-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شجاعة فقدت أيام الحرب!

الشروق أونلاين
  • 1346
  • 0
شجاعة فقدت أيام الحرب!

رشيد ولد بوسيافة:boussiafa@ech-chorouk.com

ليس دفاعا عن تنظيم فتح الإسلام الذي نشأ في ظروف غامضة وتبنى خطابا غريبا ودخل معركة خاطئة بالأساس، ولكن ما يحدث منذ أسبوع في مخيم نهر البارد يجعلنا نتساءل عن سر الشجاعة والحزم لدى الجيش اللبناني في التصدي لأفراد فتح الإسلام على قلتهم دون مراعاة سلامة المدنيين الفلسطينيين المقيمين في المخيم.مشاهد الخراب والدمار وأعمدة النار المتصاعدة ذكرتنا بأيام الحرب…لكن أين ما يحدث الآن من أيام الحرب حين كان حزب الله يخوض معركة الشرف منفردا، حينها كان الجيش اللبناني في أوج مراحل ” غفلته “، وحداته كانت في مواقع مكشوفة وأفراده كانوا في حالة الاسترخاء ، وكأن الأمر لا يتعلق بحرب طاحنة ولا يتعلق بعدوان من قبل الكيان الصهيوني ، الذي كان من بين ضحاياه أفراد من الجيش ومع ذلك لم تخرج طلقة رصاص واحدة باتجاه العدو !

صحيح أن منظمة فتح الإسلام بأعضائها الشباب المندفعين والمتطرفين أقحموا سكان المخيمات الفلسطينية في معركة ليسوا طرفا فيها وما كان لها أن تحدث، ولكن ألا يفترض أن يكون الجيش اللبناني أكثر حرصا على حياة المدنيين، وهنا يطرح التساؤل عن السر وراء محاولات التأجيج الصادرة عن بعض القوى السياسية في لبنان التي تدفع نحو تكثيف المواجهة وتوسيعها وانتهاج سياسة استئصال عنيفة.

الجيش اللبناني أغلق كل منافذ التواصل والتفاوض مع هذه الجماعة وخيرها بين الاستسلام أو الموت ضاربا المثل في الحزم والصرامة وعدم التساهل مع من يهدد أمن اللبنانيين وسلامتهم، غير أن هذا السلوك الحازم لم نرى له مثلا مع إسرائيل بل إن ثكنة كاملة للجيش اللبناني في مرجعيون فتحت أبوابها للإسرائيليين وقدم لهم قائدها أكواب الشاي واستقبلهم استقبال الأبطال في عز العدوان الذي دمر لبنان وقتل شيوخه وأطفاله.

أم المثير في كل ذلك فهو الموقف السريع جدا للجامعة العربية التي تفاعلت تلقائيا على غير العادة بما حدث في لبنان، وقدمت مساندتها المطلقة للجيش اللبناني دون محاولة فهم ظاهرة ” فتح الإسلام ” التي لم تأت من فراغ ولكن جراء وضع معين وخرجت للعلن بعد أن خطط لها المتحكمون في مستقبل المنطقة العربية، لأهداف غير معلنة أولها إنهاء ما يطلق عليه بسلاح المخيمات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!