جواهر
بعد ارتفاع الطلاق وتراجع الزواج.. أئمة يطالبون:

زوجوا بناتكم بالتقسيط!

نادية سليماني
  • 7583
  • 37

مع دخول فصل الصيف وانطلاق موسم الأعراس، يعود للواجهة موضوع غلاء المهور والتعجيز في شروط الزواج، ما تسبب في عزوف الرجال عن إكمال نصف دينهم، والظاهرة تنعكس حتما على المجتمع الغارق في عنوسة الفتيات، الأمر الذي فتح الباب للمطالبة بصَداق “التقسيط”.
لغرض تيسير الأمور على الشباب المقبل على الزواج والترغيب في تكوين أسرة، ينصح الأئمة عائلات الفتيات بمراعاة الظروف المادية للعرسان بخصوص قيمة المهر، فيا حبذا يقول أئمة “لو يدفع الشاب المهر بالتقسيط لعروسه في حال كان المبلغ المحدد كبيرا، وحتى ولو كان مبلغا بسيطا فقد لا يقدر على دفعه، في ظل مصاريف العرس الخيالية”، خاصة وأن ظاهرة تقسيط المهر غير منافية لتعاليم الدين الإسلامي، وهي جائزة شرعا.
الموضوع، يستحسنه كثير من الشباب، فحسب أراء استقيناها في جولتنا ببلدية القبة، فإن المغالاة في المهور صارت من أكثر مسببات نفور الشباب من الزواج.. محمد في الثلاثينات من عمره مقبل على الزواج الخريف المقبل، أخبرنا أن عائلة عروسه حددت مهرا بـ 20 مليون سنتيم يضم جميع مطالب العروسة، ولأنه حديث التوظيف وسيقيم ببيت مؤجر، فأمر تدبير مبلغ الصداق استعصى عليه كثيرا، ومع ذلك فهو لن يجرؤ على طلب دفع المبلغ بالتقسيط “خجلا من أصهاره وزوجته المستقبلية” حسب تعبيره.
فيما تنظر بعض الفتيات للموضوع بنظرة أخرى، فحسبهن الزوج الذي يدفع المهر بالتقسيط، حتما سيرفض سداد بقية الأقساط بمجرد دخوله بعروسه، “حيث تبدأ المشاكل الزوجية في ظل غلاء المصاريف ونفقات البيت والأطفال”، كما لن تجرؤ أي زوجة على طلب مهرها من زوجها بعد الزواج، فقد تسمع ما لا يرضيها من زوجها ” حسب تعليق ليندة.

إمام مسجد الفتح.. محمد الأمين ناصري:
التقسيط في الصداق جائز شرعا غرضه تيسير الزواج للشباب

وفي هذا الصدد، يؤكد إمام مسجد الفتح بالشراقة، محمد الأمين ناصري في اتصال مع “الشروق” أن ظاهرة “التقسيط” في دفع المهر موجودة في ديننا الإسلامي ومستحبة، وغرضها تيسير الزواج للشباب في ظل غلاء المعيشة والبطالة، كما أن الظاهرة تحمي المجتمع من انتشار الفاحشة والرذيلة.
ويؤكد الإمام، أن الرجل يمكنه الدخول بزوجته ولو بربع دينار ذهبية حسبما ورد في الشرع.
وعن تخوّف الزوجات من عدم التزام الطرف الثاني بدفع أقساط المهر بعد الزواج، فيؤكد الأئمة “أن هذا الصداق يبقى دَينا في رقبة الرجل، لأنه حق من حقوق زوجته عليه”.

المختصة الاجتماعية.. نبيلة عثماني:
أزواج قد يماطلون في دفع أقساط المهر فتظهر المشاكل بين الزوجين

وعلى النقيض، ترى المختصة الاجتماعية، نبيلة عثماني في اتصال مع “الشروق”، أن تقسيط الصداق ورغم بعض إيجابياته على غرار تيسير الزواج وتقليل نسبة العنوسة، لكنه قد يؤدي لمشاكل بين الزوجين مستقبلا. وحسبها “كثير من الأزواج سيمتنعون عن سداد الأقساط بعد الزواج، نظرا للظروف الاجتماعية الصعبة خاصة بعد إنجاب الأطفال، وآخرون قد يماطلون في دفعها”، وفي ظل إصرار الزوجة على أخذ حقها، تظهر الخلافات بينهما، وقد تصل حتى اتهام الزوج لطرفه الثاني بأنها غير مهتمة بظروفه المادية، وبأنها ليست الزوجة المناسبة التي تقاسمه مر الحياة وحلوها، فيفكر في الانفصال عنها “رغم أن الصداق حق شرعي للزوجة”.
كما أن بعض الزوجات تقول المختصة “يصلن إلى درجة معايرة أزواجهن والسخرية منهم في حال دفعوا المهر بالتقسيط”.
ولذلك يبقى الحل الأنسب للطرفين حسب عثماني، هو تيسير العائلات في المهور، والأفضل أن تحدد كل منطقة أو ولاية صداقا مناسبا لشبابها، حسب تقاليد وظروف كل عائلة، على غرار ما هو حاصل بمنطقة القبائل وغرداية.

مقالات ذات صلة