شركات الطيران تذبح الجزائريين بأسعار خيالية

أظهرت عملية مسح بسيطة قامت بها “الشروق” على مواقع الحجز على الأنترنت لتذاكر السفر لشركات أوروبية تنشط على الوجهة الجزائرية، أن الأخيرة تطبق أسعارا في المتناول تنطلق أحيانا من 29 أورو أو كما يقال بالعامية “قريبة من المجانية”، لكنها بالمقابل تذبح الجزائريين بأسعار خيالية رغم فارق المسافة والوقت المستغرق في الرحلات..
وفي السياق، تظهر أسعار التذاكر المتوفرة لرحلات شركات وطنية أو أخرى منخفضة التكلفة أوربا تسير رحلاتها للجزائر، أنها توفر أسعار تذاكر اعتبارا من 40 إلى 80 أورو وفي بعض الرحلات القصيرة اعتبارا من 29 أورو، وهي والحال مثلا الشركة فيوليبنغ الإسبانية التي تسير رحلات على وهران والعاصمة.
وبمقارنة أسعار هذه الشركة إلى الجزائر أو وهران، نجد أن أدنى سعر لرحلة ذهاب مثلا لا تقل عن 117 دون احتساب العودة، في حين أن الشركة تعرض رحلات على أمستردام الهولندية اعتبارا من 44 أورو فقط رغم أن المسافة بينها وبين برشلونة أبعد من العاصمة ووهران.
ونفس الشيء لشركة ترانسافيا الفرنسية فرع إير فرونس، التي لها رحلات على الجزائر العاصمة من مطارات نونت وليون وغيرها، حيث إن الرحلة ذهاب وإياب في الأسبوع ما بين 15 و21 أوت 2018، لا تقل عن 630 أورو، بينما رحلة باريس أغادير جنوب المغرب في حدود 483 أورو، رغم فارق المسافة الكبير بما أن أغادير متواجدة جنوب المملكة المغربية.
وبإلقاء نظرة على أسعار رحلات شركة الطيران إيغل أزير الفرنسية يظهر أن الأخيرة تسير رحلات من باريس إلى موسكو بـ438 أورو ذهابا وإيابا، في حين أن رحلة باريس الجزائر ذهاب وإياب لنفس الفترة ما بين 16 و25 أوت تقدر بـ645 أورو، منها 395 أورو لرحلة العودة فقط.
ويحدث هذا رغم أن رحلة باريس موسكو تستغرق نحو 4 ساعات، أي ضعف ما تستغرقه رحلة باريس الجزائر، أي أن فارق المسافة والزمن الواضح لم يشفع لرحلة باريس الجزائر لتكون أقل سعر من باريس موسكو.
كما أن إجراء عملية تحديد الاتجاه على موقع غوغل للخرائط، يوضح أن الرحلة بين باريس وموسكو تستغرق نحو 4 ساعات بتكلفة 37 ألف دينار جزائري، بينما يبين أن سعر الرحلة حاليا ما بين باريس والجزائر هو 67 ألف دينار جزائري.
وتطرح تساؤلات كثيرة حول سياسة الأسعار لشركات الطيران الأجنبية التي تسير رحلات إلى الجزائر، من منطلق أنها تطبق أسعارا منخفضة على رحلاتها الأوروبية والمغاربية، لكن عندما بتعلق الأمر بالجزائر تكون الأسعار مضاعفة.
كما أن استفهامات عديدة تطرح حول المعايير التي بواسطتها يتم اعتماد الأسعار وهل يتم التشاور مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية، وهل هذه الشركات تقوم بجعل الأسعار في نفس الخط والمستوى الذي تطبقه الجوية الجزائرية، أم أنها تطبق سياسة أسعار مستقلة دون النظر على ما تطبقه الجوية الجزائرية.