الشروق العربي
شباب يحملون السيوف في الشوارع:

سيف “الساموراي” يتصدر مشهد الجريمة

صالح عزوز
  • 3866
  • 5
ح.م

في غياب العقاب الصارم من طرف الجهات المعنية، انتشرت الجريمة بشكل رهيب في الجزائر، وأصبحت الأرواح تسقط كسقوط أوراق الخريف حتى ألفها الناس، وكأنها أصبحت ضمن قاموس يومياتهم، فقد أصبحنا نقف على إزهاق الأرواح في وضح النهار، كمن يشاهد أحداث فيلم على المباشر، ولا أحد يستطيع التدخل أو الفصل بين المتخاصمين، خوفا من أن يصبح هو كذلك ضحية من ضحايا بطش بعض الشباب الذين يحملون السيوف ويتجولون بها في الأحياء والأماكن العمومية دون خوف، ويهددون حياة المارة والسكان دون رادع.

في ما مضى كان من يحمل سكنيا في جيبه، يعتبر شخصا من المافيا أو ينتمي إلى عصابة إجرامية، يشار إليه بالأصبع ويوضع في الخانة الحمراء بملاحظة “خطير”، لكن مع مرور الوقت وتزايد الجريمة في مجتمعنا، لم تصبح السكين وسيلة ناجعة من أجل الاعتداءات والترهيب وكذا الدفاع عن النفس في حالة الشجارات، التي أصبحت لا تنتهي اليوم وفي كل مكان، حتى في وسائل النقل بحضور الأطفال والنساء، وقد أصيب الكثير من الأشخاص جراء هذه الشجارات، التي تكون في الغالب بين شباب متهورين، سواء كانوا سكارى أم من الذين يتعاطون المخدرات، لذا لا يسلم كل من يقع أمامهم، حين يخرجون السيف من تحت قمصانهم أو من حقيبتهم ويبدؤون يلوحون به في الهواء، وسط هلع كل الركاب في هذه الوسائل أو في الساحات العمومية والمتنزهات، ولا تنتهي إلا وقد أهلكت بعض الحاضرين، حتى ولو بجرح بسيط.

من أين تأتي إلينا هذه السيوف؟

قبل الحديث عن هذه الأسلحة البيضاء التي أصبحت سلاحا فتاكا عند الشباب المتهورين، وجب البحث عن مصدرها وكيف تصل إليهم، ومن يحملها ومن يصنعها؟ غير أن الإجابة بسيطة، فربما من يتجول في الكثير من الأزقة الضيقة في مدننا يحدها تباع في الطرقات، مثلها مثل الأشياء العادية الأخرى، أو في المواقع المتخصصة للتبادل والبيع، فلا تعجب إذا، حين تصل إلى كل من يريدها وبالسعر الذي يريده، بل ونتيجة للطلب المتزايد عليها، أصبحت هناك ورشات خاصة بصناعتها من كل الأحجام والأشكال.

سيف “الساموراي” الأكثر طلبا والأغلى سعرا

زاد الطلب في الآونة الأخيرة على ما يعرف بسيف “الساموراي”، لذا يصل في بعض الأحيان سعره إلى ما يقارب 4 ملايين سنتيم مقابل الحصول عليه، وهذا ما وقفنا عليه في بعض مواقع بيع الأثاث وغيرها، حيث تعرض مثل هذه الأسلحة الفتاكة التي أصبحت تهدد حياة الأفراد حتى في منازلهم، سيف يمتاز بخفته وحدته له القدرة على قطع أطرف الإنسان بضربة واحدة كما نشاهده في الأفلام أو حتى قطعه إلى نصفين، لهذا خصصت له من طرف الجماعات الإجرامية ورشات خاصة لصنعه بنفس القيمة الأصلية له هنا في الجزائر.

ساهمت هذه السيوف التي أصبحت منتشرة بشكل كبير بين الأفراد، في إراقة الدماء وألحقت العجز للكثير من الأفراد، وفي غياب عقاب موجع لكل من يحملها أو يتاجر بها أو يشتريها، فقد زاد الطلب عليها وأصبحت تقتنى مثلها مثل أغراض البيوت.

مقالات ذات صلة