شباب يضعون شروطا تعجيزية للزواج
قد يبدو هذا العنوان غريبا.. فعادة ما نحسب الفتيات هن من يشترطن الغالي والنفيس، قبل النطق بنعم، مع التغير المناخي وذوبان القطب الشمالي، أصبح الشباب هم من يشترطون أمورا تعجيزية للزواج… الشروق العربي تبحث في فائدة العازبات عن رجال أندر من لبن العصفور.
في زمن العولمة والإنترنت وتحرر المرأة، انقلبت الموازين، وتغيرت العادات، وتبخرت المسؤولية، ولاذ الرجال بالفرار، تاركين المجال للانتهازيين، الذين يرون في المرأة مصدر رزق لا يستهان به، ولا يكتفون باشتراط العمل والراتب المحترم، بل يفضلون المرأة التي تملك سيارة شخصية، ولديها تروسو لا ينقصه إلا شريط الساتان… الحكايات كثيرة لشباب يشترط أن يعطي للمرأة المهر ثم تعيده إليه بعد مدة معينة، لأنه ليس قادرا على تغطية مصاريف العرس…
رجل بنصف قلب
تروي نفيسة قصتها مع شاب تقدم لخطبتها، بينما هي على مشارف الثالثة والثلاثين، وكأي رجل يخطب فتاة في الثلاثين يفتح سجل الشروط، وكأنه يسدي لها خدمة، فلولاه لن يراها أحد، ولن يطرق بابها إلا ريح صرصر في يوم شتاء مظلم.. تقول نفيسة: “اشترط علي مواصلة العمل، رغم أنني تعبت من وظيفتي، وراح في مرحلة الخطوبة يطلب مني أن أقرضه المال لإتمام مراسيم الزفاف، ووصل به الأمر أن طلب مني يوم الزفاف أن أسدد ثمن الصالة، ويا ليته سدد شطرا كبيرا، بل وضع أقل من نصف المبلغ.. كانت صدمتي كبيرة، لأنني اكتشفت أن هذا الرجل يستغلني… اقترضت المال من أمي خلسة، وسددته لها بعد الزواج مباشرة من أول راتب”.
في رواية أخرى من روايات المسخرة الذكورية، تحكي كاميليا، وهي موظفة في مكتب بريد حكايتها: “تقدم لخطبتي شاب محترم، فرحت كثيرا، خاصة أنني بلغت من العمر ما يضعني في خانة المشرفات على البوار… غير أنني اكتشفت أنه مغرور جدا، ولا يتوانى في اشتراط ما تشترطه النساء عادة، فطلب مني أن أساعده في شراء سيارة، مدعيا أن هذا لصالحنا.. ومن ثم طلب مني مساعدته في شراء طقم الذهب، أو البارور وخاتم الزواج.. فسخت خطوبتي في أقل من شهرين، فأنا لست مغفلة، فهناك فرق بين من يريد الزواج حقا، ويتصرف رغم فقره كرجل حقيقي، وبين رجال الكيراتين والسراويل الممزقة، الذين تحولوا إلى غلمان في دور المزادات العلنية؟”
أما تجربة مايا مع هذا النوع من الرجال، فهي أقرب إلى الوقاحة، فقد اشترط عليها خطيبها أن تطالب بحقها في الميراث، كي يتمكنا من شراء سكن يليق بجلالته، وبينما يبجل والديه تبجيلا، حاول أن يهدم كل أواصر المحبة والاحترام بينها وبين والدتها، بعد وفاة والدها، قبل سنة فقط من تقدمه لخطبتها… هذه المرة، ليست هي من فسخ خطوبتها، بل والدتها وإخوتها، بعد أن بهدلوه ومسحوا به بلاط الشارع.
رحلة البحث عن المرأة المثالية
من الأمثلة الطريفة، ما حدث لوئام، الجامعية اليافعة، التي تقدم لخطبتها شاب من عائلة غنية، غير أنه بمجرد لقائهما الأول أو الشوفة، اشترط عليها أن تسبغ شعرها بالأشقر، لأنها جميلة ولا ينقصها سوى شُقرة مارلين، ورغم حداثة سنها، إلا أنها رفضت عرضه، وطلبت منه أن يخطب شقراء حقيقية أو مزيفة، لكن بعيدا عنها وعن عائلتها”.
وقائمة الطلبات كثيرة، منها ما يقدر عليها، ومنها ما هو تعجيزي، كتغيير الاسم، لأنه قديم أو عمل ريجيم أو تغيير ستايل الملابس وتسريحة الشعر، وأحيانا طلبات تجميلية سخيفة، كتغيير شكل الحواجب أو وضع ماكياج مثل النجمات.
وقد نثني على بعض الشروط، رغم صعوبتها، كاشتراط التعليم والثقافة، رغم أن هناك من اشترط أن تحرز خطيبته الدكتوراه بتقدير عال كتحفيز منه أكثر من شرط… ولا مجال في هذا المقال للحديث عن الشروط الأكثر تعقيدا كنزع الحجاب مثلا، أو تغيير الديانة وغيرها من الحكايات، التي حدثت ولا داعي للاستغراب من وقوعها.
نرجسية رجل
يرى خبراء علم النفس أن هذا النوع من الرجال يكون عادة من النرجسيين المتعالين، الذين لا يهتمون إلا لمشاعرهم والأنانيين الذين يرون أنهم فرصة لا تعوض.. والانتهازيين الذين يخططون للزواج كصفقة يجنون منها المال… وكل هذه الأنواع تندرج في فئة واحدة “الرجل غير المناسب للزواج”.
في الأخير، لا يسعني إلا أن أنصح هؤلاء الشباب بالسفر إلى الهند، فهناك تدفع عائلة العروس مهرا مقابل زواج بناتها، ولكن حذار، في أي خطوة غير محسوبة، قد تلدغك كوبرا ملكية تشاركك المخدع.