جواهر

شروطكم كثيرة وشرطها واحد!

الشروق أونلاين
  • 4089
  • 28
ح.م

لم تتوقف حملة السخرية على فيسبوك لمدة تزيد عن الأسبوع منذ أن بثت إحدى القنوات الخاصة تصريحا لفتاة جزائرية تقول فيه إنها تفضل أن تتزوج من رجل غني.

ولم تهدأ هذه الحملة إلا بعد أن استنفذ رواد الفضاء الأزرق كل ما في جعبتهم من عبارات تهكمية ساخرة بحق هذه الفتاة المسكينة التي تم تداول صورتها وكأنها مجرمة  فرت من العدالة، وبدا من تعليقاتهم أنهم استخسروا فيها أن تحلم برجل غني لأنها، حسبهم، لا تحوز على ذرة جمال واحدة، وبالتالي عليها أن ترضى بـ “ما أكل السبع” أو بما نهشه الفقر حتى العظم!.

ومن غير المستبعد، أن هذه الفتاة، بعد أن اطلعت على الحملة الشرسة التي شنها عليها الرجال من خلف الشاشات الإلكترونية قد “حرمت” أن تفكر في رجل غني، بل صرفت النظر عن الزواج نهائيا وقد كشف لها مئات الشباب ما تساويه في سوق الجمال وفي نظر الرجال، لا بل تراها قاطعت مواقع التواصل الاجتماعي نهائيا، وكسرت مرايا بيتهم واستسلمت للاكتئاب!.

في حين لو قام أحد الشباب “المرابطين” على ثغور الفيسبوك وأعلن عن رغبته في الزواج من فتاة جميلة ترضى بفقره وبيته القصديري، أو كشف عن عاهاته  وعيوبه “السبعة” التي يعاني منها، لوجد مئات المتضامنين والمؤيدين، وبعد ساعات يتحول إلى “بطل” يتشارك النشطاء منشوره على مدى أسابيع، وتتهاطل عليه علامات الإعجاب ومئات التعليقات التي تقول له امضي ولا تخف، لأن الرجل لا يعاب، وطلبه مجاب، وأن المرأة هي التي يقع عليها الاختيار، ويقبلها الرجل إذا اقتنع بها، أو يرفضها ويبحث عن من هي أفضل منها..

ومن هذا الباب، قامت إحدى الفتيات بتوجيه سؤال للرجال في أحد المنتديات ذات الشعبية الكبيرة، حول الطول والوزن الذين يفضلونهما في زوجة المستقبل، لأنها تعتقد أن وزنها الذي لا يتعدى 51 كيلوغراما، وطولها الذي لا يزيد عن متر و60 سنتمترا، “غير مقنعين” للرجال، بما يعني أن الأفكار الذكورية باتت تسيطر على المجتمع بشكل كبير لدرجة أنه صار لها “مريدات” تبنونها وصرن يعملن بها.

وما يؤكد ذلك، أنه عندما كتب أحد الشباب  في صفحته على فيسبوك منشورا تهكميا قارن فيه الفتاة الأوربية  ذات الجمال الفتان بالفتاة الجزائرية التي نعتها بأبشع الأوصاف، التي لا يحق لها أن تملي شروطها على الرجل وهي تعيش في ظروف اجتماعية قاسية، لم يجد من يرد عليه سوى مجموعة من الفتيات الغاضبات، ولم ينتشر كلامه على نطاق واسع رغم أنه أساء لفئة كبيرة من المجتمع، على عكس تصريح الفتاة التي عبرت بصدق عن رغبتها التي تكون قد بنتها على معطيات واقعية جعلتها ترى أن الرجل الذي يجب أن ترتبط به يجب أن يكون غنيا، وحتى إن كانت مجرد أمنية لفتاة تريد أن تعيش في مستوى جيد، ولكنها في الأخير أمنية لم تؤذ بها أحدا.

وإذا كان عيب هذه الفتاة أنها أرادت زوجا غنيا، فعيب أكثر الرجال أنهم لا يذهبون لخطبة امرأة إلا ومعهم دفتر شروط وإذا انتفى واحد منها، صرفوا عنها النظر ومضوا إلى أخرى، فلماذا تنكرون على المرأة أن يكون لها شرط واحد؟!.

مقالات ذات صلة