-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سفر الخروج.. طاي طاي

عمار يزلي
  • 1611
  • 0
سفر الخروج.. طاي طاي

عندما كانت السلطات الرسمية عندنا تتحدث طوال سنة من الحَراك وما بعده، عن مؤامرات تحيكها دوائر أجنبية بالتعاون مع الكيان الصهيوني لاستهداف أمن البلاد واستقرارها، كان القليل الكثير يميل إلى “دحض” ذلك وتكذيبه ومسح السكين في السلطة القائمة وفي توجُّهها نحو الانتخابات الرئاسية عوض “المرحلة الانتقالية” و”مجلس الرئاسة” وغيرها من التوجُّهات البعيدة عن “الحل الدستوري”، مهما كلف ذلك من تنمُّر سياسي دولي وذباب إلكتروني ومعاول داخلية من أحزاب وتكتلات هي في الأصل قِلة قليلة وأقلية “تبدو كأنها ساحقة” سائدة، تستأسد على إرادة غالبة بقيت لسنوات طوال مغلوبة.. على أمرها، مسحوقة ممحوقة سياسيا واقتصاديا وتعبيرا ممنوعا على أهلها. كل ذلك كان عبر التظاهر الأسبوعي الممتطى سياسويا معبَّر عنها غالبا عبر وسائط التواصل الاجتماعي وما أكثرها ضمن ما كان يُعرف وقتها ولا يزال أيضا، بالذباب الإلكتروني. كانت وقتها التعاليق تميل إلى تضخيم هذا “التهويل” والإيحاء للآخرين أن لا تصدقوا مثل هذه الإشاعات، لأن “إسرائيل” بعيدة عن اهتمامها بنا ولها “قطط أخرى تتنمّر عليها” كان ذلك للأسف حتى ضمن أوساط عندنا تُنعت بالإسلامية. اليوم بات الجميع يعرف أن النار لم ولن تكون يوما بلا دخان، بل وأن الدخان هو آخر علامة على إشتعال النيران، وأن السلطة كانت تعرف ماذا تقول وإن لم تكن تقول كل شيء حفاظا على سرِّ القول وفاعلية العمل، عملا على احتواء المؤامرة قبل تفكيكها. فقد كانت لأجل ذلك تلمِّح ولا تُفصح، وتشير بالبنان إلى جهات، لم تكن “موزا” ولا آكلوها من بني القرابة في الشبه، إنما كانت تعرف وتعي جيدا حجم التهديد والتحدي الذي كان قائما منذ زمن ليس بالقصير. وها هي ذروة “وباء التصهيُن” لدى النظام الملكي، تصل إلى “المسقي” كما يقول المثل الجزائري، بعد ما كان بيت الخيانة وعمله جاريا على قدم وساق حتى قبل أن تتحدث السلطة القائمة قبل سنتين عن هذه الأقدام “السوداء” وهذه السيقان العارية التي تعربد في المنطقة وعلى الحدود الغربية بعد ما كنا على علم بما يفعله العدو القديم الحديث على جنوبنا وجنوب شرقنا. اليوم، صارت “المش” كما يقال بالمغربية، يسمى “شا” بالفرنسية، كما يقول المثل الفرنسي، وصار البغيُ يمارَس “طاي طاي” كما يقول المثل الدارج المغربي ولم يعد للمومس ما تخشاه بعد أن كشف عن الساق وقيل من راق. آخر هذا الجهر بالسوء، استقبال مجرم الحرب وقاتل أطفال غزة ولبنان وزير الحرب الصهيوني لبلد محمد الخامس الذي أوقف على قبره “ترحُّما عليه” وهو في قبره يلعن من أوصل هذا العار إلى عقر الدار.

صار النظام المغربي، يمارس الخزي والعار كما جاء على لسان رئيس الجمهورية شخصيا، و”يتحلف” ويتكالب مع ألدّ عدو، بعد ما كنا لسنوات نعتقد أن القصر الملكي ليس سوى حديقة خلفية للأيليزي، إن لم يكن الغرفة الخلفية لمكتب بيع المهانة برضا الطرفين. لقد صار اليوم بعدم ا لمس أن عرشه يتهاوى والبلد لن يتداوى، وينحو نحو الانفجار بسبب الضائقة المالية والاقتصادية، يميل إلى بيع كل ما بقي له من عرض بعد ما رهن الأرض بالطول والعرض وطمع في الاستعانة بالمحتل مثله، لكسب رمال بلا سكان، لعلها تنقذ اقتصاده المتهالك وتدفع لمخازنه الفارغة على “قرشها” ما يعوِّض فسادها وإفلاس “عرشها” وتعويض نهب العائلة لمدّخرات المغاربة من السياحة والفلاحة ولو كانت عبر “المخضرات”.. فالغاية تبرر الوسيلة، فما يهم الشاة سلخها بعد ذبحها؟.. وها هي الشاة تسلخ وها هو الوطن يجلد.. والجلاد واحد والذباح واحد والسلاخ واحد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!