جواهر
الإسلاموفوبيا تتصاعد في بلد "الحريات"

سخرية من مقارنة فرنسا الرسمية تمثال “ماريان” العاري بـ”البوركيني”

بوخاتم.إ/ وكالات
  • 7178
  • 12
ح. م
تمثال "ماريان" رمز للثورة الفرنسية

تشهد فرنسا حالة تنام قصوى للإسلاموفيا (الخوف من الإسلام) بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة، حيث تصاعد المّد العنصري تجاه المسلمين، الذين أصبحوا يعانون الويلات في البلد الذي ينادي بالديمقراطية وحرية المعتقد.

 ظهر رئيس الوزراء الفرنسي خلال خطابه، الإثنين، وهو يقارن تمثال “ماريان” الذي يعد رمز الجمهورية الفرنسية، بلباس البحر “البوركيني”، الذي اعتبره لا يمثل الدولة الفرنسية. 

وصرح قائلا “ماريان لديها صدر عار لأنها تغذي الناس، وهى ليست محجبة لأنها حرة. هذه هي الجمهورية”. في إشارة إلى القيمة الإنسانية  التي ترمز لها ماريان حسبه، فرغم أنها تظهر شبه عارية إلا أنها تمد صدرها لتغذية وإطعام الناس، عكس المرأة المسلمة التي سبق وأن وصفها بالمستعبدة في زيها الإسلامي.

هذا ويتجدد ربط الفرنسيين للحرية بالتعري، متجاهلين بذلك حرية المعتقد، الذي يكفله القانون الإنساني قبل الفرنسي.

ويظهر خوف الدولة الفرنسية جليا من انتشار الإسلام والحجاب في فرنسا، حيث عبر الوزير الأول مانويل فالس، خلال كلمته أمام تجمع للحزب الاشتراكي، حضره عدد من الوزراء، أن الفرنسي يتعين عليه أن يتحلى بالوطنية ويقف أمام الشمولية الإسلامية، مشددا على ضرورة ألا يكون هناك أي حلول وسط بشأن دور المرأة. متناسيا بذلك أن المواطن المسلم الفرنسي يشكل نسبة لا يستهان بها من التعداد الكلي لسكان فرنسا، ومثل هذه القوانين العنصرية سوف تعود بالسلب على الدولة.

من جهة أخرى، ونقلا عن موقع “البي بي سي”، فقد أثارت هته المقارنة موجة من الانتقادات والسخرية  من رئيس الوزراء الفرنسي.

حيث نعتت ماتيلد لارير، وهى مؤرخة للثورة والمواطنة الفرنسية فالس بالمختل بسبب تشبيهه، وذلك من خلال سلسلة تغريدات، حيث علقت “إن تمثال ماريان لديه ثدي عار لأنه رمز وتلميح كلاسيكي”.

كما قالت وزيرة الإسكان الفرنسية السابقة سيسيل دوفلو، أن ثناء فالس على ثدي ماريان العاري يعطى مؤشرًا على تبنى السياسيين الفرنسيين الذكور لوجهة نظر مؤسفة عن النساء.

وعلقت سوفي دي رافينيل، مراسلة صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية إن مانويل فالس خرج عن نصه للإدلاء بتصريحاته، وأشارت قائلة إن كان صدر ماريان مكشوفا، فرأسها مغطى أيضا.

للتذكير، كانت قضية ارتداء “البوركيني” قد طغت على المشهد السياسي الفرنسي في أعقاب هجوم مسلح استهدف مدينة نيس في جويلية الماضي

ودافعت بعض الأطراف المتعصبة عن حق عُمد المدن الفرنسية في فرض حظر  “البوركيني” على الشواطئ، على الرغم من حكم المحكمة الإدارية العليا في فرنسا الذي لغي القرار واعتبر أن فرض أي حظر يعد انتهاكا للحريات الأساسية.

مقالات ذات صلة