شاوشي وعصام الحضري
كان الجميع ينتظر عودة فوزي شاوشي إلى حراسة مرمى المنتخب الوطني، بعد تألقه هذا الموسم مع فريقه مولودية الجزائر، حيث كان بشهادة الجميع أحد أحسن حراس البطولة المحترفة الأولى، غير أن تصرفاته الطائشة كل مرة تدخله الإنعاش الكروي، وتجعله يعود كل مرة إلى نقطة الصفر، لأنه لم يجد خلفه وأمامه من يحتضنه ليبقى في المستوى العالي لسنوات أخرى.
كل المختصين الكرويين في الجزائر يؤكدون أن كرة القدم الجزائرية في حاجة إلى حارس مثل شاوشي، في ظل تراجع مستوى كل حراس بطولتنا، الذين لا يحافظون على مستواهم بسبب المشاكل التي تتخبط فيها أنديتنا وكرتنا، فإذا وجدت حارسا في فريق ما أظهر إمكانات كبيرة، فتيقن أن مستواه يتراجع ويتقهقر مع مرور الجولات ويصبح محل انتقادات قد تجعله يفقد حتى مكانه في فريقه، مثلما حدث للحارسين الدوليين دوخة وعسلة، وقبلهما صالحي وسيدريك والقائمة طويلة جدا.
أتذكر جيدا أنه لما انتقل شاوشي إلى شبيبة القبائل، تنبأ له الجميع بأنه سيكون الحارس الأول للمنتخب الوطني لسنوات، خاصة أنه “سرق مهنة الشباك” من والده الذي كان حارسا كبيرا، فتمكن في وقت قصير أن يضمن مكانة في التشكيلة الأساسية لشبيبة القبائل وبعدها في الفريق الوطني، ويتذكر الجميع عندما نال زميله قواوي البطاقة الصفراء في لقاء القاهرة التي حرمته من المشاركة في اللقاء الفاصل المؤهل لمونديال جنوب إفريقيا، وقتها لفت شاوشي أنظار العالم ووقف الند للند أمام ترسانة المنتخب المصري وأهل رفقة كتيبة سعدان الجزائر للمحفل الدولي.. فظن الجميع يومها أن الجزائر لن تحتاج إلى حارس مرمى لسنوات عديدة، لكنه لم يستطع أن يبقى أساسيا في منصبه بسبب ما يقوم به من تصرفات غير رياضية، بداية من أحداث كأس إفريقيا بأنغولا وقضيته مع الحكم كوفي كوجيا وقضايا أخرى، على غرار رفضه تسلم الميدالية في نهائي كأس الجزائر أمام أعين أعلى المسؤولين في البلد، وقضايا أخرى تبقى راسخة في أذهان كل الرياضيين آخرها الاعتداء غير الرياضي على حارس وفاق سطيف الذي كلفه عقوبة عشر مباريات.
لا أدري إن كان شاوشي يعرف أن الحارس الدولي المصري عصام الحضري، الذي واجهه في المباراة الفاصلة سنة 2009 بأم درمان تبلغ سنه حاليا 43 سنة، ولا يزال يحرس شباك المنتخب المصري ولعب منذ أسبوع كأساسي في لقاء الفراعنة وتنزانيا، وهل يعرف ابن مدينة برج منايل أن الجزائر في تاريخها امتلكت حراسا كبارا كعبروق ووشان وسرباح وقواوي، والقائمة طويلة جدا، الفرق بينهم وبينه أن هؤلاء تميزوا بروح رياضية طوال مسارهم الكروي، وشاوشي يصنع الاستثناء الذي طال ولم يجد أي أحد من محبيه ومقربيه لإرجاعه إلى السكة التي حاد عنها.
رسالتي إلى شاوشي، أن يقتدي بسيرة الحراس الكبار الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية والعالمية ليتمكن من اللعب لسنوات أخرى، وليأخذ سرباح والعربي ودريد والحضري وبوفون مثالا له، لأن الكرة الجزائرية في حاجة إليه وإلى تجربته التي قد يستفيد منها الجيل الحالي من حراس المرمى، الذين يعتبرونه مثالا يقتدى به في حراسة الشباك وليس في المشاكل التي يحدثها كل مرة.. بكل روح رياضية.