الشروق العربي
ينشرون صورهم بالقميص والسجادة

 شباب يعلنون توبتهم على فايسبوك حصريا

فاروق كداش
  • 2835
  • 7
بريشة: فاتح بارة

مع اقتراب شهر رمضان، تبدأ القلوب التائهة بالبحث عن خلاص الروح والبدن، فتحن إلى السجادة والمصحف، وتعلن التوبة على الملإ، أمام الملايين من المعجبين عبر الفايسبوك وإنستغرام… الشروق، تخترق المواقع والصفحات، وتكشف باطن ظاهرة “توبة المواسم”.

يعيش الكثير من الشباب ازدواجية في المزاج والأهواء.. فتارة تستهويهم الحياة بصخبها ومغامراتها، وتارة تصحو الضمائر من رحيق الحرام، فتهفو النفس إلى التوبة الصادقة الصدوق… وليست صدفة للبعض أن تكون هذه الصحوة قبيل شهر رمضان بأيام معدودات. والغريب، أن ما كان يفعله الشباب في ما قبل، أصبح يصور بالصوت والصورة، فتجد من ينشر صورته بالقميص، وهو أول علامة للتوبة الظاهرية. وهناك من يغير بروفايله إلى آيات وأحاديث، ويحذف صورا تفضح الماضي وتنذر بالمستقبل… ويصل الأمر بالبعض أن يطلب التعليق على صور شباب اهتدى إلى الطريق القويم، وينشر جانبها صورا لنفس الشباب بالسراويل المقطعة والتسريحة الفايكينجية، ويستعطفك باسم الدين أن تكتب له جاما لا يسمن ولا يغني من جوع… وهناك من يؤنبك على أنك تجاوزت صورة شاب يصلي أو يقرأ القرآن ويعنون منشوره: “لأنه مسلم فلن تعمل له جام لأن الشيطان منعك”.. وكثيرة هي المنشورات التي يجبرك أصحابها على وضع إعجاب من هنا ولايك من هناك، وإلا فأنت خارج من ملة الإسلام.

وحسب حمزة، وهو أدمن صفحة دينية على فايسبوك، فيؤكد أن الشباب حين يقترب موعد أي موسم ديني، يحاولون قدر الإمكان الالتزام بالصلاة والطاعات، ولكن الإغراءات كثيرة، خاصة في مجتمعنا، لذا، فإن الالتزام صعب، لكنه ليس مستحيلا، بل باب التوبة فتح أمامهم فليستغلوه”.

سكوت سنتوب

سألنا بعض الشباب على فايسبوك عن هذه الظاهرة، التي باطنها حسن نية وظاهرها رغبة شديدة في الاستقامة، فقال لنا حسين: “عندما يتوب الشخص لا يحتاج إلى حملة إعلامية ليعرف الجميع أنه تغير، وسرعان ما يعود هذا التائب إلى سابق عهده، حين ينتهي شهر العبادات”. ويوافقه الرأي أسامة: “الغريب، أن البعض يحرص على اقتناء القميص الغالي من الدفة وغيرها وينسقه مع الساعة والنظارات.. فعن أي توبة تتحدث”. أما وسيم، الشاب المجلجل: “ليس عيبا أن تنشر صورك بالقميص واللحية، وأنت تحمل سجادتك للصلاة.. العيب، أن تكون منافقا وتفعل هذا من أجل اللايكات”. من جهته، يرى محسن نفسه في نفس وضع هؤلاء: “يا أخي الإيمان يطلع ويهبط، والنفس أمارة بالسوء، وأنا أحرص في رمضان مثلا، على أن أواظب على الصلاة، وهذا أضعف الأيمان، ولكن بمجرد انتهاء شهر رمضان، يعود الزهو.. وهكذا دواليك”.

رياض، لا يرى في الأمر مشكلة: “هذه حال الشباب في المواسم الدينية. إنهم يعيشون تذبذبا روحيا كبيرا، وإيمانهم يتأرجح، لكن النية موجودة، وهذا بالنسبة إلي هو الأهم”.

التوبة… قبل وبعد

أما يونس، فاستهجن صورة نشرها أحد أدمن الصفحات لشابين قبل وبعد الهداية، وعلق قائلا: “شغل لازم ندير قميص ونلتحي باش يشفوني ويقولوا بلي راه تايب.. ربي يهديك، توبة صحيحة في القلب”. وعلق سيد علي على نفس الصورة: “وهل كانوا كفارا كي يتوبوا”، غير أن جل التعليقات على هذه الصورة جاءت إيجابية، ونالت الإعجاب بين من يطلب الهداية لأصدقاء يعرفهم وبين من يحفزهما على المداومة والاستمرار.

مقالات ذات صلة