رياضة

شخصية بلماضي…

ياسين معلومي
  • 6914
  • 8
ح.م

عندما أقدمت إدارة نادي الدحيل القطري على إنهاء مهام جمال بلماضي من عارضته الفنية، قلت في نفسي يستحيل أن يقال مدرب توج بكل الألقاب، من ذلك تتويجه بكأس الخليج مع المنتخب القطري، ويستعد للذهاب بعيدا في الكأس الآسيوية، فطالعت كل التقارير الصحفية لمعرفة الحقيقة، لكني وجدت أن ذهابه كان عاديا، وبطلب منه، وربما حتى لتدريب المنتخب الجزائري، لكن الحقيقة يومها غير التي ذكرها الإعلام، وهي أن مسؤولي فريقه أرادوا ربما بطريقة عفوية إدراج لاعب لم يقنع بلماضي، ففضّل ترك ملايين الدولارات حتى يخرج من الباب الواسع، ويبقى بعيدا عن الملاعب، قبل أن يصله عرض الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
عندما توصل الاتحاد الجزائري إلى اتفاق مع بلماضي، يقضي بإشرافه على العارضة الفنية لـ”الخضر” خلفا لرابح ماجر الذي قال إنه لم ولن يندم على تجربته الثالثة مع المنتخب، قلت في نفسي أيضا: كيف سيتعامل الناخب الوطني الجديد مع الوضع الحالي للمنتخب؟ وكيف سيعيده إلى السكة في هذا الوقت بالذات، ونحن نحتل حاليا المرتبة 66 عالميا، بعد أن وصلنا إلى المقدمة سابقا، وهل بإمكانه أن يوقف بعض اللاعبين عند حدهم وهم الذين تآمروا على رايفاتش، وشوهوا سمعة غوركوف، ورفضوا اللعب مع ماجر، ولم يتألقوا أبدا في إفريقيا، وينتظرون كأس العالم للظهور والبروز حتى ينالوا عقودا طويلة المدى مع أندية كبيرة تضمن لهم البقاء في القمة لسنوات… هل يملك بلماضي الجرأة التي جعلته يغادر البطولة القطرية لسبب كان بمقدوره أن يتفاداه، لكن مهنته كمدرب حتمت عليه المغادرة، وهو المبدأ الذي غاب بشكل واضح عند بعض المدربين المحليين الذين يقبلون تدخل رئيس الفريق أو محيطه في شؤون النادي وحتى جزئياته مقابل البقاء في مناصبهم… وهي صفة سيئة لا تتوفر عند مدربنا الشاب.
عندما قال بلماضي إنه سيعلن عن القائمة الموسعة لمباراة غامبيا 24 ساعة بعد الندوة الصحفية التي عقدها بسيدي موسى، لكنه تأخر عن الإعلان عنها، قلت في نفسي: ما هي أسباب هذا التأخر؟ ولماذا لم يعلن عنها؟ وتيقنت من أنه بصدد البحث عن القائمة الملائمة، والابتعاد عن كل الضغوط التي كانت قد مورست على بعض المدربين السابقين الذين قبلوا جلب لاعبين دون متابعتهم، منهم من لا يصلح حتى للعب في الأندية الجزائرية، وكانوا سببا في خسارة المنتخب.
عندما نتحدث عن بلماضي، نتحدث عن لاعب سابق لعب لأندية عديدة كمرسيليا وباريس سان جرمان والمان سيتي وفالنسيا وغيرها، ولعب للمنتخب الوطني، ويعرف جيدا الطريقة المثلى التي نحضّر بها ناديا أو منتخبا، لا أتمنى له أن يصطدم مع بعض الذين يدّعون في محيط الكرة فلسفة، وفي آخر المطاف لا يفقهون شيئا. هؤلاء وأمثالهم هم الذين أعادوا الكرة الجزائرية إلى نقطة الصفر ويعتبرون أنفسهم وصايا على الكرة الجزائرية وهم في آخر المطاف لا يفكرون إلا في ملء جيوبهم، هي عبارة ما زلت أتذكرها من الرئيس الأسبق عمر كزال الذي قال لكرمالي يوما: “نحن فزنا بكأس إفريقيا للأمم، نحن نغادر هذه الحياة ويبقى هؤلاء المسيرون، وبعض الذين يخلفونهم يتصارعون للفوز بكأس إفريقيا، لكن لن ينالوها أبدا، لأنهم ببساطة لا يعملون بالنية اللازمة”.
على جمال بلماضي أن يتحلى بالصبر… ويبعد كل من لا يثق فيه، لأنه جالس على كرسي قد يسقط منه في أي وقت… بسبب بعض أعداء النجاح الذين لا يريدون الخير لهذا المنتخب.

مقالات ذات صلة