شاب يخترع مركبة من بقايا الخردوات تنافس سيارات الرالي

ضامن منصور شاب ينحدر من منطقة أولاد بوزيان ببلدية سيدي علي شرق ولاية مستغانم، اغتنم فترة الحجر الصحي، واستطاع بإمكانيات بسيطة وبجهده الخاص وخلال ثلاثة أشهر متتالية، أن يخترع سيارة ثنائية الدفع ببقايا الخردوات وقطع غيار السيارات القديمة.

بدأت الفكرة من خلال نزهة قادته مع ابنه الصغير إلى حديقة التسلية “مستالاند” بمدينة مستغانم، لتشد انتباهه سيارة صغيرة الحجم مخصصة للعب الأطفال، فوعد ابنه إن نجح في الدراسة أن يخترع له مثل هذه السيارة كمكافأة على تميزه في تحصيل نتائج دراسية جيدة، ولكن تهب الرياح بما لا تشتهيه السفن، فلم يتفوق الابن في الدراسة ولم يتحصل على مكافأته. وبرغم ذلك عادت الفكرة لتراود الشاب ضامن منصور، وبعد مرور سنة كاملة، ومع انتشار فيروس كورونا وتطبيق الحجر الصحي، استغل هذا الفراغ ليجسد فكرته لكن بصناعة سيارة كبيرة الحجم ثنائية الدفع، قادرة على منافسة سيارات سباق الرالي رباعية الدفع.

الشاب منصور لم يعتمد في تصميمه لهذه السيارة على مهندسين، ولا حتى على ما تقدمه الانترنت، بل كان كل يوم وعلى مدار ثلاثة أشهر، يتأمل ويخطط ويواصل في تجاربه إلى أن وصل إلى ابتكار سيارة ثنائية الدفع بأدوات بسيطة، متمثلة في خردوات وقطع غيار لسيارات قديمة، ولم يكلفه ذلك سوى 18 مليون سنتيم .

ومن مميزات هذه السيارة عن غيرها من السيارات الأخرى، خفة الحركة ومرونة وسهولة قيادتها، ما أهلها لشق الطرق الوعرة والسير بين الأحراش في الغابة ومزاحمة السيارات رباعية الدفع على الكثبان الرملية بشاطئ “الكاف لصفر” ببلدية سيدي لخضر .

حلم ضامن منصور لم يتوقف عند هذا الحد، حيث يطمح إلى أن تحظى سيارته بترخيص يمكنه من قيادتها في الطرقات، وأن تُتاح له فرصة المشاركة في معارض وطنية ودولية.

محمد يعلاوي رئيس جمعية الدفع الرباعي لسيارات الرالي ببلدية سيدي لخضر، وهو خبير في سياقة السيارات رباعية الدفع يصف هذه المركبة بأنها فريدة من نوعها، فهي أفضل من السيارات رباعية الدفع في قيادتها والقدرة على قطع المسالك الوعرة، والمغامرة على الكثبان الرملية بشاطئ الكاف لصفر ببلدية سيدي لخضر، وطالب بالمناسبة السلطات المعنية بالالتفات إلى هذا الشاب الموهوب وتسخير له كل الإمكانات المناسبة لاختراع سيارات أخرى .