-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يغيتا وكامبوس وشيلافار وآخرون.. حراس برتبة هدافين

شاوشي ارتكب أخطاء هيغيتا.. زماموش وكاوة وفراجي يبدعون بأهداف حاسمة

صالح سعودي
  • 3612
  • 0
شاوشي ارتكب أخطاء هيغيتا.. زماموش وكاوة وفراجي يبدعون بأهداف حاسمة

إذا كانت مهمة تسجيل الأهداف في الملاعب الكروية مقتصرة على اللاعبين، وفي مقدمة ذلك المهاجمين، مع الاعتماد على لاعبي الوسط والمدافعين خلال تنفيذ الكرات الثابتة على الخصوص، إلا أن ذلك لم يمنع من بروز حراس مرمى من الاتصاف بهذه الميزة على صعيد بعض الأندية والمنتخبات، وهي النماذج التي عرفتها العديد من البطولات والمنافسات العالمية، خاصة في أمريكا اللاتينية، والبعض من هؤلاء شاركوا في نهائيات كأس العالم، على غرار الكولومبي هيغيتا وشيلافيرت والمكسيكي كامبوس وغيرهم.
بصرف النظر عن الانضباط التكتيكي الذي يحرص عليه المدربون والمشرفون على أكبر الأندية والمنتخبات في العالم، إلا أن ذلك لم يمنع من بروز حراس مرمى يجمعون بين تأمين عرينهم ومساعدة زملائهم في الهجوم، والأكثر من هذا فهم يوقعون أهدافا حاسمة، بل إن بعض حراس المرمى برتبة هدافين، حيث تألق حارس كولومبيا هيغيتا بشكل لافت للانتباه نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، وخطف الحارس المكسيكي كامبوس الأضواء في مونديال 94، كما صنع الحارس البراغواني شيلافيرت التميز بطريقة تنفيذه مخالفات وكرات ثابتة على طريقة اللاعبين الكبار، في الوقت الذي برز في الجزائر بعض حراس المرمى الذين حاولوا الاستثمار في الكرات الثابتة، على غرار زماموش وفراجي، أو سجلوا أهدافا بثوب لاعبين، في صورة الحارس السابق لمولودية الجزائر كاوة ولاعب شباب ومولودية باتنة سابقا بورابحة، في الوقت الذي ارتكب فيه شاوشي أخطاء فادحة كلفت غاليا، على طريقة ما حدث للحارس الكولومبي الهداف هيغيتا.

كاوة أبدع في نهائي 73.. الحظ خان شريط وبورابحة من الحراسة إلى الهجوم

تحتفظ الكرة الجزائرية بعدة بأسماء حراس صنعوا الاستثناء، بعدما راودتهم فكرة لعب ورقة الهجوم لمساعدة زملائهم على التسجيل، ولعب العنصر البارز في هذا الجانب هو الحارس السابق لمولودية الجزائر الذي أقحم بديلا في نهائي 1973 من منافسة كأس الجمهورية، تحت أنظار الرئيس الراحل هواري بومدين، حيث لعب كمهاجم وتمكن من توقيع الهدف الثاني لفريقه، بعد هجوم معاكس ختمه بتروني بتمريرة على طبق، في مباراة انتهت لمصلحة مولودية الجزائر بـ 4 أهداف مقابل هدفين، كما خطف السعيد بورابحة الأضواء بدوره، خلال مسيرته الكروية بعاصمة الأوراس، خلال فترة السبعينيات ومطلع الثمانينيات، فبورابحة الذي أشرف على عدة أندية من الشرق الجزائري على مدار السنوات الأخيرة، قد بدأ مشواره الكروي كحارس مرمى بألوان مولودية باتنة، لكن بعد عدة سنوات، فضل التحول إلى شغل منصب الهجوم مع الجار شباب باتنة، وهو الأمر الذي مكنه من المساهمة في نسج هجمات كروية وصنع أهداف مهمة وحاسمة، وقد أرجع بورابحة المدعو “عظمة” تخليه عن حراسة المرمى إلى رغبته في تجريب حظه كلاعب ينشط في المستطيل الأخضر بعد مشوار كروي استهله كحارس مرمى. كما تحتفظ الكرة الجزائرية بخرجة ملفتة وغريبة في نفس الوقت، قام بها حارس شباب باتنة فؤاد شريط عام 2003، في مباراة فريقه أمام وفاق سطيف، حين أصر على تنفيذ مخالفة أملا في ترجيح الكفة، بسبب شعوره بأنه المتسبب في هدف التعادل الذي وقعه أبناء عين الفوارة، حدث ذلك رغم تهديدات المدرب العراقي عامر جميل بإخراجه وإقحام زميله بارة، لكن شريط نقذ المخالفة لكن الكرة اصطدمت بالقائم.

