شاب يموت مرتين بمستشفى وهران!

شهد مستشفى وهران حادثة أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، حين عاد أحد الشبان إلى الحياة بعد أن دونه أطباء مصلحة الاستعجالات الطبية في خانة الموتى، وتم تغطيته وتحضيره لنقله إلى مصلحة حفظ الجثث، ليعود من جديد نبضه وتحركاته ويفتح عينيه، ما أحدث حالة طوارئ وصدمة كبيرتين لدى أهله وأصدقائه، ليفارق الحياة بعد 24 ساعة ويصنع الحدث بالولاية وعبر منصات التواصل الاجتماعي.

الأمر يتعلق بأحد الشبان المدعو “ق.زهير”، صاحب الـ32 سنة، والذي تعرض لحادث مرور جسماني، تطلب نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية، بمستشفى بن زرجب بحي بلاطو بوهران، وبعد معاينته من طرف الأطباء وعرضه على فحص الأشعة، طلب من أهله أن يخرجوه إلى قاعة الانتظار، من أجل تحديد مدى حجم إصابته، طالما أنه لم يتعرض لأية جروح أو كدمات، وما هي سوى لحظات حتى خارت قواه وسقط مغشيا عليه، هناك تعالت الصيحات والصراخ من ذويه وأصحابه من أجل نجدته، وقد تم بالفعل تحويله إلى غرفة الفحص وإخضاعه لعمليات الإنعاش اليدوي، ثم الآلي، والتنفس الاصطناعي، ومع ذلك لم يبدِ أية استجابة، ليدخل الجميع في حالة حزن كبيرة، ويتم تغطية الضحية، معلنين أنه توفي، مع الإبقاء عليه داخل غرفة الفحص لأكثر من ساعتين.

وقد شاع خبر وفاة الشاب زهير بسرعة البرق، بين أصدقائه ومحبيه وتم نصب خيمة عزاء بحي دار الحياة بالمدينة الجديدة، وأعلنت التعازي عبر الفضاء الأزرق، في حين ظل أقاربه وأصدقاؤه يرتادون الغرفة من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على الراحل، وما هي إلا دقائق حتى خرج أحد الشباب مذهولا وهو يصرخ بأعلى صوته “زهير حي.. زهير يحرك يديه.. زهير فتح عينيه”، وهنا بالذات اختلط الحابل بالنابل وأعلنت حالة طوارئ في المصلحة، التي تحولت إلى مزار الفضوليين من باقي المصالح، الكل أراد أن يتحقق من صحة الأخبار التي دارت حول عودة ميت للحياة، حتى الأطباء وبعض الممرضين لم يتحكموا في دموعهم وهم يجرون نحو الغرفة التي كان يرقد فيها الشاب زهير، الذي كان محبا للخير، بدليل انخراطه في إحدى جمعيات مساجد وهران، وطيبة قلبه جعلته محل شفقة ووجل من طرف محبيه، المهم في لحظة تغيرت الأحوال وأعلنت الأفراح وتم نزع الخيمة، وصارت منصات التواصل الاجتماعي قناة لسرد القصة الغريبة، التي عاشها مستشفى وهران، لكن للأسف بعد مرور 24 ساعة على الخبر السعيد، أعلنت في صباح اليوم الموالي إدارة المستشفى عن وفاة الضحية بشكل رسمي، لتعاد الخيمة للحي وتغطى الصفحات الفايسبوكية بوشاح أسود، ومن هذا المنبر نترحم على الفقيد وندعو له المولى عز وجل أن يسكنه فسيح الجنات ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.