شاب بلع طعم تكاليف الزواج فطالبته الضرائب بـ 10 ملايير
شباب المسيلة يؤجرون سجلاتهم التجارية بمبالغ زهيدة هروبا من البطالة
لا يختلف اثنان في كون ولاية المسيلة تأتي في المرتبة الأولى في قضايا التزوير والتهرب الضريبي والتلاعبات بالسجلات التجارية، وهو ما ولد “مافيا” باتت تفرض منطقها، حيث تقوم باستغلال الشباب البطال وتتفنن في اصطياد فرائسها من خلال تقديم إغراءات لبعض الشباب البطال لاستغلال ضعفهم ووهنهم، فحكايات هؤلاء الشباب مع المافيا كانت حكاية أموال واللعب على المكشوف.
-
“الشروق” قامت باستطلاع للوقوف على خبايا وضحايا هذه العصابة التي غالبا ما يتم رميهم وراء القضبان أو التخلص منهم حتى لا ينكشف أمرهم، لكن الذي يطرح العديد من التساؤلات ويثير الدهشة هو أن الجهات المعنية على علم بالأمر لكنها لم تتحرك لوضع حد لمثل هذه الخروقات.
-
وجهتنا الأولى كانت إلى محور “مڤرة، برهوم، بلعايبة” المعروف بالقطب الصناعي التجاري لكثرة شركات الاستيراد والتصدير، وكان من الصعب علينا أن نجد هؤلاء الشباب الذين يمتلكون سجلات تجارية ويؤجرونها لرجال الأعمال مقابل مبالغ زهيدة، لكن أغلبية الشباب لا يعلمون ما ينتظرهم من مصيبة جراء تبعات السجل التجاري، كالضرائب والمتابعات القضائية
-
وغيرها.
-
التقينا بأحد الشباب الذي رفض ذكر اسمه، بأن أحد رجال الأعمال طلب منه أن يستخرج سجلا تجاريا خاصا بتجارة مواد البناء بالجملة، خاصة أنه كان في أحلك أيامه واقترح عليه أن يقوم باستخراج وصولات الإسمنت والإمضاء على الفواتير مقابل مبالغ مالية معتبرة تدفع في اللحظات الأولى بعد تسليم السجل التجاري رفقة الرقم الجبائي وملف إداري، حيث قام هذا الأخير “رجل الأعمال” بدفع تكاليف زواج الشاب بالإضافة إلى سيارة من نوع ” هيونداي أكسنت”، ويضيف “لم أكن يعلم بأن فرحتي قصيرة، وأن مصالح الضرائب بدأت تلاحقني لتسديد مبلغ قدره 10 ملايير سنتيم، اليوم أنا ملاحق من طرف العدالة بـ ”الإكراه البدني” وأنا حاليا أتهرب من مكان إلى مكان هروبا من هذا العالم.
-
وغير بعيد، وجدنا شابا آخر يدعى “ب. م” كان حلمه أن يدخل عالم التجارة والربح السريع، قام باستخراج سجل تجاري لتجارة السميد ومشتقاته بالجملة، وقام بعدها باستئجاره “لرجل أعمال” معروف بالمنطقة مقابل مبلغ مالي معتبر يتم استلامه كل شهر، وأصبحت تخرج باسمه كل يوم المئات من القناطير وهو لا يعلم أي شيء، وبعد تراكم ديون الضرائب التي بلغت 18 مليار سنتيم، تم جر هذا الشاب إلى المحاكم وتم إدخاله السجن، وبعد وقوف عائلته والعديد من السكان ضد رجل الأعمال الذي كان السبب في ذلك وهددوه بفضحه، تم التدخل بطرق غير شرعية وتم إطلاق سراح الشاب.
-
-
من يحمي شبابنا من الاستغلال؟
-
الكل منا يعرف المثل القائل: “المنطقة يتم بناؤها بسواعد أبنائها” لكن من يحمي هؤلاء الشباب من الاستغلال المجحف في حقهم من طرف المافيا؟ سؤال ربما يصعب الجواب عليه، بحكم تداخل الصلاحيات التشريعية والمالية بالمصالح الشخصية بين الهيئات التي لها علاقة بالأمر وكذا المصالح المختصة، سؤال نتركه على قارعة الانتظار إلى أن يستيقظ الضمير يوما، والضمير لا يحتاج إلى قانون كي يوقظه.