-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سؤال الزلازل عن علاقات الدول؟

سؤال الزلازل عن علاقات الدول؟

يعيش الشعبان التركي والسوري هذه الأيام ظروفا صعبة نتيجة الزلزال المُدمِّر الذي تعرَّضا له مُخلِّفا آلاف الضحايا، ولا يسعنا جراء هذا الحدث الأليم سوى الوقوف إلى جانب الشعبين الشقيقين التركي والسوري مُتضرِّعين لله تعالى أن يُعينهما على تجاوز هذا الظرف الصعب، مقدِّمين الدعم اللازم لهما لتجاوز هذه المحنة الأليمة.

وككل مرة تطرح مآسي الزلازل والكوارث الطبيعية أكثر من سؤال على طبيعة علاقتنا ببعضنا البعض كشعوب ودول، وطبيعة إدراكنا لمدى هشاشة الوضع الذي نعيش فيه، ومدى ضعف القوة التي نَزعم أننا نمتلك.

وليست هذه المرة الأولى التي تعرف فيها البشرية مثل هذه الوقائع الأليمة ولن تكون الأخيرة، ومع ذلك تبقى العلاقاتُ الدولية مُتَّسمة بالصراع والحرب أكثر من التعاون. يسود التعاونُ لزمن محدود أثناء المحنة، ثم يتلاشى تدريجيا لصالح عودة الصراع من جديد وأحيانا حتى الحرب لأدنى الأسباب.
حدث زلزال تانغشان شرق الصين في 28 جويلية سنة 1976 وخلّف ربُع مليون ضحية، وهناك حديثٌ عن ثلاثة أضعاف هذا الرقم. وحدث زلزال آخر في 26 ديسمبر 2004 في المحيط الهندي أو ما يُعرف بزلزال سومطرة – أندامان ومسّ 14 بلدا مخلّفا 230 ألف ضحية، وثالث في هايتي سنة 2010 خلّف أزيد من 220 ألف ضحية، وهي أرقام مهولة بلا شك. وحدثت قبل هذه الزلازل وبعدها زلازل أخرى وكوارث طبيعية لا تُحصَى ولا تعدّ، أي أنه لا تمر على البشرية سنة أو سنتان حتى تَعرف مثل هذه المصائب لعلها تتعظ… ومع ذلك تجدها لحظة وقوعها تسارع إلى التضامن باسم الإنسانية أحيانا والجوار أخرى، أو باسم الأخوّة في الدين والتقارب في النسب، ثم ما تلبث بعد مرور فترات زمنية، عادة ما تكون قصيرة، أن تعود إلى سابق عهدها إن كانت علاقات حسنة فهي كذلك أو سيئة فلا شيء يتغير.

إلى متى نستمرّ على هذه الحال؟ إلى متى تبقى علاقاتُنا الدولية يحكمها الصراع أكثر من التعاون؟

لعلّه أكثر سؤال طرحه خبراء هذا الحقل من الدراسات الدولية ومازال لم يجد جوابا شافيا إلى اليوم. والسبب يعود إلى ارتباطه بسؤال أكثر عمقا يتعلق بمدى قدرة الإنسان على التحكُّم في محيطه فقط من خلال عناصر القوة المادية التي يمتلك. وهنا تتجلّى بوضوح محدودية القدرة الإنسانية في التحكّم في الطبيعة وإلى جانبها تماما تبرز عظمة الخالق الذي ينبغي أن نعود إليه في كل مرة.
لذلك، فمهما بلغت المساعداتُ الدولية إلى أشقائنا في تركيا وسوريا، ومهما بلغ حجم التضامن الدولي معهم، يبقى تضرُّعنا إلى الله تعالى أن يخفّف من وطأة هذا المصاب الجلل عليهم، أفضل ما نقوم به، وأن يعوّضهم خيرا ويعينهم على تجاوز انعكاساته أفضل ما ندعو لهم به… والله المستعان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!