زماموش باغت عبدوني.. شاوشي أخفق أمام واضح وفراجي سجل في منافسة قارية

وفي سياق قصة حراس مرمى الأندية الجزائية مع لعب ورقة الهجوم والرغبة في التسجيل، فإن الكثير يتذكر اللقاء المحلي بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة عام 2010، حين أصر الحارس زماموش على تنفيذ ركلة جزاء ضد عبدوني، حيث وفق ابن ميلة في التسجيل وسط سخط من هذا الأخير، وفي عام 2010 سجل حارس وفاق سطيف هدفا إثر تنفيذه ركلة جزاء أمام نادي دوالا، وهذا في إطار المنافسة الإفريقية، وهو الهدف الذي صنع الحدث وسط الجماهير السطايفية على الخصوص، في الوقت الذي قام الموسم المنصرم الحارس شاوشي بتنفيذ ركلة جزاء في لقاء فريقه مولودية الجزائر أمام اتحاد البليدة، ورغم أنه أخفق في التسجيل بعد أن تصدى لها الحارس واضح، إلا أن هذا الأخير لام شاوشي كثيرا، وفتح عليه النار في تصريحاته، معتبرا ما قام به شاوشي قلة احترام، من باب عدم الجدوى من تسديد حارس على حارس، معيدا إلى الأذهان خرجة زماموش ضد عبدوني، وهو اللقاء الذي انتهى لمصلحة مولودية الجزائر بـ 4 أهداف مقابل هدفين، علما أن شاوشي فضل في بعض المناسبات السعي نحو الهجوم أو تولي منصب مدافع متقدم، لكن ذلك كلفه غاليا، على غرار ما حدث الموسم المنصرم مع فريقه مولودية الجزائر في المنافسة القارية، حين تسبب في تلقي هدف التعادل بطريقة وصفها الكثير بالساذجة.
نوير من الجمع بين الحراسة ومنح الأمان إلى المساهمة في خيبة الألمان
شهد مونديال 2014 بالبرازيل بروز الحارس الألماني نوير الذي أبان عن حنكة في الحفاظ على نظافة شباكه والتكيف مع متطلبات اللعب كمدافع حر، وكشف عن صحة إمكاناته بشكل واضح في المواجهة التي نشطها زملاء مولر أمام المنتخب الوطني، حين خرج 8 مرات على الأقل من منطقته، وتصدى لهجمات سليماني وزملائه، وكرر السيناريو نفسه في اللقاء النهائي أمام الأرجنتين، إلا أن الحارس الألماني عجز عن السير بنفس الخطى في مونديال 2018 الذي أسدل الستار عليه مؤخرا في روسيا، وتسبب في أخطاء فادحة في بعض المباريات، ما جعله يساهم في خروج الألمان من بوابة الدور الأول، ما جعل البعض يصنف مانويل نوير ضمن قائمة أسوإ الحراس في مونديال روسيا، وإذا كان المتتبعون يجمعون على مواهب ومهارات العملاق الألماني في حراسة مرمى منتخب ألمانيا وبايرن ميونيخ، وهو الذي كان أفضل حارس في مونديال البرازيل 2014، لكنّه خيب الظن في روسيا، ليتسبّب رفقة زملائه في خروج “المانشافت” من الدور الأول للمرة الأولى منذ 80 عاماً، إقصاء تحول إلى أسوإ كابوس في تاريخ الكرة الألمانية. ويدافع نوير (32 عاماً) عن عرين المنتخب الألماني منذ عام 2009، علماً أن الإصابة أبعدته مدة طويلة عن الملاعب، قبل أن يلتحق بزملائه قبل أيام قليلة عن انطلاق مونديال روسيا.

