الشروق العربي
نساء يعاقرن الخمر ليل نهار

“سكارجيات” خلف أسوار بيوت الفاميليا

فاروق كداش
  • 12259
  • 11
ح.م

لم يعد الحديث عن الخمر عند النساء بالموضوع الممنوع كما كان في العقود السابقة، وبعد ان كانت الشيخات المغنيات ينافسن الرجال في قرع كؤوس النبيذ والجلوس على نمارق الرذيلة للتسامر حتى تشرق شمس الصباح، هذه الصورة بدأت تتوارى لتحل مكانها صورة المرأة المتمردة التي لا وازع لديها، رافعة نخب الانحراف في وجه كل المجتمع.

حسب العديد من الإحصائيات تأتي الجزائريات في المرتبة الاولى في الوطن العربي في احتساء الخمر بنسبة 8‪.‬5 لتر من النبيذ يوميا، احصائيات يشكك فيها الكثير من الاخصائيين ويرونها لا تمت للواقع بصلة، إذ ان معظم العائلات الجزائرية محافظة واحتساء الخمر عندها كتضييع الشرف تقريبا، هذا وان احتسبنا النساء اللواتي يشتغلن في النوادي الليلية والحانات بطريقة شرعية وغير شرعية فلن تصل هذه النسب.
وإن كانت هذه الأرقام لا دلالة لها في أرض الواقع، غير أنها مؤشر مهم لدراسة سلوكيات المرأة وتكسيرها لأهم الطابوهات المرادفة في أذهان الجزائريين للدعارة والتفسخ الأخلاقي.

“سكيرات” حد الثمالة

بالنسبة لهذه “الشاربات” المدمنات لا يتعلق الأمر إلا بمتعة تضاف إلى متعهن المكبوتة الأخرى ويرين أنه من حقهن مثل الرجال أن يمارسنها بكل حرية دون أحكام مسبقة ودون ربطها بسلوكيات أخرى، غير أن الكثير من القصص المأساوية يجب أن تردعهن عن هذا الفكرة الشيطانية، ففي الكثير من الأحيان تنتهي حياة المدمنات على الخمر إما في القبور بعد حوادث المرور أو في المستفشيات بسبب سيروز الكبد أو في السجون بمليون سبب. وتحوي ارشيفات الشرطة العشرات من قضايا نساء ضيعن البيت والأسرة والغالي والنفيس بسبب معاقرة الخمرة.

مخمورات في زمن الجعة

من بين قصص المخمورات في زمن “الجوني والكر” ياسمين 27 سنة، مطلقة وأم لبنت في الثالثة تقول: “بعد طلاقي، دخلت مرحلة من الاكتئاب فبدأت بشرب السجائر والخمر فيما بعد… لا أريد أن تراني ابنتي في هذه الحالة رغم صغرها، لذا اتركها عند أمي لما انوي أن اثمل في البيت”.
أما قصة ليلى 34 سنة، مطلقة، دون أولاد، فترويها صديقتها ياسمين: “ليلى كانت تعمل في بار اسمه البرونز، كانت نادلة وليست عاهرة، عندما ينتهي دوامها كانت تسرق بعض قارورات الجعة وتعيد بيعها في الحي، غير أنه في يوم من الأيام أرادت تذوقها وليتها لم تفعل، فأصبحت مدمنة خمر مثلي، غير أن صاحب الحانة طردها بعد أن اكتشف سرقتها له… الآن هي مشردة في الشوارع، لأنها لا تملك نقودا لكراء شقة، أردت إيواءها وطليقي هددني برفع قضية حضانة لو ساعدتها”.
قصة نايلة 29 سنة، هي الأخرى من القصص الحزينة التي تختفي وراء الحيطان الباردة، فهي الأخرى تعمل نادلة في بار آخر: “بعد أن دخل زوجي السجن، لم أجد من يساعدني حتى عائلتي خيرتني بين الطلاق وترك ابني لعائلة زوجي، وبين العودة إلى البيت الكبير… رفضت طبعا بسبب ابني وبدأت أعمل كنادلة في بار في العاصمة، وعندما أشعر بالوحدة أشرب كأسا أو كأسين، لكن وجدت نفسي أعاقر قنينات الجعة وقارورات الويسكي دون أن اشعر”.

بنات الملاهي والتلاهي

لم تبق قضايا السكر النسوي حبيسة البيوت والليالي الملاح، بل تعدتها إلى الشارع واصبحت بعض النسوة السكارجيات يثرن البلبلة في الأحياء، حسب عدد من القضايا التي عالجتها بعض المحاكم. محكمة الشراڤة على سبيل المثال تناولت قضية الشابة ”ن-ك” البالغة من العمر 26 سنة والتي ضبطت من طرف مصالح الدرك الوطني في حاجز أمني وهي تقود سيارتها بطريقة جنونية على الطريق الرابط بين بلدية عين البنيان واسطاوالي، وعند توقفها، اكتشف الدركي أنها تحت تأثير الخمر، ولدى استجوابها اعترفت إنها كانت في ملهى “لامدراڤ”، حيث أقام لها الأصدقاء حفل عيد ميلادها.
القانون يعاقب من تجاوزت نسبة الكحول في دمه 0,10 غرام في اللتر، اثناء القيادة، قانون لم تأبه به شابة في الـ32 سنة من عمرها، قامت بحادث مرور خطير بسيارتها في بلدية زرالدة، ألحقت أضرارا كبيرة بسيارة الضحية وسببت له جروحا في مناطق عدة من جسمه بعد ما كانت غير متحكمة في قيادة سيارتها بعد إفراطها في السرعة، حيث حاولت الفرار عقب ارتكابها لحادث المرور بعد أن قامت وبسرعة البرق بالقفز إلى مقعد صديقها خوفا من العقوبات المترتبة، كونها كانت في حالة سكر جد متقدمة، وأثناء محاكمتها بعد إيداعها الحبس المؤقت اعترفت أنها كانت مع صديقها في ملهى ليلي بالمركب السياحي لزرالدة أين تناولت قارورات من الجعة.

مقالات ذات صلة