توقيف 8 تونسيين وحجز كمية معتبرة من المرجان في القالة
شبكات تهريب “الذهب الأحمر” تكّبد الجزائر خسارة بـ 8 آلاف مليار
أوقفت مصالح حرس السواحل التابعة لقيادة القوات البحرية 6 تونسيين كانوا على متن زورق من الحجم الكبير دخلوا المياه الإقليمية الجزائرية بطريقة غير شرعية، وحاولوا تهريب كمية معتبرة من المرجان أو ما يعرف بـ “الذهب الأحمر”.
-
تفاصيل العملية حسب مصادر “الشروق”، تعود إلى ليلة أول أمس عندما كانت فرقة حرس السواحل التابعة لقيادة القوات البحرية في دورية عبر المياه الإقليمية الجزائرية التونسية المشتركة، في منطقة “القالة”، حيث لفت انتباهها زورق طوله يقارب 10 أمتار، تنبعث منه الأضواء، وعليه حاصرت ذات القوات المنطقة وتمكنت من توقيف 6 أشخاص كانوا على متنه، ومن خلال التحقيق معهم تبين أنهم تونسيون ويمارسون مهنة تهريب المرجان إلى تونس ثم إلى الدول الأوروبية بالتنسيق مع شبكة من جزائريين يوفرون لهم، ظروف تنفيذ عمليات استخراج هذه الثروة البحرية التي تم حظر اصطيادها منذ سنة 2000 .
-
من جهتها، عالجت مصالح الأمن المشتركة خلال الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى نهاية أوت من العام الجاري حسب الإحصائيات التي تحصلت “الشروق” عليها، 30 قضية تتعلق بتهريب المرجان بولاية الطارف أسفرت عن استرجاع أكثر من 160 كغ من المرجان رفيع النوعية، أغلبها تم حجزها بمخازن سرية ملك للمهربين.
-
وفي هذا السياق، كشف رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين حسين بلوط، في تصريح لـ “الشروق”، أن استنزاف المرجان رغم قرار السلطات القاضي بمنع استغلال الحقول المرجانية بناء على مرسوم تنفيذي الصادر في سنة 2000، إلا أن الشبكات المختصة في هذا المجال تمكنت من تهريب ما يزيد عن 10 أطنان بقيمة مالية، تفوق 8 آلاف مليار سنتيم، في الفترة الممتدة بين 2000 و2011 .
-
وأضاف المتحدث أن جريمة استنزاف “الذهب الأحمر” عبر محور القالة والطارف، متواصلا بشكل أضحى يهدد هذه الثروة بالزوال على المدى المتوسط والبعيد، خاصة بعد أن أصبحت هذه المادة الثمينة تسيل لعاب المهربين الذين يكسبون من ورائها الملايير من الدينارات، حيث يقدر الكيلوغرام الواحد حسب بلوط ما بين 40 و80 مليون سنتيم، مؤكدا على أنه استنادا إلى تقارير ميدانية فإن طول مكامن ومناطق المرجان في الجزائر كانت تقدر بـ 55 سنتمترا طولا وأضحت حاليا لا تتجاوز 5 سنتيمترات، ويقول رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، أن شبكات التهريب ستتسبب في انقراض هذه ثروة المصنفة على أساس أنها “ذهب الأحمر”.