سعدان قال الحقيقة!
الكلام الخطير الذي قاله شيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان لبرنامج “وجادلهم” على شاشة الشروق نيوز، بخصوص واقعة 2010 وتنازل الجزائر عن نتيجة مباراة نصف النهائي في كأس إفريقيا أمام مصر، يحتاج إلى شجاعة كبيرة لقوله والاعتراف به، وبالتالي فإن سعدان يستحق الشكر والثناء على قول الحقيقة مهما كانت وعدم التستر عليها بحجة واجب التحفظ!
الأمر الآخر، ما يؤكد أن سعدان صادق بخصوص عدم تعاونه مع مخطط التنازل عن المقابلة للمصريين، هو روايته للأمر دون عقدة ورمي الكرة في ملعب المتهم الأول، شكلا ومضمونا على الأقل، وهو رئيس الفاف السابق محمد روراوة، فلا مصلحة للرجل في الاحتفاظ بالسر ولا مصلحة له في البوح به!
قد يقول قائل، ولماذا يتحدث سعدان الآن، ولماذا لم يستقل في تلك الفترة؟ والجواب بسيط لأن قرار التنازل عن المباراة لم يكن وليد الصدفة ولا مرتبطا بسعدان أو باللاعبين ولا حتى بالحاج روراوة، ولكنه كان مرتبطا بقرار سياسي من أعلى مستوى، رأى بأنه يجب التنازل عن المباراة لصالح الأشقاء المصريين في سبيل إخماد المشاكل الداخلية التي كان لديهم!
استعمال كرة القدم ليس جديدا من أجل شراء السلم الاجتماعي وكم من مرة تم استغلال الفرحة بنتائج المباريات للتغطية على عجز سياسي، ولكننا كنا نعتقد الأمر مقتصرا على الداخل أما الآن فقد اكتشفنا بأنه الأنظمة العربية بوسعها أن تتعاون “على الإثم والعدوان” في سبيل التغطية على فشلها السياسي باختراع نتائج رياضية وهمية، وخداع الناس باستعمال سحر الكرة وما أدراك ما سحر الكرة!