الانضباط التكتيكي حرم المونديال من حراس متعددي المناصب

منع الانضباط التكتيكي الذي اتصفت به مختلف الأطقم الفنية للمنتخبات من بروز حراس مرمى على شاكلة نوير أو الذين لديهم نزعة نحو الهجوم، وكأن الجميع أخذ العبرة من هيغيتا في مونديال 90 ونوير في مونديال هذا العام في روسيا، وعلى ضوء هذا الانضباط فقد برز حراس مرمى وظيفتهم حماية شباكهم فقط دون القيام بأدوار أخرى، على غرار تيبو كورتوا (26 عاما) الذي يعد أصغر حارس مرمى يدافع عن شباك منتخب بلجيكا منذ عام 2011، وهو واحد من أطول الحرّاس الذين شاركوا في مونديال روسيا (199 سنتم)، كما أنه ماهر في التعامل مع الكرات العالية بأسلوب هادئ، والكلام ينطبق على حارس مرمى المنتخب الكرواتي الذي نجح في معادلة رقمَي الحارسَين العملاقين الأرجنتيني سيرخيو غويكوتشيا (1990) والألماني هارالد شوماخر (1982 و1986) في التصدي لخمس ضربات ترجيحية خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم، فقد تصدى سوباسيتش خلال مباراة الدور ربع النهائي أمام روسيا المضيفة للركلة التي نفذها فيودور سمولوف، كما لم تدخل شباكه تلك التي سدّدها المدافع الروسي ماريو فرنانديز. كما خطف حارس المنتخب الفرنسي هوغو لوريس الأنظار بعد تألقه بشكل خاص في الدور ربع النهائي أمام الأورغواي، حين أبقى على شباكه نظيفة رغم الضغوط التي تعرّض لها مرماه.

هيغيتا الحارس الهداف الذي أخطأ التقدير أمام الثعلب روجي ميلا

عرفت الكرة العالمية في السنوات المنصرمة بروز عدة حراس مرمى لهم نزعة نحو الهجوم موازاة مع تأمين شباكهم، حيث تتذكر الجماهير الكروية الحارس الكولومبي هيغيتا الذي سجل في 8 مناسبات مع منتخب بلاده، أما على صعيد الأندية، فقد سجل 38 مرة لـ 13 ناديا، وهذا خلال سنوات عطائه الكروي التي امتدت حتى سن 43 عاما، في الوقت الذي تلقى درسا لا ينسى من الكهل الكاميروني روجي ميلاد في مونديال 90. وقد اعترف هيغيتا في عديد خرجاته الإعلامية بالخطإ الجسيم الذي ارتكبه في مونديال 90 بإيطاليا، حين حاول مراوغة روجي ميلا، ما جعل الكهل الكاميروني ينتزع منه الكرة ويتجه مباشرة نحو تسديدها في مرمى المنتخب الكولومبي معبدا الطريق نحو التأهل للدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الإفريقية.

كامبوس سجل 52 هدفا وتشيلافيرت هداف على طريقة باجيو

من جانب آخر، شهد مونديال 94 بأمريكا بروزا لافتا للحارس المكسيكي جورج كامبوس ذي القميص المزخرف بالألوان الزاهية (على طريقة الطائفة الكركرية)، وقد بدأ المكسيكي كامبوس مسيرته الكروية عام 1988 مع نادي بوماس، حيث سجل 14 هدفاً، وفضّل بعد ذلك تغيير منصبه، فأصبح يتنقل من المرمى ليلعب كقلب هجوم، مسجلاً 38 هدفاً في المباريات التي لعبها. وفي السياق ذاته، أجاد الحارس البارغواني شيلافيرت تسجيل الأهداف من ركلات الجزاء والكرات الثابتة، حيث أحرز 62 هدفاً خلال مشواره الكروي، ومن أرقام شيلافيرت القياسية تسجيله ثلاثية كاملة في لقاء واحد، حدث ذلك في عام 2000 مع ناديه سارسفيلد، وكانت أولى أهداف لويس شيلافيرت في مرمى الحارس الكولومبي ريني هيغيتا، كما يعرف عن الحارس النيجيري فينسينت إنيما حبه لتسجيل الأهداف، التي يكون بعضها حاسماً وفي الأوقات الحرجة، كما حدث أمام منتخب زامبيا في “كان 2010” بأنغولا، حيث أحرز فينسينت هدف التأهل للدور نصف نهائي إثر تنفيذه ركلة جزاء بنجاح.

