رياضة

سعدان وخاليلوزيتش وراجيفاك

ياسين معلومي
  • 6102
  • 4

استلم الصربي ميلوفان راجيفاك مهامه كمدرب للمنتخب الوطني الجزائري، خلفا للفرنسي كريستيان غوركوف، الذي فضل الهروب من تدريب أحسن وأغنى المنتخبات الإفريقية، لأسباب رفض الكشف عنها.. أسباب فسرها مقربون منه بعدم قدرته على تحمل الضغط الذي كان يمارس عليه من طرف الجمهور الجزائري، الذي لا يرضى إلا بالفوز والتأهل، وهو ما لم يتقبله الفرنسي، وغادر الجزائر من دون رجعة، وتم تعويضه بالتقني الصربي الذي كان وراء وصول المنتخب الغاني إلى ربع نهائي كأس العالم 2010، ونهائي “كان 2010” أيضا، وهي النتائج التي نحلم بتجسيدها مع منتخبنا الوطني في الاستحقاقات القادمة بداية من كأس إفريقيا القادمة 2017 بالغابون، والتأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا.

لقد تيقن التقني الصربي منذ وصوله إلى الجزائر، أن المنتخب الذي اختاره لتدريبه فريق كبير يمتلك إمكانات على الطريقة الأوروبية، بداية من مركز سيدي موسى، والذي يتوفر على أحدث التقنيات، ويوفر وسائل راحة لن يجدها في أي منتخب إفريقي آخر، ولاعبين كبار ينتظرون من يوجههم فوق أرضية الميدان لتقديم الأحسن، فعندما سلمه المسؤولون قائمة اللاعبين الجزائريين، يكون الشيخ ميلوفان قد تأكد بنفسه أنه لن يرضى سوى بالوصول إلى نصف نهائي “كان” الغابون على الأقل، وتحقيق ثالث تأهل على التوالي إلى كأس العالم، حيث أكد خلال أول ندوة صحفية له بالجزائر، بأنه يعرف ما ينتظره منه الجمهور الجزائري، الذي أصبح متعودا على لعب الأدوار الأولى، فتحقيق تأهلين متتاليين إلى كأس العالم ليس بالأمر الهين، وهو مجبر على السير على نهج سابقيه، اللذين منحا الفرحة لشعب يعشق كرة القدم حتى النخاع.

كما يدرك جيدا أن المسؤولين سيوفرون إمكانات كبيرة لهذا المنتخب، الذي ليس عليه سوى أن يكون عند حسن ظن من يناصرونه ويتنقلون معه، حتى ولو لعب بعيدا عن الجزائر بآلاف الكيلومترات، وفي قارة غير القارة الإفريقية.

كمناصر للمنتخب الجزائري، أتذكر جيدا ما فعله الشيخ سعدان وكتيبته في أم درمان، وكيف تمكنوا من قهر الفريق العالمي المصري بإمكانات أقل بكثير مما يتوفر عليها في يومنا هذا، والدور الكبير الذي لعبه أيضا البوسني وحيد خاليلوزيتش في التأهل التاريخي إلى الدور الثاني من كأس العالم، والأداء البطولي أمام المنتخب الألماني المتوج بكأس العالم، وذكريات أخرى لا تنسى ولا تمحى من ذاكرتنا، مثلها مثل ما حققه أسلافنا في كأسي العالم بإسبانيا والمكسيك والتتويج بكأس إفريقيا..

أحداث تاريخية يجب علينا أن نلقنها إلى المدرب الجديد، الذي يكون قد حفظ الدرس مباشرة بعد قبوله تدريب “الخضر”، ويكون قد شاهد بعض لقاءات “الخضر”، وأخذ فكرة موسعة عن تعداد الفريق ومساعديه، وكل الأمور التقنية والتنظيمية، ويكون قد تأثر بما قاله له رئيس الفاف، الذي يعمل كل ما في وسعه لتحقيق التأهل الثالث إلى كأس العالم، ولم لا الحصول على كأس إفريقيا للأمم بهذا الجيل من اللاعبين، الذين اكتسبوا خبرة كبيرة مع مختلف الأندية الكبيرة التي يلعبون لها.

لا نريد أن نضغط على المدرب الجديد للمحاربين، ولا التدخل في العمل الذي يقوم به، لكننا مجبرون اليوم قبل أن يشرف على أول حصة تدريبية لمنتخبنا العالمي، أن يدرك جيدا أننا ننتظر منه أحسن مما حققه سعدان وخاليلوزيتش، والبداية الحقيقية ستكون أمام المنتخب الكاميروني، ويومها سيكرم الصربي أو يهان.

مقالات ذات صلة