الجزائر
مجاهدون وسياسيون ينتقدون خطوة الأمين العام للأفلان

سفر بلخادم إلى فرنسا في هذا الظرف “خطأ سياسي”

الشروق أونلاين
  • 9146
  • 63
ح.م
الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم

أعاب مجاهدون وسياسيون مشاركة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، في ملتقى “حرب التحرير.. بعد خمسين سنة” بمدينة مرسيليا، ووصفوا الخطوة بـ “الخطأ السياسي”، بالنظر للحساسية التي تطبع العلاقة بين الجزائر وفرنسا بشأن الذاكرة التاريخية هذه الأيام.

 

وكانت مشاركة بلخادم في الملتقى الذي نظّمته كلا من الزميلة “الخبر” ومجلة “ماريان” الفرنسية وإذاعة “فرانس أنتر”، قد استدعت تدخل رئاسة الجمهورية، لتؤكد بأن “بلخادم يشارك في هذا المنتدى بصفته أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني، وبدون أية صفة رسمية أخرى”، وفق ما   أوردته وكالة الأنباء الجزائرية.

وجاء بيان الرئاسة لينزع عن بلخادم صفة “وزير الدول الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية” في هذا الملتقى، الذي أدرجه مجاهدون وسياسيون في خانة الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، مفندا بذلك ادعاءات وسائل إعلام فرنسية كانت قد قدّمت بلخادم على أنه ناطق رسمي باسم رئيس الجمهورية.

” كان على بلخادم أن يصدر بيانا منذ البداية يوضح فيه صفة مشاركته في هذا الملتقى”، بحسب رئيس كتلة الثلث الرئاسي بمجلس الأمة، المجاهد محمد بوخالفة، الذي أكد أن “وقت الزيارة لم يكن مناسبا البتة، لأن فرنسا في حملة انتخابية، كما أن مشاركة (فرانسوا هولاند مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية)، تعطي الانطباع وكأن الجزائر قد اتخذت موقفا بشأن السباق نحو قصر الإيليزي“.

وذكر بوخالفة في تصريح لـ الشروق “بلخادم يدرك أن المنطقة التي سيعقد فيها المؤتمر تعج بالحركى والأقدام السوداء.. وأعتقد أن عدم تفطن الرجل للأمر، هو الذي دفع الرئاسة إلى إصدار البيان التوضيحي، حتى لا تتحمّل الجزائر أي انزلاق في النقاش حول الذاكرة”، الذي لا يزال يلغم العلاقات الثنائية.

من جهته، يرى المجاهد صالح قوجيل، منسق حركة التقويم والتأصيل المتمردة على قيادة الأفلان، أن مشاركة بلخادم في ملتقى موضوعه حرب التحرير بفرنسا، “خطأ سياسي كان يتعين تفاديه منذ البداية”، متسائلا: “لماذا لا يقام ملتقا كهذا على أرض الوطن، لا يستثنى منه الفرنسيون؟“.

وقدّر الوزير السابق والنائب الحالي، بأن مشاركة بلخادم “جاءت في غير وقتها، لأن فرنسا تعيش على وقع حملة انتخابية محمومة للرئاسيات، الأمر الذي دفع برئاسة الجمهورية إلى “تبرئة ذمتها من أي توظيف سياسي لهذه المشاركة، لأن ما يجري بمدينة مرسيليا (مكان الملتقى) هذه الأيام كله سياسة“.

أما حزب جبهة التحرير الوطني، فينظر إلى القضية من جهة مغايرة، ويرى بأن مشاركة أمينه العام في الملتقى، “فرصة لإبراز موقف الحزب من قضية الذاكرة والماضي الاستعماري، الذي سوف لن يرضي بالتأكيد الأقدام السوداء، الحركى وكافة أنصار الجزائر ـ فرنسية”.

وأشار الناطق الرسمي باسم الأفلان قاسة عيسي، إلى أن بيان الرئاسة “جاء ردا على الصحافة الفرنسية التي قدّمت بلخادم على أنه ممثل شخصي للرئيس في الملتقى، وكنا قد أكدنا أن المشاركة حزبية وليست دعما لا لمرشح اليسار، فرانسوا هولاند، ولا لغيره من المترشحين لسباق الرئاسيات الفرنسية، متسائلا:لما تسكتون عمن يدافعون عن الطروحات الفرنسية من الجزائريين في هذا الملتقى، وتبرزون الأمور الهامشية؟“.

 

مقالات ذات صلة