الشروق العربي
كانت سببا في الكثير من الحوادث المميتة:

شباب متهور يسكب الزيت في الطرقات من أجل كسب المال

صالح عزوز
  • 4276
  • 13
ح.م

 يستعمل الكثير من الأفراد الحيل من أجل كسب الرزق، حتى ولو اقتضى الأمر اتباع الطرق الملتوية والمحرمة، لأن العديد من الناس، ماتت ضمائرهم أمام المال، الذي أعمى بصائرهم وبصيرتهم، فتجاوزوا الحدود الأخلاقية والشرعية في الكسب، ولم تصبح طريقة جمع المال مهمة، بقدر كمية الجمع، غير أن الأمر عند الكثير من الناس تعدى الحدود كلها، فوصل إلى درجة قتل النفس من أجل بعض المال.. وهو ما نلاحظه اليوم، حين يقوم الكثير من الشباب بسكب الزيت في الطرقات، ما يكون سببا في الكثير من الحوادث ثم يأتون بعدها بشاحنة الأعطال لنقلهم.

 كانت في ما مضى هذه الظاهرة، في الطرقات السريعة وبين الولايات، استطاع من خلالها الكثير من عديمي الضمير، أن يلحقوا الأذى بالعديد من الأفراد والممتلكات الخاصة، ثم يأتون بعدها ببضع دقائق من وقوع الحادث لإسعافهم، لأنهم يختارون الأماكن القريبة لنجدة الأفراد، كانوا هم في الأصل، السبب الرئيسي في ما حصل معهم، وهي من الطرق الملتوية والحيل، التي أصبح العديد من الأفراد أو الشباب المتهور بأدق تعبير، يستعملونها من أجل توفير الشغل لأنفسهم إن صح القول، لكن للأسف، ليس على حساب الأخلاق أو الضمير فحسب، بل على حساب الأرواح.

يتساءل العديد منا، هل وصلت الحال عند الأفراد إلى اقتطاع رزقهم في هذه الحياة بكل الطرق، حتى ولو كان فوق الجثث، وهي حقيقة موجودة نحضرها في الكثير من المرات، وليست مجرد قصة خيالية، بل وقعت مع العديد ممن نعرفهم، ومازالت تقع إلى حد الساعة، وهذا يعكس في الأصل، أن في زماننا هذا، أصبحت الروح البشرية، أقل قيمة من رغيف يابس، فحين تصل الحال ببعضنا إلى تحضير كفن شخص ما، لا يعرفه في الطريق السريع، وهو متجه إلى بيته أو شغله، من أجل أن يوقعه في فخ حادث مرور، ربما يلقى حتفه بعده، فإن الأمر قد تجاوز كل شيء وليس الضمير فحسب.

الغريب أن هذه الظاهرة، لم تبق فقد في الطرقات السريعة وبين الولايات، بل أصبحت حتى في الشوارع، داخل المدن وفي الأزقة البعيدة والضيقة والصعبة خاصة، لتسهل عملية نصب هذا الفخ، وهذا ما نراه مرسوما في العديد من الشوارع، حيث حضرنا إلى انزلاقات، كادت أن تكون عواقبها وخيمة، كان ليد الإنسان دخل فيها، بل لبعض الحثالة من الأفراد بأدق تعبير، وهذا فقط من أجل جمع بعض المال، بهذه الطريقة، التي تضاف إلى جرائم الطرقات التي تحصل كل يوم في شوارعنا.

طريقة للكسب لا تخطر على فكر البشر، لكنها أصبحت للعديد من الحثالة مصدر رزق للأسف، يقتلون الأفراد وعائلاتهم ربما، من أجل أن يعيشوا هم، وهي معادلة صعبة، ليست ببعيدة على حياة الغابات.

مقالات ذات صلة