الجزائر
عائلة من العلمة تطالب بجثة ابنها المحجوزة بإسبانيا

شاب يترك تجارته وبيته وسيارته ويقرر الحرقة إلى أوروبا

سمير مخربش
  • 11304
  • 10
ح.م

ترفع عائلة غبريد من العلمة بولاية سطيف صرخة إلى السلطات لاستعادة جثة ابنها الحراق الذي حاول التسلل من المغرب إلى إسبانيا فقطع المسافة كلها سباحة لكن التيار جرفه ولقي حتفه قبل الوصول إلى الضفة الأخرى، وجثته الآن محجوزة عند السلطات الإسبانية.

محمد غبريد، البالغ من العمر 27 سنة، تاجر من عائلة ميسورة الحال تقطن بالعلمة، ورغم نشاطه التجاري وامتلاكه لمسكن وسيارة إلا أنه قرر “الحرقة” إلى أوروبا. فدون أن يعلم أحد اختار التوجه إلى المغرب للتحول بعدها إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق، لكن محمد لم يكن كغيره من الحراقة وفضل قطع المضيق رفقة صديقه دون الاستعانة بزورق فاشترى الاثنان لباس السباحة وغاصا في البحر في مغامرة مجهولة العواقب. وتمكن الاثنان من قطع المسافة بين المغرب وأوروبا لكن عند اقترابهما من الحدود البحرية الإسبانية جرفهما التيار ولقيا حتفهما في ظروف مأساوية. وحسب شقيق الفقيد، فإن جثة محمد مكثت في البحر خمسة أيام كاملة ليعثر عليها حراس الحدود الإسبانية. لكن بعد اتصالات بعض الأصدقاء الذين كان من المفروض أن يستقبلوا محمد وصديقه في إسبانيا تعرفت العائلة على جثة محمد وكان ذلك بعد مراسلات بين شقيق محمد والسلطات الإسبانية، حيث تم التعرف على جثة محمد عن طريق الصور المرسلة التي يظهر فيها وشم مرسوم على ذراعه اليسرى.

ورغم التأكد من هوية محمد إلا أن السلطات الإسبانية رفضت تسليم الجثة للعائلة ويجري الحديث حاليا عن دفنها في مقبرة إسبانية دون تحديد الهوية.

وهناك حديث آخر عن إمكانية عرضها للحرق وفق ما اعتادت عليه السلطات الإسبانية. الأمر الذي استنفر عائلة محمد التي كثفت من اتصالاتها مع الطرف الإسباني لكن هذا الأخير اشترط مبلغ 6700 أورو مقابل تحويل الجثمان، وهو المطلب الذي حير أفراد العائلة الذين لم يتمكنوا من التنقل إلى إسبانيا ولا الاطلاع أو استرجاع الجثة خاصة مع التعقيدات الإدارية التي تفرضها المصالح الأمنية الإسبانية التي فتحت تحقيقا في القضية وقامت بعملية تشريح لجثة محمد.

القضية مر عليها قرابة شهر وجثة محمد مازالت عالقة عند الجهات الإسبانية، وقد فتحت العائلة بيت العزاء في غياب الجنازة ومع مرور الأيام والساعات والدقائق قلب والدته يتمزق أكثر من مرة، وهي الآن مريضة وتصرخ آتوني بابني لأقرأ الفاتحة على قبره، وتؤكد في تصريح لـ”الشروق”، أنه لن يهدأ لها بال ولن تصدق أن محمد قد مات حتى ترى جثته أو ما تبقى منها.

من جهته، البرلماني سمير شعابنة ممثل الجالية الجزائرية في الخارج تنقل إلى مدينة العلمة وتولى قضية محمد وأكد في تصريح لـ”الشروق اليومي”، أنه سيتصل بوزارة الخارجية والسفارة الجزائرية بمدريد وكافة السلطات المعنية من أجل استرجاع جثة محمد رغم أن العملية ليست سهلة لأنها تتطلب إجراءات معقدة وتحقيقات من طرف الأمن الإسباني، ويقول شعابنة مهما كانت الظروف التي دفعت بمحمد إلى الحرقة يبقى جزائريا وعلينا أن نحمي حقوقه وسنعمل على نقل الجثمان مجانا وفق القانون الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا على اعتبار أن محمد هاجر بطريقة غير شرعية، وهو لا يملك وثائق ولا يمكن أن يقوم بإجراءات التأمين خارج الوطن، والخطوة الأولى تكون بإثبات هوية محمد وأنه ابن عائلة غبريد من العلمة ثم بعدها يتم استخراج الوثائق اللازمة لتحويل الجثة إلى الجزائر.

وفي انتظار استكمال كل هذه الإجراءات تبقى أم محمد تتعذب بين اللحظة والأخرى تترقب عودة جثة ابنها الذي يعد حالة نادرة بالعلمة خاصة أن الشاب ترك منزله وتجارته وسيارته وقرر قطع البحر دون زورق في مغامرة ساقته إلى تابوت لم يدخل الجزائر بعد.

مقالات ذات صلة