الشروق العربي
ظاهرة اللباس الحر أو الأصلي:

شباب يتسولون من أجل قطعة لباس أصلية وآخرون يشترونها بكامل الراتب الشهري

صالح عزوز
  • 3524
  • 9
بريشة: فاتح بارة

 كثير ما نسمع عبارة “يلبس غير الحر” أو “نلبس غير الحر”، وهي جملة متداولة خاصة بين الشباب، يراد بها أن هذا الشخص، لا يلبس ماعدا اللباس غالي الثمن، ومتقن الصنع والخياطة، وهي حقيقة، إذا قورنت بعض هذه الألبسة الحرة إن صح القول، بألبسة أخرى، تشبهها ربما في طريقة الخياطة أو تحمل نفس العلامة التجارية، سواء من حيث الإتقان أم المادة المصنوعة منها، وكذا منظرها، غير أن هذا التفكير للأسف يقع فيه خاصة ذوو الدخل المحدود، أو ميسورو الحال، وكأن هذا الحر وضع كفخ لمثل هؤلاء الأفراد.

 كلنا نبحث عن الألبسة الجيدة بكل أنواعها، من كلا الجنسين، سواء ذكور أم إناث، لكن، حينما يصبح شغلنا الشاغل، أو نكلف أنفسنا من أجل الحصول عليها، تصبح أمرا مبالغا فيه، وهذا ما نراه عند الكثير من الشباب اليوم، حين أصبح همهم الوحيد، في البحث عن الشغل أو الحصول على عمل، هو ما عدا تحقيق السير بين الناس، بألبسة أصلية أو حرة كما يقال، تفاخرا بأنفسهم، ومن أجل شراء لقب ذلك الشخص لا يلبس ما عدا اللباس الأصلي، وهذا كل ما في الأمر، ويصبح مثالا حيا في حيه أو في كل الأحياء، عن عدم تبضع ماعدا الحر أو الأصلي في الملبس حتى ولو كان الأمر بطرق ملتوية.

 الأمر عادي ولا حرج فيه، وكلنا يود لو لا يلبس ماعدا الأصلي في كل شيء، ويغيره كل يوم، لكن الأمر الذي تجاوز حدود المعقول، أن الكثير من الأفراد، قد يشترون قطعة واحدة من اللباس الأصلي، بكل راتبه الشهري، وهذا أمر غير طبيعي، وجب الوقوف عنده، فبدل شراء ألبسة متنوعة حتى ولو كانت أقل ثمنا وجودة من الأصلية، يشتري قطعة واحدة فقط، وهذا من أجل تحقيق “يلبس غير الحر”، وقد يقضي شهورا عديدة، للحصول على كل لباسه من قطع أصلية، ويفضل أن يلبس لباسا واحدا شهورا عديدة، لأنها ذات جودة عالية، على أن يشتري ثلاث أو أربع قطع من نفس اللباس، لكنها ذات جودة أقل.

ربما يكون الأمر عاديا، إذا قورن هذا الشخص، بمن يتجه إلى المداينة من أجل شراء ألبسة ذات جودة عالية أصلية وحرة، وربما يستدين من عند أقرب الناس إليه، من إخوته وأخواته وحتى أصدقائه، وهي ظاهرة منتشرة في المجتمع بكثرة، فتجد العديد من الشباب خاصة، يتسول بين إخوته أو أصدقائه، من أجل شراء هذا اللباس، وهو أمر غريب حقيقة.

إن البحث عن شراء اللباس الأصلي اليوم، أصبح يدفع الكثير من الناس، إلى طرق أبواب الاستدانة من عند الناس أو الأقربين، وهذا فقط من أجل الظهور بلباس أصلي حر كما يقال، ويدفع بالبعض إلى التسول أو شراء قطعة واحدة منه بكل الراتب الشهري، لذا تحولت هذه الظاهرة، إلى ظاهرة مرضية اليوم.

مقالات ذات صلة