سعاد ماسي: هناك من يريد زعزعتي والتشويش على حياتي الفنية

لم تكن ابنة باب الواد تعلم أن أغنية “My Love” التي أدتها بفيلم “Made In” ستفتح لها بابا، لتأتي أغنية “L’Algerie Mon Amour” التي فتحت لها أفقا للغناء لكنها تواصل استنطاق “الراوي” لتحكي لنا غناء، قصصا من “طليت على البئر”، “نكره القلب لي يحبك”… سعاد ماسي فتحت قلبها لتتكلم عن ظروف إطلاق ألبومها الجديد “المتكلمون”، مشاركتها مؤخرا بفيلم سينمائي وأمور أخرى تجدونها في هذه الفسحة.

الجمهور أقرب ما يكون إلى الأغاني الصادقة

*تغني صاحبة “الراوي” باللغة العربية لكن جمهورها من كل الجنسيات. فأجندة جولاتها الفنية مكتظة على مدار السنة بحفلات بكل أصقاع العالم، وحتى إن لم يفهم الأجانب كلمات أغانيها إلا أن صدقها يصلهم جيدا ويتفاعلون معها كثيرا، لأنها تؤمن بأن الجمهور يكون أقرب ما يكون إلى الأغاني الصادقة، بغض النظر عن لغة كلماتها. قائلة: أعتقد أن الأغنية هي لحظة تواصل وتبادل مع الجمهور، وهو ما أركز عليه كثيرا في عملي. أحيانا أصادف أناسا يخبرونني أن أغاني ألبوماتي ترافقهم في لحظات الخلوة والسكينة، وآخرون يؤكدون لي أن لا بديل لها  في أوقات النقاهة من المرض.

أفضل الغناء على التمثيل

*”ليلى” أبدعت في فيلم “عيون الحرامية” للمخرجة “نجوى النجار”، لكنها لازلت تتحدث عن نجاحها بتواضع. وقالت: وجدت التجربة صعبة جدا، في الغناء يكون الفنان عفويا، أما في الفيلم  فيجب أن تلعب دورا محددا. لكن الحمد لله دور “ليلى” كان يشبهني جدا وهو ما ساعدني، ربما لو كان دورا معقدا لما استطعت خوض التجربة. مضيفة أحب كتابة السيناريو أكثر من التمثيل. والتصوير لم يكن بالأمر الهين إذ تم بنابلس، ورام الله. وصعوبة الأمر تكمن في الحصول على تراخيص للعبور في كل مرة، وكذلك إدخال الكاميرا، لكن تم ذلك والحمد لله. 

سأعمل مستقبلا على الشعر الأمازيغي

*ليس غريبا أن تقدم “سعاد ماسي” في كل مرة عملا مختلفا ينتظره متتبعوها بشغف، ويكون في مستوى تطلعاتهم، هكذا جاء ألبومها الأخير “المتكلمون”، ورغم أنه بالعربية الفصحى إلا أنه حصد نجاحا باهرا. “ماسي” أكدت أن التراث الشعري العربي لطالما أبهرها وجعلها تتوقف عنده في كثير المحطات خاصة وأنها عملت مع فرقة اسمها أصوات قرطبة ومن خلالها عملت على تكريم لشعراء الأندلس. وقامت ذات الفرقة بجولة فنية. وقالت عنها صاحبة “طليت على البئر” أردنا إيصال رسالة للأوروبيين إجمالا: أن العرب والمسلمين في أوروبا لهم ماض وفضل، ومن المهم عدم حصرهم ضمن دائرة كليشيهات وأفكار مسبقة جد ضيقة. مضيفة، كنت أقرأ للشعراء مثل ابن زيدون، المتنبي، ابن الملوح.. وغيرهم. وكنت قدمت من قبل تكريما لمفدي زكرياء الشاعر الجزائري الفحل. من هنا انبثقت الفكرة، وبدأت العمل عليها. وعبرت صاحبة “المتكلمون” أنها تميل لأشعار المتنبي، قائلة: كلامه متناغم جدا، ولديه الفخر وأنا إنسانة خجولة وودت لو كنت بتلك الشخصية التي كان يملكها، أحب هذه الجرأة فيه، فارس ومثقف. “ماسي”عبرت عن سعادتها بهذه التجربة، وكشفت أنها ستعمل مستقبلا على الشعر الأمازيغي. قائلة: في الخارج يريدون أن يعرفوا الكثير عن الجزائر، وسأحاول نقل الثقافة الجزائرية. 

اشترطت الغناء باللهجة الجزائرية لأنها مفهومة جدا

*تعود أم “إنجي، إلهام، وأميرة” إلى ديو أغنية “عندي أمل” الذي قدمته مع فرقة “كايروكي”: الأغنية حققت نجاحا كبيرا في مصر وكل العالم العربي، ولقد اتصلت بي الفرقة، واشترطت أن أغني بلهجتي الجزائرية، واتفقنا وجاء العمل بنسخته الأخيرة. “ماسي” نفت أن يكون هناك مشكل عدم فهم اللهجة الجزائرية: “أغني في مصر ويغني معي الجمهور كل الأغاني الخاصة بي ويفهمون لهجتي. ويوجد الكثير من المعجبين ترجموا الأغاني الخاصة بي إلى اللهجة المصرية”. وأكدت محدثتنا أنها لا تسعى إلى أعمال مشتركة، بل هي تجارب تأتي بعفوية على غرار الأغنية التي قدمتها في ألبوم “يا حورية” في سنة 2010. وغنى معها النجم الفرنسي “فرنسيس كابرال”، لأول مرة وباللغة العربية. 

لم ولن أغني في إسرائيل

*استغربت “سعاد ماسي” في معرض حديثها من الضجة التي تثار حولها في كل مرة توجه لها دعوة للغناء في إسرائيل. رغم أن رأيها معروف لدى الجميع. موضحة: لكل فنان مبادئ في الحياة، ولديّ الحق في عدم الغناء في بلد يقتل الأطفال وربات البيوت والنساء الحوامل وكبار السن. في كل مرة أرفض رفضا قاطعا، مع ذلك أسمع لغطا كبيرا. للأسف هناك في بعض الدول العربية من يريد زعزعتي وتحطيمي، هي محاولات تستهدف المواهب الجزائرية، ولكنهم لن يفعلوا شيئا على العكس كل محاولاتهم ساهمت في انتشاري أكثر.