الرأي

سياسة العالم المسوس

عمار يزلي
  • 1899
  • 4

ما يحدث في العالم العربي والإسلامي منذ خمس سنوات، هو نتيجة لحكم عمره خمسين سنة، وانظروا ماذا أنتج نظامنا المتهرئ الذي شاخ وناخ ودوّخ وداخ: ثلاثة عناصر لا ثالث لهما هم من أنتجوا هذه الظواهر التي نراها اليوم. أول هذه العناصر: فساد الأنظمة أخلاقياً واستبدادها وطول إقامتها. الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية وحلفائها العرب والأوروبيين والاحتلال الإسرائيلي المتواصل لفلسطين. ثالثا، الجهل والتجهيل بالدين والانحلال المجتمعي المبرمج وتواطؤ الفساد الداخلي مع الشراهة الاستهلاكية الخارجية التي لا حدود لها (الرأسمالية العفنة). هذه العناصر مجتمعة، كانت وراء إنتاج الدواعش ومصاصي الدماء والإرهاب الأعمى والعنف المتوحّش والتطرف والعنصرية البغيضة…

ما يؤرّق اليوم هو التطهير العرقي باسم محاربة الإرهاب في العراق، الصراع المفبرك بين السنة والشيعة، والشيطنة غير المبرّرة لإيران من طرف عرب إسرائيل أجمعين، وتغوّل الأطراف ضد بعضها البعض في اليمن وفي العراق، والتكالب على القوى العدوة لإسرائيل (حماس، الجهاد، حزب الله).. وفي كل ذلك، العمل الإسرائيلي على تخريب العلاقات الإسلاميةـ الإسلامية لغرض في نفسجاكوب“.. هذه كلها أسباب تجعل الإنسان يفقد عقله، إذا بقي له عقل أصلا.

نمتُ لأجد نفسي أمزق حوائجي وأنتف شعر رأسي، أو ما تبقى منه، وأنا أخرج من اجتماع سري بين ممثلي عناصر شيعية وسنية حضروا اجتماعا سريا الهدف منه هو: التنسيق الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي من جهة، وبين القوى في الشرق الأوسط والخليج من أجل بسط سيطرةالنظام الديمقراطي العالمي، عن طريق فرض قانونالفوضى الخلاّقةوالمتمثلة في تخريب المجتمع العربي من الداخل لبنائه من الخارج: في ليبيا، في سوريا، في العراق، في اليمن، في الجزائر، في مصر، في فلسطين، في تونس.. بحيث تكون كل دولة مبرمجة للتغيير ممثلة بشخص واحد (أنا ممثل هذا البلد الآمن.. من الأمن). الهدف هو ضرب الشيعة بالسنة والسنة بالشيعة وتقاسم الأدوار.. الهدف هو شيْطنة إيران وتقليص نفوذها في العالم الإسلامي مقابل تنامي دور السُّنة في الخليج والحذر من تركيا.. ماذا يقول ممثل السيسي؟ يقول: نحن نريد أن نحتل إيران كمان مش بس غزة واليمن.. بس بحاجة إلى مال قوي.. مش هنعمل حاجة بدون مال خليجي وأمريكي! المعارضة السورية الديمقراطية يقول ممثلها أن داعش ستنتهي قريبا بفضل ضرباتنا وضربات الحلفاء والأسد.. وعليه فنحن نتهيأ لأخذ المبادرة العسكرية لإسقاط النظام وقصّ يد إيران وحزب الله. لقد لعبت داعش دورا أساسيا في هذا العمل.. نشكرها على ذلك ونشكر من أنتجها وشجّعها وأمدّها بالمال والتخطيط

أنا لم أعرف ماذا أقول: قلت له: أعطوني فيزاشنڤاوباسبور ديبلوماسي وكونتدائم.. والله ينعل الراصة نتاعكم..

وأخرج.. كما خرجت من عقلي.

لما أفقت، كنت لا أزال أهذي: سيسي.. سيسي.. بابا نورمال!

ئض لحال الدعاة في السعودية؟“.. فكان رده الذي ننقله حرفيا لأهميته: “بداية، أشكرهم، فإن فيهم ناساً خيّرين ومتعلمين ووسطيين، وهذا هو الغالب، لكن لي ثلاث ملاحظات عن الدعاة الآخرين، فإن بعضهم يفتي وهو ليس أهلاً للفتيا، حيث يفتون في مسائل لو عُرضت على عمر بن الخطاب لما استطاع الإجابة عنها، فأنا أتعجب من بعض المطاوعة والوعاظ الصغار الذين يتصدرون مجالس الفتوى وهم ليسوا على مؤهل كافٍ لذلك. والملاحظة الثانية هي إغراق بعض الدعاة أنفسهم في السياسة، وتركهم للكتاب والسنة، فالسياسة مشؤومة وتدنس طالب العلم، إلا أن الكثير من طلاب العلم خصصوا مواقع وصفحات لهم للحديث عن أحوال العالم العربي وتحليل ما يجري فيه، في الوقت الذي احتار فيه زعماء وقادة العالم في فهم مجريات الأمور لديهم، أما الملاحظة الثالثة على أحوال الدعاة لدينا، فتتعلق بالغلظة التي لديهم في الحديث والنصح، حيث يشرعون في السب وشتم الكبير قبل الصغير، وهذا غير لائق وغير مستساغ…”.

 

 إذن، وبعد هذا الحديث الثقيل، ننبّه إلى أنه حينما ننقد المراجع السلفية السعودية يجب ألا يُتحامل علينا وتصدر الأحكام المتعصبة إلى درجة رمينا بالجهل والضلال والحقد، ولا بد من الاستماع إلى صوت العقل الذي تم تغييبه في الفترة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، وما ذلك إلا لأن وسائل التضليل أضحت متطورة ومتنوعة وفي مقدمتها وسائل الإعلام.

مقالات ذات صلة