رياضة
الحراس في الجزائر يتحوّلون إلى مشكلة

شاوشي وشعال يحرمان المولودية من الريادة

الشروق
  • 3471
  • 6
جعفر سعادة
فوزي شاوشي

في الوقت الذي تابع الجزائريون مع كل بلاد العالم، الدور الكبير الذي لعبه حراس المرمى في مونديال روسيا الأخير، إلى درجة أن الرباعي الذي بلغ الدور نصف النهائي، كان الفضل الأول في إنجازه لحراسه، واعترف الفرنسيون بأن حارس توتنهام لوريس هو من بلغ بهم الدور النهائي بعد مباراة بطولية قدمها أمام بلجيكا، كما حافظ رغم هفوته أمام كرواتيا في الدور النهائي على حظوظ منتخب بلاده، ولم يشاهد العالم إلا القليل من الأخطاء في مونديال أعاد للأذهان المقولة السابقة التي نساها عشاق كرة القدم وهي أن الحارس يمثل نصف الفريق، وصار لكل فريق وكل منتخب حارسا على الأقل من ذوي المستوى العالي جدا، واسترجع الحراس هيبتهم وصارت أسعارهم مرتفعة واشتعلت سوق التحويلات الصيفية بطريقة لم يسبق لها مثيل في الأيام الأخيرة، لأن ليفربول مثلا ترى بأن الذي حطّم حلمها في نهاية الموسم الكروي الماضي في الحصول على لقب رابطة أبطال أوربا هو حارسها الذي ارتكب هفوتين قاتلتين، وقد يكون مصير الكرة الذهبية هذا الموسم لأحد حراس المرمى وإن لم يتحقق ذلك فإن زمن تحققه صار قريبا جدا.
في الوقت الذي عرف العالم أن الحارس هو عماد الفريق، مازالت الفرق الجزائرية وحتى المنتخب الوطني يبحثون عن حراس مقتدرين أو على الأقل يعرفون أبجديات حراسة المرمى، كما حدث لمولودية العاصمة في رحلتها مع رابطة أبطال إفريقيا حيث قتل فوزي شاوشي في مباراتها الأولى أمام الجديدي المغربي بهفوته الغريبة رفقاءه، عندما خرج من عرينه إلى ما بعد منطقة 18 مترا من دون أي داع، في وجود الكرة لدى زميله المدافع وقدّم هدية للضيوف، كانت عبارة عن هدف، بينما كان زملاؤه يسيطرون بالطول والعرض على مجريات المباراة، ولم يتمكنوا سوى من تعديل النتيجة فحصلوا على نقطة وكانوا يستحقون ثلاث نقاط، ولكن الحارس شاوشي حرمهم من نقطتين بطريقة غريبة.
ومرت مباريات دور المجموعات إلى أن بلغت المباراة الرابعة نهار السبت، حيث استقبلت المولودية نادي مازمبي الكونغولي وكان الفوز بالمباراة في ملعب تشاكر بالبليدة، يعني بلوغ المولودية النقطة السابعة ووضع قدم في الدور ربع النهائي، وسارت الأمور كما شاء المدرب كازوني واللاعبون، إلى أن ارتكب الحارس شعال فريد خطأ غريبا ولا يغتفر عندما خرج بعيدا عن منطقة 18 متر، وأربك زميله المدافع ومن دون أن يلمس الكرة، تركها تمر في لقطة شبه بهلوانية وقدم هدية لمازمبي لا أحد فهم سرّها وفحواها، وجرت المولودية خلف نقطة التعادل وبشق الأنفس حصلت عليها وصار رصيدها خمس نقاط فقط ومصيرها غامضا في هذه المنافسة التي حصلت على لقبها سنة 1976 بفضل حارسين أسطوريين، الأول هو كاوة الذي فاز لوحده على الأهلي المصري وقهر نجومه في القاهرة، وآيت موهوب الذي كان بطلا في ضربات الترجيح أمام حافيا كوناكري في الدور النهائي. شعال حارس المولودية البالغ من العمر 24 سنة سبق له في دورة الألعاب الأولمبية وأن ارتكب خطأين غريبين في مباراة الافتتاح، خسرت عبرهما التشكيلة الوطنية، وبرهن بأنه حارس متواضع مثل غالبية حراس الدوري الجزائري الذين تلقوا تكوينا ضعيفا، في غياب مدربي حراس أجانب وعدم انتداب الفرق الجزائرية للحراس الأفارقة أو أجانب، رغم أن الجزائريين في سبعينات القرن الماضي كانوا يستقدمون الحراس من الخارج وعلى رأسهم كارلوس غوميز البرتغالي الذي حرس مرمى شباب جيجل ـ وماركوفينش اليوغسلافي الذي حرس مرمى وداد تلمسان، والمرحوم كمال بن كارية التونسي الذي حرس مرمى مولودية قسنطينة.

مقالات ذات صلة