سيّدة تموت حزنا على مولودها ضحية الإهمال الطبي
توفيت امرأة تدعى (ص – أ) قبل أيام بالمؤسسة العمومية الاستشفائية الشهيد شريفي محمد، ببلدية القرارة في ولاية غرداية، بعد أن وضعت حملها وسط ظروف حرجة، وهذا ما يعكس استمرار تردّي الخدمات الطبية، رغم تغيير المدير المتهم بسوء التسيير الإداري.
كشفت مصادر جد موثوقة لـ”الشروق” أن الضحية تدهورت حالتها النفسية، فور إبلاغها بخبر وفاة صغيرها، والذي كان في حالة جيدة حسب الفحص الذي أخضعت له عند دخولها المستشفى الثلاثاء الماضي، خاصة أنه يعتبر مولودها الأول بعد ست سنوات من زواجها، كما بقيت الضحية حزينة، ولم يرتفع ضغط دمها فوق 6 درجات منذ وضعها، إضافة إلى إصابتها بالتهاب الكبد. ب حسب ملفها الطبي، ويحدث هذا في غياب طبيبي الإنعاش، وأمراض النساء والتوليد، الموجودين في عطلة، دون إيجاد من يخلفهما، لإنقاذ حالات كثيرة تموت في صمت رهيب.
وقد أكدت مصادر طبية من داخل المستشفى أنّ الرضيع ولد في حالة جيدة، إلاّ أنّ افتقاد مصلحة التوليد لطاولة التسخين، التي يوضع فيها الرضع فور ولادتهم، للحفاظ على درجة حرارة أجسادهم الهشة، مضيفة أنّ المولودين الجدد يوضعون فوق رخامة باردة، ما يجعلهم يتأثرون بها، وقد احتجت القابلات لدى مكتب المدير مطالبات بتوفيرها، إلا أن المدير – حسب ذات المصادر – تحجج بميزانية المؤسسة التي لا تكفي لذلك، في ظل عدم تصليح الطاولة الفاسدة المرمية في المخزن.
وأوضحت من جهتها عائلة الضحية في تصريح خصت به “الشروق” أنّ المولود ابتلع السائل الموجود في رحم والدته، وعند الإسراع لإنقاذ حياته باستخدام الآلة الخاصة باستخراج هذا الماء، توقفت إثر عطب أصابها، كما وجدت الآلة الاحتياطية الثانية أيضا في حالة عطل، ما أدى إلى موت الرضيع، في حالة يرثى لها.
وتطالب عائلة الضحية الجهات الوصية بفتح تحقيق عاجل لكشف العابثين بحياة النساء الحوامل، اللواتي تزهق أرواحهن جراء الإهمال الطبي بذات المؤسسة، التي لم يتغير حالها بعد تسييرها من طرف المدير الجديد الذي عين قبل نحو سنة.