سوناطراك استبقت المناورات المغربية بثلاث سنوات

سوناطراك تعترض على دخول مجمع استرالي في ناتيرجي الإسبانية!
حكار: نعارض الاستحواذ أو بيع أسهم سوناطراك في ناتيرجي

أظهر تسلسل الأحداث أن الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، استبقت بثلاث سنوات كاملة مناورات مغربية محتملة بشأن أنبوب الغاز المار عبر أراضيها المعروف بأنبوب “بيدرو فاران دورال”، حين أطلقت مشروع دعم قدرات نقل أنبوب ميدغاز انطلاقا من الأنبوب المار عبر المغرب.
في 12 سبتمبر 2018 أطلقت سوناطراك مشروع دعم قدرات أنبوب ميدغاز من خلال إنجاز وصلة على أنبوب المغرب العربي الذي يعبر الأراضي المغربية وصولا إلى إسبانيا، بمنطقة العريشة على الحدود المغربية بولاية تلمسان، ومد خط أنابيب انطلاقا من هذه الوصلة إلى غاية بني صاف وربطه بأنبوب ميدغاز لزيادة قدرات النقل السنوية، حيث سيتم دعمه بـ2 مليار متر مكعب إضافية سنويا.

وامتد المشروع على مسافة 200 كيلومتر وتم انجازه من طرف شركات وطنية هي “كوسيدار وإيناك”، بكلفة مالية بلغت 30.6 مليار دينار (3000 مليار سنتيم) ما يعادل 280 مليون دولار.
وسيرفع هذا المشروع طاقة ميدغاز السنوية إلى 10.5 ملايير متر مكعب، ويمكن أن تصل 12.5 مليار متر مكعب سنويا مستقبلا، ما يعني أن الجزائر ستضخ المزيد من الغاز إلى إسبانيا مباشرة من بني صاف دون المرور على الأنبوب الذي يعبر الأراضي المغربية.

وتم تدشين هذا المشروع شهر ماي الماضي ما يعني أن قدرات النقل الإضافية الفعلية التي تمر مباشرة من الجزائر إلى إسبانيا دون المرور عبر المغرب قد صارت 10.5 مليار متر مكعب سنويا، وهو ما يفسر تصريحات الرئيس المدير العام لسوناطراك توفيق حكار حين أكد على أن شركة سوناطراك لا تزال قادرة على ضمان تموين إسبانيا بالغاز الطبيعي عبر أنبوب “ميدغاز”، في رد حول إمكانية عدم تجديد عقد الامتياز لأنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر المغرب.

وقال في هذا الصدد “لقد اتخذنا كافة الإجراءات الضرورية في حال عدم تجديد عقد الامتياز لخط الغاز المعني”.

وتحدثت وسائل إعلام مغربية عن مساع من الرباط لعدم تجديد عقد أنبوب الغاز المغاربي الأوربي في ظل الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، وتعرض السياسة الخارجية المغربية لانتكاسة عقب استقبال مدريد لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي في رحلته العلاجية ومثوله أمام المحكمة الوطنية وعودته إلى الجزائر وزيارته من طرف رئيس الجمهورية وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي.

حكار: نحن ضد الاستحواذ أو بيع أسهم سوناطراك في ناتيرجي الإسبانية

في سياق آخر، صرح الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك توفيق حكار لـ”الشروق” أن سوناطراك تعارض بيع أو الاستحواذ على حصتها في شركة ناتيرجي الاسبانية المقدرة بنحو 4 بالمائة.
وأوضح الرئيس المدير العام لسوناطراك توفيق حكار في تصريح حصري لـ”الشروق”، ردا على سؤال بخصوص تقارير إسبانية عن اعتراض سوناطراك على عرض صندوق استثماري استرالي شراء 22.64 بالمائة من أسهم شريكها الإسباني ناتيرجي، بالقول “لا أحبذ تأكيد أو نفي الأخبار التي لا تصدر عن سوناطراك”.

وأضاف حكار “بالنسبة لنا أعلنا موقفنا من قبل وهو أننا نعارض بيع أسهمنا أو الاستحواذ عليها”.
وتابع “بالنسبة لسوناطراك فإننا بصدد التنسيق مع الأطراف المعنية بهذه القضية”، في إشارة للمساهمين في شركة ناتيرجي.

وفي السياق ذاته تحدثت وسائل إعلام في إسبانيا عن اعتراض تقدمت به سوناطراك لدى قصر المونكلوا الاسباني (مبنى رئاسة الوزراء)، بشأن عرض استحواذ صندوق استثماري استرالي IFM” على حصة من أسهم شركة ناتيرجي الاسبانية للطاقة التي تحوز سوناطراك 4 بالمائة من أسهمها.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية أن سوناطراك وجهت رسالة إلى قصر المونكلوا، أبلغت فيها رئيس الوزراء بيدرو سانشيت بشأن انشغالها بشأن محاولة الصندوق الاستثماري الاسترالي “IFM” الاستحواذ على 22.64 بالمائة من أسهم شركة ناتيرجي الاسبانية، التي تمتلك سوناطراك بدورها حصة 4 بالمائة من أسهمها.

وحسب المصادر ذاتها فإن الطرف الجزائري (سوناطراك) أبلغت رئاسة الوزراء الاسبانية أنها تشترك مع ناتيرجي في منشأة حيوية لضمان الإمدادات الغازية لإسبانيا وهي أنبوب الغاز ميدغاز، ولذلك قرار بيع حصة من ناتيرجي للصندوق الاسترالي يجب أن يتضمن شروطا قوية تمنع بيع أصول استراتيجية على غرار أنبوب ميدغاز.

واستنادا لنفس المصادر فإن رسالة الطرف الجزائري قد وصلت بالفعل إلى رئيس الوزراء بيدرو سانشيث.

ويأتي هذا الموقف الجزائري، بعد موقف مماثل من المساهم الرئيس في ناتيرجي وهو بنك كايخا “CriteriaCaixa”، الذي يمتلك 25.42 من ناتيرجي.