شعب الله “المخ ـ طار”!
الانتخابات التي جرت مؤخرا في مصر، ما يُضحك فيها أكثر مما يُبكي.. انتخابات شعبية غاب عنها الشعب، فالأرقام التي أعطيت لتضخيمها 10 أضعاف، لا ترقى لأن يعتدّ بها. فقلد تابع المصريون المسرحية الساخرة من البيوت على التلفاز وهم يتضاحكون وينكتون وكأنهم يتابعون مسرحية لعادل إمام. “انتخابات لم ينتخب فيها أحد”.. حتى إعلام السلطة وقضاتها، سخروا منها وتفكهوا على طريقة المصريين. القاضي المشرف في حوار مباشر له مع أحد “أذرع” السيسي ردّ على سؤال صحفية ضاحكا: “لا فيه تجاوزات ولا خروقات ولا منتخبون!” مع ذلك، سيذكر إعلام السيسي أن مصر نجحت في الانتخابات ونجح السيسي في إعادة إنتاج نفسه رئيسا للعسكر على رأس معسكر مدني تحت حكم العسكر!
وجدت نفسي أنا هو “عمار” العسكري، الذي أراد أن يفرض الهيمنة على أهل بيته بعد أن صارت الدار فوضى وسط صراع الإخوان مع الأخوات والأب مع الأم. 12 فردا وبقرة، لم يعد فينا أحدٌ يتحمل الآخر منذ أن بدأت في تسيير دار “لكمان” بالحديد و”الكاصك” اللي يزغد.. “ويعطيه”.. مع ذلك لم أنجح في ضبط الأمور واستثبات الأمن، فقلت لهم: غدا، تجتمعون كلكم هنا في الصالون وتدلون بأصواتكم كلكم، لا أحد يتغيب أو يتأخر عن الموعد، ستصوتون عليّ لكي أحكمكم أو أتحكم فيكم! (الحاج موسى، موسى الحاج). وغدا، لم يحضر أحد فيما عدا أمهم التي هرّست لها أنفها أمس بعد أن أعادت اتهامي بأني أنا من كنت وراء اعتقال أخيها الصغير (10 سنوات قبل 20 سنة)، فلقد أخذوا أخاها من المسجد بدعوة أن له لحية! قال لهم: ماعنديش لحية مازلت صغير. قالوا له: “بصح كي تكبر تنوض لك اللحية؟! آلور، علاش نطولوا فالكلام؟!” اعتقلوه وضربوه لبضعة أيام ثم طلبوا من عائلته أن تستلمه وهم يقولون لهم: “ربوا أولادكم.. ربوا بزّكم”. قالت لهم زوجتي مشرّكة الفم: ياك اديتوهم من الجامع، وإلا واش؟
حضرت زوجتي “رغم أنفها”، مع ذلك أجريت التصويت بحضور الكراسي ومواعين المطبخ والنعايل والصبابيط، فهم يمثلون الجميع، وخرجت “بنتائج” تتحدث عن حضور مكثف للناخبين وكلهم قالوا نعم لطريقة “الحكم” و”التحكم”!
غدا، دخلتها عليهم كالعادة بونية وتدخلت “الروسية” البوزلوف ياكل.. هذاك ما بقى في غير الرأس غليظ ما يفهم ما يحب يفهم، وأنا أقول لهم: أيها الشعب النفيس.. أنا هو “الرخيص”، لقد رضيت لكم حكما بالسيف، وتجارة الزطلة والكيف، واللي يحب يفهم، نهرّس له النيف، وتفرجوا على أنف أمكم!
وأفيق وأنا أتنفس الصعداء بعد أن ركلتني زوجتي لأجد نفسي تحت السرير أنام قرير العين!