الجزائر
يستخدمون أساليب شتى ويذكرون صفات لا يتحلون بها

شباب يلجؤون إلى السير الذاتية المصورة بالفيديو لتعزيز فرص توظيفهم

زهيرة مجراب
  • 1104
  • 2
ح.م

يستدعي التقدم لأحد المناصب الوظيفية مجموعة من الشروط التي لابد على السيرة الذاتية للمتقدم للمنصب أن تشملها، ونظرا إلى أهميتها القصوى أصبح الشباب يتفننون في تصميم السير الذاتية، فبعدما كانت أوراقا صارت أقراصا مضغوطة ” cd” تحتوي على مقاطع فيديو، يتحدث فيها المرشح للمنصب عن خبراته ومواهبه ومدى استعداده للعمل.
يعتبر أصحاب الشركة السيرة الذاتية هي وجه الموظف فمن خلالها يحكم عليه إذا كان يصلح لشغل منصب في المؤسسة أو إمكانياته لا تتوافق معها، ولأن الأمر صار مهما جدا ويعتمد عليه في الحكم على مستقبل موظف، أصبحت هناك مكاتب وشركات خصيصا لصناعة السير الذاتية لتعزيز فرص الفوز بالوظيفة، وتروج لها صفحات خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستعرضة النماذج التي أنجزتها ومساهمتها في إثراء فرص العمل.
تحكي لنا عاملة في قاعة إنترنت، عن تطور السير الذاتية فبعدما كانت تتم طباعتها على الأوراق، معتمدين على نماذج متعددة والألوان والصورة الشخصية للمتقدم للمنصب مع جميع المعلومات الشخصية المتعلقة به، وكذا ما يحوزه من شهادات وخبرات ومؤهلات علمية أصبح الغالبية حاليا يفضلون الأقراص “السيدي”، فيجلبون تسجيلا لهم على وحدة الذاكرة “الفلاش ديسك” أو في الهاتف ثم يطلبون منها تحميلها على القرص أو يستعينون مباشرة بالمكاتب التي تعرض خبرتها في هذا المجال. وأوضحت المتحدثة أن قلة المناصب الوظيفية حاليا هي ما يدفع بالشباب إلى صناعة مجموعة كبيرة من السير الذاتية، وتقديمها في كل مرة يتم فيها الإعلان عن إحدى المسابقات أو فتح باب توظيف، وذكرت أن غالبية الزبائن يفضلون استعمال اللغة الفرنسية بدلا من العربية في سيرهم الذاتية وطلبات العمل وإن لم يستدع الأمر ذلك، وحتى ولو كانوا لا يتحكمون في الفرنسية فينسخونها مباشرة من مواقع الإنترنت دون تعديلها أو تغييرها تماشيا مع مميزاتهم وخبراتهم.
ويحرص المتقدمون للمناصب الوظيفية على تحميل سيرتهم الذاتية بالعديد من الصفات والمزايا، وإن كانت لا تتوافر فيهم ويعددون مناقب وخصالا بعيدة عنهم كل البعد كالانضباط، حب العمل، التحلي بالمسؤولية، الرغبة في العمل في مجموعة، وفي جانب الخبرات يذكر أصحاب السير، دوما إتقانهم اللغات الأجنبية، الفرنسية والإنجليزية حديثا بطلاقة وكتابة وكذا تحكمهم في تقنيات الإعلام الآلي.
وينصح مسؤولو الموارد البشرية الشباب بإعطاء أهمية بالغة لسيرهم الذاتية وتفادي الكذب، فإذا كان صاحبها لا يملك خبرة فيكتب عبارة “لا أملك خبرة عملية”، وعلى صاحب السيرة أن يبدي رغبته واستعداده للعمل وتسخير مهاراته وقدراته لخدمة المؤسسة التي ستكون الأولى في مشواره المهني، وكذا يستحسن إدراج الأعمال التطوعية والتمييز بين المهارات والخبرات خلال تعدادها، ويفضل المختصون أيضا أن يتفادى المتقدمون للوظائف ذكر جميع المهام والوظائف التي شغلوها، بل انتقاء ما يتماشى مع المنصب الذي سيشغله فقط وليس سرد ترسانة من المهام التي قد لا تتوافق مع العمل الإداري بتاتا.

مقالات ذات صلة