جواهر
في غياب الوعي ومراقبة الأسرة

“سبونج بوب” ورفاقه يقدمون للأطفال دروسا في الشذوذ!

سمية سعادة
  • 14516
  • 9
أرشيف

تشعر الكثير من الأمهات الجزائريات بالامتنان تجاه الرسوم المتحركة التي تعمل على السيطرة على حركة أطفالهن ولو لبضع دقائق.

ففي اللحظة التي ينغمس فيها الأطفال في مشاهدة الأفلام الكرتونية، تكون الأمهات قد جرّبن الشعور بالراحة والاسترخاء.

ومع ظهور الكثير من القنوات الموجهة للأطفال فقط، أصبح بإمكان الأمهات أن يتركن أطفالهن أمام الشاشات لساعات طويلة وهن مطمئنات عليهم، كيف لا، وهم في حضرة “سبايدر مان” و”سبونج بوب” و”ستيفن البطل”!.

وخلال هذه الساعات، يكون الصغار قد تعرضوا لعملية غسيل مخ ممنهجة، في اللحظة التي تكون الأم منغمسة حتى”ركبتيها”في غسل الثياب!.

ونادرا ما ينتبه أولياء الأمور إلى الفحوى “المسموم” لهذه الأفلام الكرتونية التي يعتقدون أنها مادامت موجهة للأطفال، فليس فيها ما يضر.

غير أن السّم المدسوس في هذه الرسوم كاف لتغيير مفاهيم التربية الصحيحة التي يعمل الآباء على تلقينها لأطفالهم.

فعبر هذه الرسوم المتحركة التي يعتبرها الكثير من الآباء “بريئة” يمرّر الحاقدون على الإسلام رسائل ضمنية من شأنها أن تنال من المعتقدات والرموز الإسلامية.

على غرار المسلسل الكرتوني الأمريكي “ساوث بارك” الذي أثار جدلا كبيرا بسبب تجسديه للنبي صلى الله عليه وسلم.

وقد اضطرت شركة” أتش بي أو ماكس”الأمريكية إلى حذف الحلقات التي تضمنت هذا التجسيد، بعد أن طالب العديد من رواد المواقع الالكترونية بالتراجع عن هذه الإساءة.

وإذا كانت هذه الشركات الحاقدة قد أبانت عن نواياها السيئة، وبالتالي امتنعت القنوات العربية والإسلامية عن بث هذا المسلسل، إلا أن بعض الأفلام الكرتونية عرفت كيف تدس السم في العسل ليتناوله الأطفال الأبرياء دون أن يشعر آباءهم.

“سي أن عربية” هي واحدة من قنوات الأطفال التابعة لشبكة “كرتون نتورك” الأمريكية التي غيّرت صورتها على فيسبوك بشعار قوس قزح الذي يمثّل المثليين والشوّاذ.

وهي الشبكة التي تبث مئات الأفلام الكرتونية التي تشجع على الشذوذ ومناهضة الفطرة السليمة.

من بين هذه الأفلام التي يتم دبلجتها إلى العربية، “سبونج بوب”الذي ظهر في إحدى الحلقات وهو يؤدي دور الأم وقد تبنى “قوقع البحر” هو وصديقه “باتريك” وكأنهما زوجان.

أما رسوم “ستيفن البطل” الذي يبث على قناة “سي أن عربية” منذ 6 سنوات تقريبا، فقد حرصت مؤلفته التي تقول أنها”شاذة” على إبراز دور المثليين.

ويكشف رسوم “وقت المغامرة” على العلاقة المشبوهة بين “أميرة العلكة”وصديقتها” مارسيلين”وقد حرص المؤلف على إقامة علاقة غرامية بين الفتاتين، وهو ما يشجع على المثلية ويدعو إليها.

ولاشك أن حملة تشويه المعتقدات الإسلامية من خلال الأفلام الكرتونية، لم يبدأ من برامج القنوات الجديدة، ولكن الأمر يتعلق برسوم قديمة شاهدناها في طفولتنا، على غرار رسوم”السنافر” الشهير الذي يركز على فكرة” الطبيعة الأم” وأنها السبب في ظهور كل الكائنات.

والأخطر من تشويه معتقدات الأطفال والعبث في مبادئ الأسرة الجزائرية، أن الكثير من الأطفال لا يتوانون عن تقليد أبطال الأفلام الكرتونية التي يتأثرون بها.

ويمكن للأم أن تلاحظ كيف يقوم أطفالها بتقليد الأبطال المفضلين لديهم بعد نهاية الحلقات بالصراخ أو الركض أو العنف.

والأكثر من ذلك، أن يصل الأمر بالطفل أن يقتل نفسه تأثرا بأحد الأبطال.

واحدة من المآسي التي لا تزال ماثلة في أذهان الجزائريين، تلك التي تتعلق بانتحار ثلاث أطفال من ولاية تيزي وزو شنقا وبنفس الطريقة، متأثرين بإحدى حلقات المحقق “كونان” التي ركزت على كيفية الانتحار بطريقة ما للتخلص من المشاكل ثم العودة للحياة.

يحدث هذا في غياب الوعي التام للأسرة، التي تعتقد أنها تمنح أطفالها الترفيه والتعليم بتركهم يشاهدون هذه الأفلام لساعات طويلة.

بينما يتعود الأطفال على هذه الأفكار التي تدعو للانتحار، والمشاهد الفاضحة فتصبح مألوفة ولا يجد صعوبة في تقبلها أو تبنيها عندما يكبر، لأنها مرتبطة بسنوات عمره الأولى التي تعتبر محطة لتكوينه العقلي.

ولنا أن نتصور كم عدد الأطفال الذين تربوا على هذه الأفلام وكبروا في كنفها، وكيف سيكون مستقبل طفل تعلم من “سبونج بوب” كيف يتخذ زوجا من جنسه، أو شاهد كيف يخطط الجاني للقتل عبر “المحقق كونان”!

مقالات ذات صلة