة: كيف لا شيء، هل تريد أن تخفي عني ذلك؟”

وقد تفكّر الزوجة أنها فعلت شيئاً أغضبه منها..

هذا الموقف قد يتضخم ويصبح مشكلة زوجية لأن الرجل لا يشعر باحترامه ولا إعطائه الثقة والفسحة للاستقلالية الذاتية.. الزوج لا يحب أن يشعر بأنه محط رعاية دائمة للزوجة فهذا يشعره بالضعف.

قد تستخدم الزوجة هنا طريقة أخرى في الحوار، مثال:

ترّحب فيه وتلاطفه أولاً، من ثم إذا رأته دخل في دائرة الصمت تستطيع أن تطلب منه تحديد وقت مناسب للتحاور بينهما عندما ينتهي من تفكيره ويكون أكثر راحة، وتعبّر له أنها تحترم شعوره وتهتم لأمره، وتعطيه هذه الفسحة من الوقت دون لوم أو معاتبة.

– الرجل يصمت عندما يكون متعباً ويحتاج فترة من الراحة للاستجمام واستعادة الطاقة.

المرأة عندما تكون متعبة تعبّر بصوت عال وتتكلم بطلاقة عما يتعبها ثم عندما تخرج ما بداخلها ترتاح، لكن الرجل لا يستخدم هذا الأسلوب.

كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟؟

لا تطلب المرأة من الرجل أن يعبّر عما بداخله عندما يكون متعباً ولا تستقبله من دخوله إلى المنزل بكمّ من الأسئلة:

“كيف كان نهارك، ماذا فعلت، آه لو تعلم ماذا فعل الأولاد.. فلان قال، فلان فعل..”

هذا يزيد من تعب الزوج، وقد يدفعه إلى الصمت أكثر للتهرّب من الحديث وللاستراحة.

هنا على الزوجة أن تعلم أنه عند دخول الزوج إلى المنزل لا يجب استقباله بالأسئلة، بل بالترحيب والملاطفة، والحرص على تجهيز نفسها في كل يوم بطريقة مختلفة وجديدة ( زينة- عطور- ترتبّ كلامها العاطفي- تفاجئه بهدية أو موقف ما..)

فذلك يسرّع من خروج الرجل من صمته، بل عندما يرى زوجته بهذه النفسية المرحة والمتفهمة فهو سرعان ما يستعيد نشاطه ويبادلها المشاعر والحوار.

وكم جميل أن تهتّم الزوجة بتأمين الجو الهادئ لراحة زوجها من التعب كان تجهّز حماما ساخنا، ترتب الغرفة بطريقة ناعمة، تجهّز طعاما يحبه، تفعل له أشياء يحبها يطلبها منها.. وتشعره بأنها تقدّر تعبه، وتمدحه وتنتظر استعادة نشاطه للحديث معه.

– انشغال تفكير الزوج لفترات طويلة في قضايا العمل ومسؤولياته

فهذا الانشغال الفكري يدفعه للصمت والانغلاق في دائرة واحدة من التفكير ألا وهو العمل واهتماماته.

كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟؟

تستطيع الزوجة أن تتحيّن الفرص والأوقات المناسبة للحديث معه ومناقشته في مشاكله واهتماماته.

ولا بدّ للزوجة أن تتعلّم الأسلوب التشويقي والجذّاب لنقل الزوج من دائرة التفكير المغلقة إلى الحوار معها، ومن هذه الأساليب:

– أن تتعلّم الزوجة هواية الزوج، أن تحبها وتشاركه فيها.

– أن تختار المواضيع الشيّقة التي تجذب الزوج وتكون محور اهتمامه.

– أن تتحدث بأسلوب تشويقي يتخلله طرح أسئلة مفتوحة.

مثال: “هل تعلم ماذا حدث؟ ماذا تقول أنت؟”

أن تدخل عنصر المفاجأة في حديثها، أن تدخل عنصر الفكاهة والمرح في الحوار.

ـ تعرض عليه مسألة معقدّة أو مشكلة ما وتطلب منه المساعدة في حلّها.

هذه الأسباب التي ذكرناها سابقاً لصمت الزوج هي أسباب طبيعية، لكن يوجد أسباب أخرى تدفع الزوج للصمت منها:

– سماع تعليق خاطئ واستهزاء من زوجته عندما يتحدث وفي كل مرة.

– مقاطعته كثيرا عند الكلام.

– إصدار الأحكام المسبقة على حديثه قبل الانتهاء من الكلام.

– الاتهام المباشر واللوم والتهكّم أثناء الحديث معه.

– تسخيف ما يطرحه من حديث أو يقترحه من حلول ومشاريع.

– أن تشعره الزوجة أنها تفهم أكثر منه في الموضوع الذي يحاورها فيه أو أن تلجأ إلى تصحيح معلوماته أو تحقّره بذلك.

– أن لا تبدي الزوجة اهتماماً لما يطرحه من حديث.. هنا يصمت الرجل غضبا أو دفاعاً عن نفسه أو للحفاظ على نفسه من الزوجة، وهذا الموقف له آثار سلبية على العلاقة الزوجية، ويجب على الزوجة أن تراجع نفسها.

هل تقوم بمثل هذه التعبيرات أثناء حديث زوجها؟ وإلا فهي المسؤولة عن صمته، وعليها أن تغيّر هذا الأسلوب الخاطئ في الحوار ليتغيّر حاله معها، وأن تستبدل ذلك بتعابير المدح والتقدير والثناء، وتشعره بحاجتها إليه، وأن تعبّر له عن ثقتها فيه.

في حال لم تستطع الزوجة أن تخرج زوجها من صمته بعد تطبيق كل الأساليب المطروحة سابقاً، يمكنها إذا أن تصارحه بحاجتها للحوار معه وتضررها من صمته، وأن تناقش معه ما هي الوسائل المساعدة لكي يتخطوا هذه المشكلة.

مقالات ذات صلة