جواهر

سعادتك في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الغرباء!

جواهر الشروق
  • 10908
  • 48
ح.م

كم هو سهل بالنسبة لك كزوج أن تنصرف عن زوجتك لتبحث عن المتعة المحرمة عند غيرها دون أن تكلف نفسك عناء الحوار معها لوضع النقاط على الحروف واقتلاع المشكلة من جذورها بعد بروز نقاط التباين والاختلاف في شخصيتكما وحصول التنافر والتباعد بينكما..

أنت وبدل أن تكبر عقلك وتوسع خاطرك لتعالج الوضع بهدوء وروية تفضل الهروب من المنزل للاستمتاع بالمغريات الخارجية دون شعور بالذنب أو المسؤولية، لأنه وحسب اعتقادك، لم يعد هناك جدوى من استمرارك مع هذه المخلوقة المغلوبة على أمرها، التي رأيتها وأحببتها، ثم خطبتها وتزوجتها، ووعدت أهلها بالمحافظة عليها والعيش معها في السراء والضرّاء، ولكنك خنت العهد، ودفنت الود، وقطعت كل طريق للمصالحة، فاتحا بذلك المجال للمكدرات والمنغصات وأوقعتها في ورطة شعورية رهيبة، فريسة للوساوس والظنون، وهذا جرم شنيع في حق العشرة وعليك أن تتدارك أخطاءك، فمن غير المعقول أن يتحول الحب الكبير إلى نفور، والرغبة إلى فتور، والثقة إلى غرور!.

ـ أول ما عليك فعله أن لا تنظر بشهوة إلى ما لا تملك، فتعلق قلبك أيها الرجل بالفتن والمغريات سيطبع عليه غشاوة من جهل، وستصبح كالأعمى غير قادر على إبصار محاسن زوجتك وهو ما يجعلك تنصرف عنها دون أدنى محاولة لإنعاش علاقتك بها وبعث الحياة فيها من جديد.

ـ ليكن في معلومك أن الجمال الذي تراه خارجا أكثره مغشوش، وأن زوجتك قد تكون جميلة وفاتنة ولكنك لا ترى ذلك، فالحسناوات اللواتي يسكنّ في خيالك ويعشّشن في روحك لسن بالضرورة على طبيعتهنّ وقد يكنّ متجمّلات، متعطّرات للشارع، أما حقيقتهنّ فمن سابع المستحيلات أن تظهر لكل إلا بالعشرة، والدليل أن زوجتك من قبل كانت تثيرك وتعجبك، وما حصل الفتور إلا لما أصبحت تراها شعثاء، عمشاء، غارقة في ماء الغسيل والتنظيف…إلخ.

ـ شجعها على التجمل لك بتجملك لها، فلها ما عليها.. وأيضا أهدها بمناسبة وبدون مناسبة ما يعجبك وتظن أنه يثيرك، عطر، ماكياج، قميص نوم، إكسسوار…إلخ.

ـ لا تهجرها ولا تحاول خيانتها إن لم تفتح مجالا للنقاش معها فلربما تصرفاتك اللامسؤولة هي سبب توسع الهوة بينكما، فالمرأة عاطفية بطبعها، وتحب الرجل الذي يحيطها بسياج من الرعاية والاهتمام، وتجاهلك لها وعدم تقديرك لما تفعله من أجلك يضعف عزيمتها أكيد ويجعلها تشعر بما يسمى “اللاجدوى”.

ـ لكل بشر عيوبه ومحاسنه، فلا تتوقع أن تكون زوجتك كاملة الأوصاف وغضّ الطرف عن أخطائها، وعدّد في نفسك محاسنها وحتما ستجد بأنها كثيرة ولا تحصى.

ـ السعادة أيها الزوج لا تكمن في الخارج في دنيا المحرّمات، بل في بيتك مع زوجتك وأطفالك، فلا تغمض عينيك عن رؤية الحقيقة، وليكن الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتك في أبسط تفاصيل حياتك فهو قال: “لا يفرك مؤمن مؤمنة إذا كره منها خلقا رضي منها بآخر”.

ـ الحياة المشتركة أخذ وعطاء، فلا تكن أنانيا وكن قدوة حسنة لأهل بيتك، ولا تطلب من زوجتك ما لا تستطيع تقديمه لها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وإن لم تمنح زوجتك الحب والحنان فلا تنتظر أن تغرقك بالعطف، وإن كنت أنت “كارثة” في المظهر فلا تتوقع منها أن تكون عروسا في كل ليلة…إلخ.

مقالات ذات صلة