جواهر
موضة "البارسينغ" تستهوي الجامعيات

شابات يخاطرن بحياتهن ويدفعن مليون سنتيم لوضع”برسينغّ”

آمال عيساوي
  • 7356
  • 17
ح.م

ظهرت موضة جديدة واستهوت الشابات الجزائريات من مختلف الأعمار، خاصة الطالبات الجامعيات، وهي ثقوب الشفاه أو اللسان أو الأنف أو جفون العين أو إحدى الخدين وهي ما يطلق عليه بـ”ألبارسينج”، وهذه الظاهرة الدخيلة والتي لم تكن موجودة إلا عند القليلات، صارت اليوم بمثابة أمر شبه حتمي بالنسبة للكثيرات اللائي سارعن إلى صالونات الحلاقة من أجلها..

وانتشرت هذه الظاهرة خلال الأيام الأخيرة بقوة، حيث صرنا نلحظ الكثير من الفتيات يضعن في أنوفهن أو تحت حواجبهن أو في إحدى شفتيهن، حلق يُطلق عليه “بارسينج”، خاصة وسط الجامعات، وعند استفسارنا لدى بعضهن، أجمعن على أنها موضة العصر وهي غربية الأصل ووصفوها بالحسنة، باعتبارها تُضفي جمالا على منطقة الثقب، حيث صرحن من خلال حديثهن معنا، أنّ هذه الثقوب لا تُجرى مثل ثقب الأذن العادي عند بائع المجوهرات، بل غالبية الفتيات يثقبن أنوفهن أو تحت حواجبهن أو شفاههن في صالونات حلاقة متخصصة، وتتم العملية بواسطة مخدر للجلد حتى لا يكون أي شعور أو إحساس بالألم، وعند انتقالنا إلى بعض صالونات الحلاقة بالقبة وسعيد حمدين، صرّحت مايا صاحبة صالون حلاقة بالقبة، أنها باشرت في إجراء ثقوب “البارسينج” منذ أشهر قليلة، بعدما لاقت إقبالا كبيرا من قبل طالبات وشابات يبحثن عنها بقوة، حيث أجرت تكوينا في حيدرة حول العملية، ومن ثمة باشرت في العمل بها، وأضافت أنها عملية بسيطة حيث تضع مخدر على المكان المرغوب في ثقبه، ثم تقوم بثقبه بواسطة آلة، وتختار الفتاة شكل من الأشكال الموجودة عندها لتضعها في مكان الثقب.

من جهتها الحلاقة ريهام التي تمتلك صالون حلاقة بالقبة، ذكرت أنّ ثقوب “البارسينج” تُجرى بطريقة عادية جدا، حيث تختار الفتاة الشكل الذي يُعجبها، وبعدها يتم الثقب مباشرة دون الإحساس بأي ألم، وأضافت، أن غالب الفتيات يطلبون “بارسينج” الصرةّ وجفن العين الأنف وذلك الذي يكون تحت الشفة السفلى، أمّا المناطق الأخرى كالخدود وغيرها فلا تطلبها إلا فئة قليلة، وأضافت ريهام، أن بعض صالونات الحلاقة لم تجر أي تكوين بشأن العملية، وراحت تمتهن إجراء هذه الثقوب داخل صالوناتها، وهذا الأمر في منتهى الخطورة، حيث أكدت أن العملية تتطلب دراسة دقيقة، خاصة إذا كانت الثقوب تتم في مناطق حساسة كجفن العين والخد وغيرها من المناطق، وعن أسعار ثقب “البارسينج”، صرحت المتحدثة، أنها تتراوح بين 2500 دينار إلى 10 آلاف دينار، حسب الحلق المختار والمنطقة التي يجرى فيها “البارسينج”..

الدكتور عيساوي:
ثقوب “البارسينج” تتسبب في أمراض جلدية خطيرة مع مرور الزمن

وللاستفسار عن الأضرار الجانبية لثقوب “البارسينج”، اتصلنا بالدكتور محمد عيساوي المتخصص في أمراض الجلد والحساسية بقسنطينة، الذي صرّح في حديثه مع “الشروق”، أنّ “البارسينج” قد يتسبب في ظهور عديد الأمراض الجلدية الخطيرة مع مرور الزمن، مؤكدا أنه عالج الكثير من الحالات المماثلة، لفتيات قاموا بثقب “البارسينج” فوق وتحت شفاههن أو في جفن العين، أو في خدودهن، وبعد مرور فترة زمنية ظهرت بقع بنية وبعضهن ظهر عليها احمرار كبير في المنطقة، كما هناك من أصبحت تحس بالألم الشديد مع مرور الزمن، وجئن بعدها يبحثن عن أي وسيلة لعلاج تلك التشوّهات، والتخلص من الثقوب..

وأضاف الدكتور عيساوي، أنه من بين الأمراض التي تتسبب فيها ثقوب “البارسينج” ندبات الجدرة الدائمة، وهي عبارة عن تليف جلدي يحدث بفعل ازدياد في حجم أنسجة الجلد في المنطقة المصابة، وتسبب الألم والحكة وتكتل في أنسجة الجلد حول المنطقة المصابة، كما أنه قد يبدو الجلد منتفخا ولونه مختلف عن لون البشرة الطبيعي ويستمر الأمر على حاله، كما أكد الدكتور عيساوي لفترة طويلة جدا ويستلزم علاجه التدخل الطبي السريع..

وأضاف محدثنا، أنه من بين الأمراض التي قد تتسبب فيها ثقوب الوجه وتركيب “البارسينج” هي تسمم الدم، فعندما تصاب المنطقة بعدوى حساسية أو ما شابه ذلك، فإنها قد تصل إلى مجرى الدم وتؤدي إلى تسممه خاصة عندما تكون الثقوب قريبة من الأذن أو داخل الأذن وليس في المنطقة المعتاد ثقبها، فمن الممكن أن تتسبب في انتقال العدوى إلى المخ أيضا كما صرّح الدكتور، ناهيك عن عديد الأمراض الخطيرة الأخرى التي قد يتسبب فيها ثقب “البارسينج”، كفقدان الرؤية إذا كان في جفن العين وأمراض خطيرة في اللثة واللسان بالنسبة لـ”بارسينج” اللسان وغيرها من الأمراض الخطيرة.

مقالات ذات صلة