سيني ملك الركلات الحرة وشمايكل سجل أهدافا تاريخية

ويعد بيتر شمايكل من أنجح حرّاس المرمى في تاريخ نادي مانشيستر يونايتيد، حيث سجل 6 أهداف لفريق فيدفور عام 1985، ومن أهم أهداف شمايكل مع مانشيستر يونايتيد ذلك الذي سجله في مرمى فولفو غراد الروسي، في إطار كأس الاتحاد الأوروبي عام 1995. وقد سجل شمايكل 13 هدفاً في مسيرته الكروية، بما في ذلك رأسيته المحكمة عام 1996 في بطولة كأس الاتحاد الأوربي، وهذا إثر تنفيذ ركنية، ما جعله يساهم في معادلة مانشستر يونايتد للنتيجة ضد روتور فولغوغراد. من جانب آخر، يوصف الحارس روجيريو سيني بأنه ملك تسجيل الركلات الحرة برصيد 111 هدف، حيث بقي وفيا لفريق “ساو باولو” البرازيلي لفترة طويلة من الزمن، ورفض الانتقال إلى أي ناد آخر رغم العروض المغرية التي كانت تصله، في المقابل سجل حارس المرمى البلغاري ديميتار إيفانكوف 41 هدفاً خلال مسيرته، ونال أيضاً بطولة كأس تركيا مع فريقه قيصري سبور عام 2008، حيث سجل هدفين في المباراة النهائية من ركلتي جزاء.

“موس” سجل هدفا رغم الإصابة وغلاس قلب الموازين في 3 مباريات

ويعرف عن فرانك موس الذي كان يلعب لصالح فريق “إيفرتون” الإنجليزي في عام 1935، أنه تعرض لإصابة في كتفه في لقاء أرسنال، ما جعل المدرب يصر على استبداله، إلا أن موس طلب مواصلة اللعب، وسجل هدف التقدم لإيفرتون بعد هجمة مرتدة، قبل أن تزداد حاله سوءا ويغادر المباراة.كما تألق الحارس الألماني هانز يورج، وذلك موازاة مع التحاقه بنادي هامبورغ عام 1997، حيث سجل في موسم 98-99 سبعة أهداف، بينما وصل مجموع أهدافه مع ناديه السابق وبايرن ميونخ وباير ليفركوزن 29 هدفاً. وفي السياق ذاته، يوصف حارس المرمى الإنجليزي جيمي غلاس بأنه صاحب أكثر الأهداف تأثيراً على النادي الذي يلعب لصالحه، فبعد أن كان غلاس يتولى مرمى سويندون تاون، فقد أعير إلى فريق كارليزل يونايتد الذي كان يحتل حينها المركز قبل الأخير، وهذا قبل 3 مباريات عن انتهاء الموسم، حيث أبقى غلاس على شباك مرماه نظيفةً في أول مباراتين مقابل فوز فريقه، وفي المباراة الحاسمة، حصل فريق “كارليزل يونايتد” على ركلة جزاء في الثواني الأخيرة تولى غلاس تنفيذها بنجاح، مسجلاً هدف الفوز الذي أنقذ الفريق من شبح السقوط.

الحضري باغت تشيفز وحراس عرب أرادوا السير على نفس الخطى

وعلى صعيد الملاعب العربية، فقد برز بعض الحراس الذين أرادوا السير على نفس الخطى، من ذلك الحارس المصري عصام الحضري الذي سجل هدفاً في مرمى كايزرتشيفز حين كان حارساً لمرمى الأهلي، كما عمد بعض حراس العرب إلى خطف الأضواء في هذا الجانب وجوانب أخرى تتعدى مهمتهم المنصبة أساسا على حراسة المرمى، بغية مواكبة هذه الظاهرة التي ميزت الملاعب الأوربية واللاتينية، بشكل جعل بعض حراس المرمى يخطفون الأضواء من المهاجمين في أحيان كثيرة، لاسيما بعد أن لعب البعض منهم دور “الجوكر” الذي يدافع عن عرين فريقه ويمنع الأهداف ثم يشارك أيضاً في تحقيق الفوز وتسجيل أهداف حاسمة، ولو أن ذلك لم ينتشر بشكل واسع في الملاعب العربية رغم إنجابها حراسا كبارا، في صورة المغربي بادو الزاكي والتونسي شكري الواعر والمصري شوبير والسعودي الدعية والقائمة طويلة، لكن هذا لا يمنع من وجود حراس مرمى حاولوا تقمص دور المهاجمين، خاصة في الكرات الثابتة أو في سلسلة ركلات الترجيح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!