شكرا بلماضي ..

يمكن اعتبار أن الإعلام عندنا نجح في محو الصورة الجميلة، التي صنعها المدرب جمال بلماضي، مع المنتخب الوطني.. وهي النتيجة الحتمية التي يصل إليها أي مدرب أو لاعب، وسط ضغط إعلامي وجماهيري، منقطع النظير!

ترجم هذا الضغط حينما لجأ بلماضي إلى اعتماد تشكيلة فايسبوكية، لإرضاء المحللين والجماهير على حد سواء.. وأمام هذه التراكمات من الضغط النفسي والإعلامي، لم ينجح بلماضي في تخطي عقبة موريتانيا بأمان، بل كانت السبب الرئيس لإعلان الرجل الأول في “الفاف”، السيد وليد صادي، التوصل إلى اتفاق يفك الرباط بين بلماضي والاتحادية.. لكن، بمجرد اجتماع الطرفين في المكتب، حتى اندلعت مرحلة عض الأصابع بين الفاف وبلماضي! فالمدرب لم يقبل الخروج من البوابة الخلفية للمنتخب، إلا بتعويضات نص عليها الاتفاق بين الجانبين، في مقابل هذا العجز المالي الذي تعانيه الاتحادية، ما جعل وليد صادي يرفض طلب بلماضي، ويقترح عليه تعويض شهرين فقط، ليقابل المدرب ذلك بالرفض، لتتشنج الأمور، مرة أخرى، دون التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين!

وفي المقابل، يبدو أننا شعب ينكر الجميل، من أول منعرج، ونسينا أن بلماضي سمي، إلى زمن قريب، وزيرا للسعادة للشعب الجزائري.. والحصيلة في صالحة، إذ لم يمر على المنتخب أي مدرب حصل على نصف ما أنجزه بلماضي.

يبدو أن الأمور تعقدت، وأصبح بلماضي من الماضي، والنظر الآن يجب أن يكون إلى المستقبل، والتحديات التي تنتظر الفريق.. وأخوف ما نخاف منه، أن يأتي زمان نندم فيه على رحيل بلماضي، لأن السؤال المطروح: هل المدرب القادم يمكن أن يجلب لنا كأس إفريقيا من المغرب عام 2025؟